"الإندبندنت" تكشف عن استراتيجية "تحرير الشام" في سوريا

"الإندبندنت" تكشف عن استراتيجية "تحرير الشام" في سوريا
قالت صحيفة الإندبندنت إن "هيئة تحرير الشام" تشبه "تنظيم داعش" إلا أنها تعمل بطريقة أكثر ذكاءً لإنشاء دولة إسلامية خاصة بها.

وأشارت الصحيفة إلى الطريقة التي عملت بها الهيئة، والتي وصفتها بالطويلة والمدروسة، على عكس التوسع السريع الذي قام به "داعش" وجذب اهتماما واسعا ضده. كما عملت الهيئة مع مجموعات مختلفة من فصائل المعارضة، واعتمدت طريقة انتهازية سمحت لها بالتوسع التدريجي وسحق منافسيها.

وقال نيكولاس هيرسمن "مركز أبحاث الأمن الأمريكي الجديد" إن "هيئة تحرير الشام تشترك في الهدف نفسه مع داعش" لكنها اعتمدت على "السماح للفصائل الأخرى بالوجود، إلا أنها كما مؤسسات المافيا القوية، تحتفظ بالقدرة على استخدام القوة الساحقة ضد أي كيان يظهر ويعارض وجودها".

وأضاف "وضعت الهيئة نفسها في موضع المسيطر على النقاط الحدودية الرئيسية في إدلب، وسيطرت على الطرق المؤدية من المدينة وإليها، والتي تعتبر بمثابة شرايين رئيسية للمنطقة" من خلال هذه الطريقة، تحولت الهيئة إلى "القوة المسيطرة في إدلب وذات السيادة الفعلية هناك".

تدمير أحلام الطلاب

اعتبرت الصحيفة إغلاق "جامعة حلب الحرة" دليل على هذه القوة التي تكتسبها الهيئة، والتي أدت إلى إيقاف تعليم الآلاف من الطلاب وتركتهم أمام مواجهة خطر النزوح مرة أخرى.

وقبضت على بعض الأساتذة والشخصيات الأكاديمية، وعدد من الطلاب. واعتبر أحد المحاضرين في الجامعة أن الأمر فيه رسالة خطيرة جداً على التعليم حيث يفكر "العديد من الأساتذة في مغادرة سوريا حالياً".

وأضاف "كان الآلاف من الطلاب قريبين جداً من تحقيق ما فقدوه منذ سبع أو ثماني سنوات، قبل أن يتم منعهم من إكمال دراستهم.. لقد انهارت أحلامهم".

وصف المبعوث الأمريكي السابق لسوريا (بريت ماكغورك)، الأراضي التي تسيطر عليها الهيئة، في 2017، بانها "أكبر ملاذ آمن للقاعدة منذ 11 أيلول".

تدخلت الولايات المتحدة ضد "جبهة النصرة" قبل أن تنصرف لاحقاً لتتولى "داعش"، ونفذت غارات جوية ضد قيادات فيها في أيلول 2014.  تدخلت روسيا في 2015 لتسيطر على سماء إدلب، بينما قامت قوات النظام بمحاصرة المحافظة.

مصير المدنيين

تم تعطيل الهجوم على إدلب نتيجة اتفاق ابرم بين روسيا وتركيا، حيث قامت الأخيرة بنشر قوات عسكرية لها هناك لمنع أي هجوم قد يشنه النظام، استغلت الهيئة الاتفاق لزيادة نشاطها مما يهدد مصير الاتفاق ويقلل الآمال المعلقة عليه.

ووثقت منظمة حقوق الإنسان الدولية، في كانون الثاني من هذا العام، عشرات الاعتقالات التي قامت بها الهيئة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما في ذلك احتجاز 11 شخص "بسبب عملهم السلمي القائم على توثيق الانتهاكات أو المظاهرات المنددة بحكم الهيئة".

وتتهم الهيئة بالوقوف وراء حملة اغتيالات استهدفت العديد من النشطاء المعروفين بمن فيهم (رائد الفارس)، و(حمود جنيد).

ونوه (تشارلز ليستر)، من "معهد الشرق الأوسط" إلى الطريقة التي تتعامل فيها الهيئة مع التهديدات الخارجية المتزايدة وقال "بدلاً من التراجع والسعي لإرضاء الناس، تقوم استراتيجية الهيئة على الرد بشكل عدواني. للأسف، وقع المدنيون ضحية هذه المقامرة، حيث تقوم الهيئة باتخاذ إجراءات صارمة لإظهار سلطتها مرة أخرى".

تحولت الهيئة إلى نسخة أخرى عن نظام (الأسد) الذي تأمل في استبداله وقال (هيرس) "أصبحت الهيئة حبيسة إدلب، بعد أن أصبحت الطريقة الوحيدة لإنهائها هي من خلال إخراجها من هناك، مما قد يؤدي إلى مقتل العديد من النازحين".

للاطلاع على رابط التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات