كيف ينتقم موالو النظام من عناصر التسويات في ريف دمشق؟

كيف ينتقم موالو النظام من عناصر التسويات في ريف دمشق؟
علم أورينت نت أن ما يسمى "محكمة" مدينة الكسوة التابعة لميليشيا أسد والواقعة بريف دمشق الغربي وجهت مؤخراً عشرات التبليغات لشباب من أبناء المدينة والبلدات المحيطة بها، وذلك لحضور "جلسات قضائية" عن "دعاوى جنائية" رفعت بحقهم من قبل ذوي قتلى ميلشيا "الدفاع الوطني" في المنطقة.

وأقامت عائلات قتلى الميلشيا الدفاع الوطني دعاوى جنائية على عدد من أبناء المنطقة ممن قرروا إجراء "تسوية أمنية" ومصالحات مع ميلشيا أسد، ورفضوا الخروج إلى الشمال السوري، وذلك بالتعاون مع "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد.

طرق متعددة

يقول الصحفي أحمد عبيد وهو أحد أبناء ريف دمشق، إن "نظام الأسد يلاحق عناصر التسويات بأكثر من طريقة، حيث يقوم في البداية بطلبهم للاحتياط، وذلك ضمن أحد أبرز شروط اتفاقية التسوية وهي التحاق المتخلفين والمنشقين للخدمة العسكرية، بعدها يخرج قوانيناً للاحتياط، حيث أن الأشخاص الذين لا يشملهم القرار هم قيادات الكتائب، لتتم ملاحقتهم بقضايا أخرى وأغلبها جنائية".

ويضيف عبيد في حديثه لأورينت نت، أنه "في منطقة الدير خبيه بريف دمشق، قامت زوجة أحد الشبيحة الذين قتلوا في معارك سابقة برفع دعوى على أسماء من منطقة الكسوة بالتعاون مع الفرقة الرابعة من خلال كتاب من ماهر الأسد، بتهمة أنهم كانوا مشاركين أيام المعارك ضد قوات الأسد وهم من قتلوا زوجها، وحصلت على وكالة من 30 من عائلات الشبيحة الذين قتلوا ورفعت دعوى قضائية عليهم بتهمة قتل عمد".

وأشار عبيد إلى أن "هذه الدعوى تدين كل من شارك حتى لو لم تثبت عليه التهمة، حيث أنه مجرد بأن يكون في المعركة، فهو مدان بالقتل بحسب قوانين النظام، وقد تصل عقوبتهم إلى الإعدام أو المؤبد، لأن القضايا الجنائية لا تسقط في التسويات كونها قضايا شخصية، كما يسميها، بينما المصالحة تشمل فقط الإرهاب وحيازة السلاح".

تهم جاهزة

ولا يقتصر انتقام موالي الأسد على عناصر التسويات وقادة الكتائب؛ بل بدأت هذه الدعاوى بملاحقة المدنيين في مناطق التسويات، حيث يتم ملاحقتهم بقضايا أخرى ليست لها علاقة بالإرهاب، ومنها تجارة المخدرات أو الدعارة وتجارة الحشيش والاعتداء على "ممتلكات الدولة".

وحول هذا الأمر أفاد الصحفي، أن "أحد المدنيين من بلدة جديدة عرطوز بريف دمشق وهو أحد المهجرين إلى لبنان قد قام بتسوية منذ 15 يوماً في السفارة السورية بلبنان، وبعد أن وصل إلى بلدته، تم اعتقاله من قبل حاجز الفرقة الرابعة الواقع على مداخل المدينة، بتهمة تجارة المخدرات، علماً أنه هجر إلى لبنان منذ أن كان عمره 16 عاماً ولم يسبق له أن قام بهذه الأمر".

اعتقالات بالجملة

من جهته يقول محمد مالك (اسم مستعار) لأحد المدنيين الذي يعيشون في مدينة دوما بريف دمشق لأورينت نت، إنه "وبشكل يومي هناك اعتقالات على الحواجز الواقعة بمداخل مدينة دمشق، للمدنيين الذين يذهبون من الريف الدمشقي الذي يخضع للمصالحات، وذلك بتهم ليس لها صحة من قبل عناصر النظام الموجودة على هذه الحواجز".

ويضيف مالك، أن "هناك تخوف كبير لدى الأهالي من اعتقالهم وفق حجج قضائية لا أساس لها من الصحة، خصوصاً الأشخاص الذين لهم بصمة في الثورة ضد النظام والذين رفضوا الخروج إلى الشمال السوري، سيما أن النظام لا يستطيع اعتقالهم بشكل مباشر، وذلك بسبب وجود اتفاق بين المدنيين والروس بعدم تعرضهم للاعتقال".

ويشير إلى أن "أكثر من 40 شخصاً تم اعتقالهم في الآونة الأخيرة على الحواجز العسكرية بتهم متعددة، والآن باتوا يخضعون لمحاكمات تصل عقوبة بعضها إلى الإعدام، بالإضافة إلى تعرض أهاليهم لابتزاز مادي من أجل توكيل محامين أو دفع رشاوي للضباط والعسكريين، من أجل تخفيف محاكمات أبنائهم أو إسقاط التهم عنهم".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات