"واشنطن بوست" تتساءل: هل ينقلب الموالون على نظام الأسد؟

"واشنطن بوست" تتساءل: هل ينقلب الموالون على نظام الأسد؟
أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى حالة الاستياء الشديدة التي يعاني منها الموالون للنظام بسبب تدهور مستويات المعيشة في سوريا.

وقالت الصحيفة إن الجديد هذه المرة وصول حالة النقمة ضد النظام إلى داخل العاصمة دمشق حيث ازدادت صعوبة الحياة خلال الأشهر الأخيرة أكثر من أي وقت مضى خلال السنوات الماضية.

وتعود حالة الاستياء هذه إلى إدراكهم أن الاقتصاد لن يتعافى والأوضاع ستزداد سوءاً، وأشار كاتب موالٍ مقيم في دمشق، تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه خوفاً من النظام، إلى أن إعادة الغوطة لسيطرة النظام لم تجلب الراحة لسكان العاصمة، قائلاً "هذه أسوأ أوضاع عرفناها على الإطلاق.. الناس هنا بالكاد يستطيعون البقاء على قيد الحياة، ونسبة الفقر تزداد باستمرار".

أوهام تحسن المعيشة

أدى انقطاع الوقود والغاز والكهرباء إلى دخول السكان في الظلام في فصل الشتاء البارد مع استمرار انخفاض العملة السورية التي تؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

وبالوقت نفسه يعود المقاتلون الذي شاركوا النظام في حربه إلى ديارهم دون أن يتمكنوا من العثور على وظائف، مع ازدياد شديد في الفساد بشكل غير مسبوق، مما يضاعف معاناة الناس المضطرة لوقوف طوابير طويلة للحصول على الضروريات، وسخطهم المستمر من الرشاوي التي يجب أن يدفعوها للموظفين.

وخاب أمل الموالين بقدوم المستثمرين العرب الأثرياء إلى دمشق، مع فقدانهم أملهم بالتمويل الصيني لمشاريع إعادة الإعمار. كما أدت العقوبات الأمريكية إلى ازدياد المشكلة الاقتصادية التي يبدو أنها لن تحل في أي وقت قريب.

وقال (داني مكي)، المحلل الصحفي البريطاني السوري الذي يعيش في دمشق "ما يجري وصفة بالانتصار العسكري الكبير لم تتم ترجمته على الأرض من خلال تحسين نوعية الحياة كما هو متوقع.. حصل من 3 إلى 4 بالمئة على الثورة بينما يعيش البقية حالة صراع".

وأضاف "المزاج كئيب هنا، والشتاء كان قاسياُ.. حتى عندما كانت المجموعات المسلحة واقفة على عتبة دمشق لم نشهد شيئاً شبيهاً بانخفاض نوعية الحياة التي نعيشها اليوم".

حرب غير منتهية

تنعكس هذه التعاسة على مجموعة كبيرة من الموالين في وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك بعض المشاهير والشخصيات التلفزيونية الذين استخدموا نفوذهم لحشد الدعم لنظام الأسد.

ويرى الخبراء الاقتصاديون ودبلوماسيون غربيون أن العقوبات الجديدة التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية في تشرين الثاني هي التي أدت إلى النقص الحاد في منتجات الطاقة خلال الأشهر الأخيرة.

وقال مسؤول حكومي متقاعد، تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن اسمه خوفاً من انتقام النظام، إن حالة السخط التي يعيشها الناس تثير تساؤلات حول مستقبل سوريا واستمرار القبضة الحديدة لعائلة الأسد.

ويعلق العديد من الموالين آمالهم على عملية السلام التي تقودها روسيا بدعم من الأمم المتحدة والتي من الممكن أن تضعف قبضة الأسد على البلاد وأن تؤدي إلى موافقة الولايات المتحدة وأوروبا، مما يعني فتح الطريق أمام إعادة الإعمار والاستثمار الأجنبي وإعادة تأهيل سوريا من قبل المجتمع الدولي.

للاطلاع على رابط التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات