هل بدأ الانقلاب على ميليشيات أسد في القرداحة؟

هل بدأ الانقلاب على ميليشيات أسد في القرداحة؟
شهدت مدينة القرداحة في الأيام الماضية نزاعاً بين نظام أسد والميليشيات الموالية له، حيث حاولت قوات تابعة للحرس الجمهوري اعتقال بشار طلال الأسد أحد قادة ما يعرف باسم "الدفاع الوطني" وابن عم رأس النظام بشار الأسد بعد أوامر روسية باعتقاله على خلفية اتهامات مباشرة موجهة له بتجارة "المخدرات والسلاح" والقيام بأعمال تخريبية ومحاولته إنهاء نفوذ نظام أسد" في معقله الأكبر بمدينة القرداحة.

وقالت مصادر خاصة لـ أورينت نت، إنه و "بتاريخ التاسع من شهر آذار/مارس الجاري، حاصرت قوات تابعة للوحدات الخاصة وقوات الحرس الجمهوري بقيادة المقدم نعيم حدبة مزرعة تابعة لـ بشار طلال الأسد في ناحية "الفاخورة" التابعة للقرداحة واشتبكت مع حراسه وعناصره، ورغم استعانة تلك القوات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة إلا أنها فشلت في اعتقاله بسبب المقاومة الشديدة من قبل عناصره وتهديده بقصف جميع مواقع نظام أسد في اللاذقية.

هكذا تفجر الوضع بين أسد وابن عمه

ووفقاً للمصادر ذاتها فإن "التقارير حول الميليشيا موجودة منذ زمن ولكن ما فجر الوضع فعلياً بين أسد وابن عمه قائد الميليشيا هو قيام بشار طلال الأسد باعتقال أحد ضباط فرع الأمن الجنائي في بلدة بكراما بريف اللاذقية من آل بركات ومن ثم اعتقال عناصر تابعين له كانوا مشاركين في دورية سبق لها أن اعتقلت أحد تجار المخدرات التابعين له، حيث وبعد رفض الضابط الانصياع لمطالب ابن طلال الأسد بعدم إرسال الملف ونتائج التحقيق إلى العاصمة دمشق قام الأخير باختطاف الضابط وعناصره وهو ما دفع نظام أسد لإصدار أمر باعتقاله.

وأضاف المصادر : "بعد الهجوم على مقره في الفاخورة عاد بشار طلال الأسد إلى القرداحة ونجح بطرد عناصر نظام أسد منها وإخراجهم إلى محيطها بعد تهديدهم بنسف حواجزهم وثكناتهم، كما تمكن من تأجيج الوضع المتأجج أصلاً ضد نظام أسد حيث تمكن من استمالة غالبية وجهاء العشائر والعائلات العلوية ضد رأس النظام بشار الأسد تحت عنوان "بشار الأسد استخدمنا لحين الانتهاء من الحرب والآن يريد التخلص منا بعد كل ما قدمناه من شهداء"، مشيرة إلى أن عائلات آل الأسد وآل خير بيك وآل شاليش وآل حاتم انحازت لـ ابن طلال الأسد ونشرت شبانها وضمتهم لصفوف قواته.

ما علاقة بشار طلال الأسد بالقصف المجهول على اللاذقية؟

وأكدت المصادر أنه وبعد دخول بشار طلال الأسد إلى القرداحة وخلال ساعات فرّ جميع موظفي الدولة وأعضاء وقيادات حزب البعث وعناصر الضابطة الجنائية والجمركية وجميع من هو موجود وتابع لقوات نظام أسد في المدينة، فيما تمسك بشار طلال الأسد بمدينة القرداحة لكونه اعتبر أن اعتقاله من داخلها أمر مستحيل ولن يحدث.

وتوقعت المصادر أن القصف المجهول الأخير وسقوط القذائف الذي تعرضت له مدينة اللاذقية بين الفينة والأخرى منذ مطلع الشهر الجاري وراءه ابن طلال الأسد وأن الأخير يحاول أن يفهم نظام أسد بأنه جاد في تهديداته وأن قصف اللاذقية وقاعدة حميميم سيكون مؤكداً في حال حاول نظام أسد اعتقاله، حيث ذكرت المصادر أنه خلال الشهر الجاري تعرضت عدة أحياء وقرى في ريف اللاذقية الشرقي والجنوبي لسقوط قذائف مجهولة دون معرفة مطلقها وفق ما ذكره الإعلام الرسمي التابع لنظام أسد.

رغبة روسية في حل الميليشيات وخاصة التابعة لـ إيران

وبحسب مراقبين فإن لدى الاحتلال الروسي رغبة باتت شبه واضحة وعلنية بحل جميع الميليشيات الموالية لنظام أسد وخاصة تلك التابعة لإيران في سوريا، وقد تجلى ذلك في الأحداث التي شهدتها مدينة حلب أواخر العام الماضي عندما دعمت روسيا ميليشيات محلية آل بري للقضاء على ميليشيات شيعية تدعمها إيران (ميليشيات نبل والزهراء وكفريا والفوعة والنجباء وحزب الله)، حيث دارت بين الطرفين معارك طاحنة دامت لنحو أسبوع واستخدمت فيها الدبابات والمدفعية الثقيلة وانتهت بانتزاع أجزاء واسعة بمدينة حلب من يد الميليشيات الشيعية وطردها لأطراف المدينة.

كما إن إصدار أمر بحل ميليشيا "صقور الصحراء" التي كان يقودها المدعو أيمن جابر كانت خير مثال لهذه الرغبة وبشكل خاص في محافظة اللاذقية المتاخمة لقيادة العمليات العسكرية الروسية في حميميم والتي شهدت في وقت سابق عدة هجمات بالطائرات المسيرة عن بعد فيما كانت أصابع الاتهام موجهة للمعارضة في كل مرة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات