هآرتس: سوريا دولة بوليسية وفقيرة وملعب للقوى العظمى

هآرتس: سوريا دولة بوليسية وفقيرة وملعب للقوى العظمى
أشارت صحيفة "هآرتس" إلى الوضع المتردي الذي أصحبت عليه سوريا بعد ثماني سنوات من الحرب شردت نصف السكان وأدت إلى مقتل مئات الآلاف فيما يجلس (بشار الأسد) متمسكاً بالسلطة بعد أن تحولت البلاد إلى كومة من رماد.

وسلطت الصحيفة الضوء على الأوضاع المعيشية داخل مناطق سيطرة النظام، بعد أن أصبحت قوات الأمن أكثر عدوانية من أي وقت مضى، حيث تشن حملات اعتقال ضد النشطاء السابقين أو الثوار الذين انخدعوا بالمصالحات أو حتى عمال الإغاثة السابقين وقادة بارزين في المجتمع المدني.

ويعيش معظم سكان سوريا حالياً تحت خط الفقر، مع ارتفاع معدلات البطالة بعد أن تعطل الاقتصاد السوري بسبب سنوات الحرب وهروب رؤوس الأموال إلى خارج البلاد. أدى ذلك إلى اختفاء الطبقة الوسطى ليعيش ما تبقى من السوريين في فقر مدقع لا يحتمل.

وظهرت طبقة جديدة من أمراء الحرب التي ارتبطت بالجماعات المسلحة لتقوم بأنشطة تجارية تشمل النقط والآثار وعمليات التهريب من وإلى سوريا.

استحالة العودة

وتشير التقارير الواردة من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام إلى تفشي الفساد أكثر من أي وقت مضى مع ازدياد الفوضى وانتشار الفقر بين موظفي القطاع الحكومي نتيجة لتدني رواتبهم بسبب انخفاض سعر صرف الليرة.

وقال أحد سكان اللاذقية، الذي تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن اسمه، "انتشر الفساد في كل مكان. كانت الرشوة أمراً شائعاً فيما مضى، أصحبت الآن أساسية".

وأضاف "يتمتع المسؤولون وأسرهم بالمزيد من الحقوق. يتجولون في المدينة باستخدام سياراتهم الفاخرة ويفعلون ما يرغبون بينما نصف البلاد يموت من الجوع. يتباهى أبناء المسؤولون بثرواتهم. وأصبح بإمكانك فعل أي شيء بالمال".

وتحول ما لا يقل عن 6 مليون سوري إلى لاجئين، يقيم معظمهم في الدول المجاورة. ومع ذلك لا يرغب هؤلاء بالعودة إلى سوريا، بسبب الخوف من القتل والاعتقال أو لأنهم لا يملكون من الأساس منازل ليعودا إليها أو يفتقرون حتى للوثائق التي تثبت ممتلكاتهم.

في المقابل، يسعى النظام إلى تبديل التركيبة السكانية في الأماكن المعارضة، الأمر الذي يحث في بابا عمرو، والقابون والبساتين. تستبدل الأماكن القديمة، بمباني جديدة تسكنها الدائرة المقربة من النظام.

تعميق الدور الإيراني والروسي

قام النظام بحل بعض الميليشيات المرتبطة برجال الأعمال الموالين له، إلا أنه أبقى على المليشيات الموالية لإيران في دمشق التي لا تزال بحاجة إلى حماية بعد تراجع عدد قوات الجيش النظامي الذي انهارت قوته القتالية بشكل كبير ولم يتبقى منه إلا الوحدات العلوية مثل "الفرقة الرابعة" و"الحرس الجمهوري".

وتسعى كل من إيران وروسيا إلى المزيد من توطيد النفوذ. وتنشط إيران في دعم "حزب الله" و"فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري" وقوات الدفاع المحلية التي أنشأتها في المقابل تسعى روسيا لتعزيز قوة وحدات الجيش الموالية لها وتشرف على تشكيل وحدات جديدة مثل "الفيلق الخامس".

ومع دخول الثورة في عامها التاسع، تزداد المظالم في سوريا التي تسببت في الأساس باندلاع المظاهرات مع ازدياد الفساد والقمع وعدم المساواة مع عدم قدرة النظام على معالجة أي من هذه الظواهر، أصبحت سوريا اليوم أسوأ مما كانت عليه.

وتحول الصراع في سوريا من صراع داخلي بين القوى المحلية إلى ساحة نزاع إقليمي وعالمي. ومن المرجح أن تكثف القوى الأساسية مثل إيران وروسيا وحتى إسرائيل مواجهاتها مما يعني تحويل المزيد من السوريين إلى ضحايا وإبقاء المتبقي منهم كمشاهدين غير فاعلين في بلدهم.

للاطلاع على رابط التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات