ما الفاتورة التي سيدفعها الحرس الثوري الإيراني بعد إدراجه على لائحة الإرهاب؟

عندما أعلنَ الخميني قيامَ الجمهوريةِ الإسلامية في إيران قبلَ أربعينَ عاما و إسقاطَ حكمِ الملكية ، كان هاجِسُه الأول حمايةَ الثورةِ من أعدائها .. فولاءُ الجيش ِالإيراني لم يكن مضمونا بعد .. و احتمالُ انقلابهِ على الثورة كان لايزالُ قائما حيث سبقَ أن فعلها في الخمسينياتِ عندما أطاحَ بحكومةِ محمد مصدق و أعاد التمكين للشاه من جديد .. فكان تشكيلُ الحرس ِالثوري بأمر ٍمن الخميني ليكون يدَ النظامِ الضاربة للتصدي لأعداءِ الداخلِ و الخارج و أتاحَ له مساحة ًواسعة للتدخل ِفي كلِ تفاصيل ِالحياة ِفي إيران ..

طوّرَ الحرسُ الثوري قدراتهِ العسكرية خصوصا خلالَ الحربِ مع العراق و عندما انتهت الحربُ أُوكلت إليه مهمة ُالردع .. بعدها قام بدور ٍرئيسي فيما عُرفَ بدور البناء.. و حين فُرضت العقوباتُ على إيران تمرّسَ في استثمارها .. و عندما تحركت الاحتجاجاتُ على النظام كان له الدورُ الأكبر في اِجهاضِها .. إلى أن أصبحَ المنافسَ الأقوى للمؤسسة الدينية و لايقلُّ دورُه أهمية ًعنها في اختيار خليفة ٍللمرشد علي خامنئي . 

و في ظل تحولاتٍ كبيرة هبت رياحُها محليا و اِقليما بدأت بالغزو الأمريكي للعراق و لم تنتهِ بعواصفِ الربيع ِالعربي تعاظمَ نفوذُ الحرس ِالثوري و دوره ليصبحَ قوة ًعسكرية و سياسية و اقتصادية هائلة تستحوذ ُعلى نحو ِثلثِ الاقتصادِ الإيراني و لها أذرعُها الناشطة في المحيط العربي و الاسلامي لإيران .. 

قبل أيام .. احتفلت إيران بالذكرى الأربعين لثورتِها.. متباهية ًبنفوذِ حرّاسِها في أربع ِعواصم، من بيروت إلى دمشق ومن بغداد إلى صنعاء، .. وبدلَ أن يكونَ الموتُ لأميركا، كان الموتُ في العقودِ الأربعة الاخيرة مصيرَ الالافِ من شعوبِ الدولِ الاربع التي غرقت في حروبٍ تُحركُها طهران مباشرة ًحيناً وبالواسطة أحياناً .. طهران التي استطاعت حصدَ مكاسبَ إقليميّةٍ مستغلّةً فرصتين أساسيّتين: سقوط ُصدام حسين في العراق و وصولُ باراك أوباما إلى السلطة في واشنطن .. وما قدّمه أوباما لم يساهم في توسيع ِالنفوذِ الإيرانيّ في المنطقة وحسب بل أعطاهُ غطاءً شرعيّاً أيضاً.. هذه المكاسبُ خسرتها طهران بوصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ..الذي تحركَ فورَ وصولِه لهذا المنصب لكبح ِالتمددِ العسكري الايراني في الشرق الأوسط، وسحبِ بلادِه من الاتفاق النووي وأعادَ فرضَ عقوباتٍ صارمة على إيران تُشددُ الضغط َعلى اقتصادِها الضعيف ليتوجَ ما بدأه بوضع الحرس ِالثوري الإيراني وملحقاتِه على لائحة المنظماتِ الإرهابية ..

و هنا تُطرحُ تساؤلاتٌ كبيرة حولَ جدوى هذا التصنيف، وطريقة ِالتعاطي الأميركية مع الحرس مستقبلا؟

هل يؤدي هذا التصنيفُ الى فتح ِالمجال لواشنطن لتوجيه ضرباتٍ الى الحرس الثوري ومعاملته كالقاعدة وداعش؟

و اذا ما علمنا أن واشنطن وضعت حزبَ الله على لائحةِ الإرهاب غيرَ أنه لم يتعرض لأي ِضرباتٍ فأيُ قيمةٍ لهكذا قرارات اذا كانت ستبقى حبرا على ورق ؟

و على الرغم من أهمية القرار ِالأمريكي .. فهل تكفي هذه الخطوة ُمقابلَ عشراتِ الجرائم التي ارتكبَها الحرسُ الثوري ؟

ألا تستوجب جرائمُ الحرس ِالثوري تفكيك َكلِ أذرع ِهذه المنظمة الداخلية و الخارجية و تقديمَ جميع ِالمسؤولين عنها للمحاكمة الدولية كمجرمي حرب ؟ 

وكيف ينظرُ الأوربيون الى هذه الخطوة؟ و هل هناك خشية ٌمن أي ِردودِ فعل ٍمن قبل طهران بعدَ ارتفاع منسوبِ الضغط ِعليها؟

تقديم: أحمد الريحاوي

إعداد: علاء فرحات

        سليمان عبد المولى

الضيوف:

مسعود الفك - مختص بالشأن الإيراني - دبي

أمجد طه – مختص بالشأن الإيراني – المنامة 

فيصل عبد الساتر – كاتب ومحلل سياسي - بيروت  

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات