خلاف روسي مع ماهر الأسد وتغييرات في "الفرقة الرابعة"

خلاف روسي مع ماهر الأسد وتغييرات في "الفرقة الرابعة"
بات الخلاف الروسي- الإيرانيّ في سوريا لا يخفى على أحد، ولكنّه تطوّر مؤخراً ليصل إلى حليف إيران الأول في نظام الأسد ألا وهو شقيقه "ماهر الأسد"، مما جعل روسيا تتخذ بعض القرارات العسكرية والأمنية لتضييق الحلقة على ماهر الأسد وحلفائه، مما يعني مزيداً من الخلافات بين القوات الروسية وشقيق بشار الأسد والتي من الممكن أن تطاله شخصياً.

وذكرت عدة تقارير استخباراتية عن نيّة روسيا إنشاء عدة فيالق عسكرية يقودها مقرّبون منها، وبدون وجود ماهر الأسد والمقرّبين منه في هيكلية هذه الفيالق، وبدأت روسيا أواخر عام 2018 أولى خطواتها بعزل وتسريح عشرات الضباط المحسوبين على إيران وماهر الأسد، وإعادة هيكلية بعض المؤسسات العسكرية كهيئة الأركان وشعبة التنظيم بالإضافة لقيادة الأمن العسكري الأكثر ولاءً لإيران.

تقويض الهيمنة الايرانية

يقود "ماهر الأسد" الفرقة الرابعة، والتي تُعتبر من أكثر الفرق العسكرية تجهيزاً، كما تُعتبر هيكلية هذه الفرقة من أكثر الفرق طائفيةً ويتمّ اختيار عناصرها على هذا الأساس، مما جعل انتماؤها وولاؤها لإيران مُطلقاً، وهذا أغضب الروس.

وفي هذا السياق، يوضّح أحد الضباط المنشقّين عن الفرقة الرابعة، الملازم المجنّد مصعب الأحمد لأورينت نت قائلاً، "تركيبة الفرقة الرابعة منذ بداية تشكيلها كانت على أساس طائفي له ميول ايرانية، ولولا مكان تولّدي المحسوب طائفياً عليهم لما تجنّدت في الفرقة الرابعة، ومنذ بداية الثورة السورية ساهمت الفرقة باستقطاب الميليشيات الشيعيّة المقرّبة من إيران والعمل معها بقمع المتظاهرين وارتكاب المجازر الطائفية".

ويُكمل الأحمد، "زادت هيمنة ماهر الأسد بازدياد الوجود الإيراني في سوريا وخاصةً خلال السنوات السّبع الماضية، ولكن زيادة نفوذ إيران ودعمها لماهر الأسد والضباط المحسوبين عليه، أزعج روسيا لأن الفرقة الرابعة مسيطرة على أهم مفاصل ومناطق الدولة في سوريا، وبالتالي لن يكون لروسيا القدرة على فرض أولوياتها".

ويُتابع الأحمد حديثه لأورينت، "حاولت إيران عبر السنوات الأخيرة فرض استراتيجيتها عبر ماهر الأسد وبعض الضباط الموالين لها، وكذلك عبر بعض المؤسسات العسكرية والأمنية التي يُشرف عليها ماهر الأسد وتعمل تحت أمره، كجهاز المخابرات العسكرية والحرس الجمهوري وهيئة الأركان وميليشيات الدفاع الوطني، وتعاونت إيران مع ماهر الأسد بتزويد وتطوير أسلحة إيرانية لدعم هذه المؤسسات والميليشيات كصواريخ فاتح 110 المتطورة".

إعادة هيكلية الجيش

شهدت الأشهر الخمس الأخيرة إعادة هيكلية بعض المؤسسات العسكرية التابعة لميليشيا أسد الطائفية من قبل روسيا، فتمّ إلغاء أغلب ميليشيات الدفاع الوطني بالإضافة لإلغاء بعض المؤسسات ودمج مؤسسات أخرى، عدا عن إحالة أكثر من 600 ضابط للتحقيق بتهمٍ عدة أبرزها الفساد وبالتالي سجنهم أو تسريحهم.

وبهذا الخصوص، أكّد المقدّم المنشق أحمد العطار لأورينت نت أن، "التغييرات الروسية على قيادة أركان جيش الأسد وبعض مؤسساته العسكرية والأمنية، طالت أقرب المقربين لماهر الأسد كطلال مخلوف الذي كان قائداً للحرس الجمهوري، وكذلك اللواء محمد محلا رئيس شعبة المخابرات العسكرية، بالإضافة لعشرات الضباط التابعين للفرقة الرابعة وقيادة الأركان العامة الذين حالتهم القوات الروسية للتحقيق بعد اعتقالهم مؤخراً".

وأضاف العطار مفصّلاً بعض التغييرات الجديدة في هيكلية ميليشيات الأسد بقوله، "كما شملت التغييرات اللواء مراد خير بيك ومدير مكتب ماهر الأسد العميد غسان بلال، وتعيين بدلاً منهم ضباطاً أكثر ولاءً للقوات الروسية كاللواء مالك عليا وغيرهم الكثير، ويُضاف إلى ذلك سيطرة القوات الروسية على معسكرات التطوّع والتدريب الجديدة عبر إنشاء إدارة القوى البشرية بعد دمج شعبة التنظيم والإدارة مع إدارة شؤون الضباط ونقل أغلب ضباط تلك المؤسستين أو إحالتهم للتحقيق بسبب تسهيلهم إنشاء الميليشيات الطائفية والأجنبية".

وأشار العطار إلى أن ماهر الأسد حسّ باستهدافه مع دائرته الضيّقة من ضباط ومؤسسات عسكرية من قبل روسيا، ولذلك بات يتقرّب أكثر للجانب الايراني مقدماً لهم عروض إعادة الاعمار وأحقيّة التدخل بالتغييرات العسكرية الحاصلة والمساهمة بإعادة هيكلية المؤسسة العسكرية، ولكن دون جدوى حتى اللحظة، حسب كلام العطار.

مواجهات وعُزلة

تجلّى الخلاف الروسي مع ماهر الأسد بوقوع اشتباكات عدة بين الميليشيات التي تدعمها روسيا وميليشيات ماهر الأسد في عدة أماكن كريف حماة ودرعا ودير الزور والحسكة.

وبهذا السياق، اعتبر الناشط الحقوقي كمال صقر أن "مصير ماهر الأسد بات محسوماً عند الروس ولن يكون له أيّ دور في مستقبل سوريا بنظرهم، ولهذا تمّت عزلته عبر تضييق الخناق عليه وعلى المحسوبين عليه، ولكن دموية ماهر الأسد قد تُجبره على المواجهات العسكرية التي لن تنجح بفكّ عزلته أو إعادة هيبته".

وأضاف صقر، "يبدو أن روسيا باتت تُدرك أهمية سيطرة ماهر الأسد والضباط الموالين له على مفاصل المؤسسة العسكرية، وأن بشار الأسد هو الواجهة الديكتاتورية وماهر هو الخلفية العسكرية سيئة الصيت، لذلك عملت على الحدّ من سطوته خلال الشهور الأخيرة، وإيعازاً منها على اقتراب طرح الحلول السياسية وإعادة الهيكلية العسكرية في سوريا".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات