ما أسباب الانخفاض المفاجئ لقيمة الليرة التركية أمام الدولار؟

ما أسباب الانخفاض المفاجئ لقيمة الليرة التركية أمام الدولار؟
ختمت الأسواق التركية أسبوعها المنصرم، بانخفاض في قيمة الليرة التركية أمام سعر صرف الدولار، وصل إلى 6 بالمئة، الأمر الذي دفع بالمحللين الاقتصاديين إلى التنقيب عن الأسباب الحقيقية التي تقف خلف هذا الانخفاض المفاجئ.

ربط بعض المحللين انخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار، بتصريحات الرئيس التركي التي جاءت ردّا على تصريحات نظيره الأمريكي فيما يخص الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة، حيث قال أردوغان في كلمة أمام اجتماع منظمة التعاون الإسلامي: "لا يمكن أن نسمح بإضفاء الشرعية على احتلال الجولان".

الاقتصاد الثلاثي المستحيل

وتطرق أوغور غورسيس الخبير الاقتصادي إلى أسباب انخفاض قيمة الليرة التركية، منوّها إلى ما يُعرف في الاقتصاد بـ (الثلاثي المستحيل) أو المعضلة الثلاثية، والتي تنص على استحالة احتفاظ بلد ما بسعر صرف ثابت، وحريّة حركة رؤوس الأموال، وسياسة نقدية مستقلة في آن معا.

وبحسب أوغور فإن سبب انخفاض قيمة الليرة التركية المفاجئ يوم الجمعة المنصرم، جاء بسبب محاولة تطبيق (المعضلة الثلاثة)، قائلا: "منذ مدّة وهناك ضغط كبير على المصارف فيما يتعلّق بموضوع التحكّم بالفائدة، بحيث يتم إخطار وتبليغ معدلات فوائد القروض والودائع للبنوك من أنقرة مباشرة".

ومن جانبه بارش سويدان المحلل الاقتصادي التركي، ذهب إلى أنّ انخفاض الليرة التركية ليست فقط نتيجة التوتر الحاصل بين تركيا وأمريكا بشأن منظومة الدفاع S-400، وكذلك ليست بسبب التصريحات الأخيرة ما بين الرئيس التركي ونظيره الأمريكي بشان هضبة الجولان، وعزا صويدان انخفاض قيمة الليرة إلى أسباب ثلاثة وهي كالتالي:

انخفاض مبهم في احتياطات البنك المركزي

أشار صويدان إلى أنّ العديد من التصريحات كانت قد أكّدت بأنّ احتياطات البنك المركزي في الأسبوعين الأوليين من شهر آذار ستنخفض بقيمة 6.3 مليار دولار، ليصل بذلك الانخفاض الصافي لاحتياطات البنك المركزي إلى 28 مليار دولار.

وأضاف صويدان بأنّ موقع "بلومبيرغ" الشهير ربط الانخفاض المبهم في احتياطات الأسواق إلى لجوء البنك المركزي إلى بيع الدولار في سبيل دعم الليرة التركية.

إرجاء المصارف العامة شراء الدولار

وفقا لـ صويدان فإنّ هذه الرؤية تعود لـ "فايننشال تايمز" إذ ذهبت الصحيفة إلى أنّ السبب في انخفاض قيمة الليرة يعود إلى انسحاب المصارف العامة التي تبيع الدولار -دعما لليرة التركية- من الأسواق.

وذكّر صويدان بمقولة "روجير خالام" من "JP Morgan" والذي أكّد على استحالة استمرارية بقاء مصارف الدولة كـ مكان وحيد يعمل على بيع الدولار.

تردد البنك المركزي من الذهاب إلى زيادة نسبة الفائدة

ذهب صويدان إلى أنّ مؤسسة الاستثمار الدولية "كابيتال إيكونوميست" تبنّت هذا الرأي، بحيث نشرت تقريرا أوضح بأنّ ذهاب البنك المركزي -في سعيها لدعم الليرة التركية- إلى زيادة الفوائد بطرق ملتوية بدلا من الطرق المباشرة، يؤدي إلى زعزعة الثقة فيما يخص تطبيق نظام الفائدة.

يذكر أن الليرة التركية سجلت الأسبوع الماضي عند الإغلاق 5.75 مقابل الدولار وهو أدنى مستوى إغلاق منذ تشرين الأول 5.46 .

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات