كيف تعمل روسيا على صنع معارضة داخلية تحظى باعتراف دولي؟

كيف تعمل روسيا على صنع معارضة داخلية تحظى باعتراف دولي؟
أفادت مصادر خاصة لأورينت نت أن الروس انتهوا بشكل كامل من تشكيل وفد "شعبي معارض" مكون من شخصيات داخلية وخارجية يحظى بموافقة ودعم عدة دول إقليمية، ومكون بشكل رئيسي من شخصيات من درعا ودمشق وريفها.

وأضافت المصادر بأن الروس هددوا النظام وأفرعه الأمنية بعدم التعرض لأي من شخصيات هذا الوفد أو عرقلة أعمالهم، حيث أن هذا الجسم المعارض ستظهر شخصياته للعلن قريباً، ويحظى بثقة الروس من أجل كسب التأييد الشعبي في الداخل السوري وخصوصاً في مناطق التسويات. 

وقال الناشط والعامل في مركز توثيق الشهداء في درعا عمر الحريري لأورينت نت، "من المقرر أن يتم تسليم عدة شخصيات من هذا الوفد لحقائب وزارية ليست سيادية، إحدى هذه الحقائب ستكون اقتصادية كتمهيد لعودة العلاقات الاقتصادية الإقليمية، وبعض المناصب المحلية، بدعم روسي".

صلاحيات الوفد

وأضاف الحريري أن الروس ربطوا بين حجم النفوذ والصلاحيات التي ستمنح لهذا الوفد وقدرتهم على الحصول على دعم شعبي في جنوب سوريا تحديداً، ولذلك من المتوقع أن تبدأ في الفترة القادمة حملات وجولات لهذا الوفد، بما يشبه الحملات الانتخابية، في عدة مناطق بينها الغوطة الشرقية لحشد التأييد الشعبي".

ويقول الناشط أبو غياث الشرع لأورينت نت، إن الهدف الروسي من صناعة المعارضة الداخلية هي إيجاد شريك سياسي من أجل الدخول في عملية الحل السياسي بشكل أو بآخر، وخصوصاً عندما تصدر قرارات أممية تفرض الحل السياسي في سوريا، وذلك لتكون شريكة للنظام للوصول لحل سياسي يرتضيه الروس".

وحول هذه الشخصيات المعارضة يوضح أبو غياث الشرع، أن هذه الشخصيات قسم منها مدنية والقسم الآخر من الفصائل، كون أن الفصائل العسكرية قد تصدرت المشهد السياسي والعسكري في السنوات الأخيرة، وخصوصاً أن لهم حاضنة يمكن التأسيس عليها، بالإضافة إلى أنها حصلت سابقاً على اعتراف من دول إقليمية ولها علاقات سابقة في التعامل مع هذه الدول".

اعتراف دولي

وأشار أبو غياث الشرع إلى أن روسيا تسعى إلى الحصول على اعتراف الدول الإقليمية بهذه المعارضة، ومن المرجح أن يكون خالد المحاميد ضمن هذا الوفد المعارض، وخصوصاً أنه عراب اتفاق الجنوب السوري مع الروس بالإضافة إلى شخصيات سياسية وعسكرية سيتم التعرف عليها لاحقاً.

من جهة يقول محمد خير أبو فادي وهو باحث سياسي لأورينت نت، أن الخطة الروسية بصنع معارضة داخلية على مقياس الروس تأتي استكمالاً لاتفاقيات التهجير التي قامت بها في درعا والغوطة الشرقية وريف حمص، حيث إنها تسعى إلى سحب البساط من الائتلاف السوري والأجسام المعارضة الأخرى، التي تعتبر الروس عدواً ومحتلاً لأراضٍ سورية.

وأضاف أبو فادي "روسيا تدرك أن الأسد غير قادر على دخول عملية الحل السياسي، وهذه العملية ستفرض من قبل الأمم المتحدة لذلك هي لا تستطيع الدفاع عنه إلى الأبد بسبب جرائمه وانتهاكاته، لهذا الأمر ستقوم بصنع جسم سياسي يكمن الولاء لها، ويضم شخصيات معارضة عسكرية وسياسية وشخصيات أخرى من النظام، يمكن الاعتماد عليه وتسويقه دولياً بعد شراء ولاءات لقيادات في الفصائل وأخرى مدنية وسياسية".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات