هل يفضلُ البشير سيناريو القذافي في ترك السلطة على سيناريو بوتفليقة؟

في السادسِ من نيسان عام 1985 أسقط َالشعبُ السوداني الرئيس جعفر النميري و هو في البيتِ الأبيض ، إثرَ احتجاجاتٍ بعدَ سنواتٍ طويلة من الحكم ِالاستبدادي .. وقتها صرّحَ الرجلُ لصحيفةِ نيويوزك تايمز بالقول: لاتوجدُ قوة ٌتزحزحني عن موقعي و أنا لازلتُ رئيسَ الجمهورية ".. إلا أنه لم يعد إلى البلادِ إلا بعدَ 15 عاما..

استلهم السودانيون تلك الذكرى ليحيوها مرة ًأخرى بعدَ أربعةٍ و ثلاثينَ عاما و ينزلوا إلى الشوارع ِبمئاتِ الآلافِ يشجّعُهم على ما يبدو نجاحُ المحتجينَ في الجزائر في إجبار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الاستقالة.. بوتفليقة الذي كان بإمكانِه أن ينهيَ مسيرتَه السياسية بكرامةٍ بعد أن ساهمَ في وقفِ نزيفِ العِشرية السوداء ..لكنه أبى إلا أن يكونَ رئيساً عربيا كاملَ الأوصاف و يَخرجَ مُكرَها من السلطة .. و مع ذلك يُحسبُ له أنه انسحبَ ووفّرَ على بلاده وشعبِه الدمار.. و يبدو أن البشير يفضلُ سيناريو القذافي أو علي عبد الله صالح في تركِ السلطةِ على سيناريو بوتفليقة أو زين العابدين علي .. و هنا ثمة َمن يقول : لعلَّ الشعبَ السوداني سيُعطيه ما يتمناه .. فصحيحٌ أن البشير وضعَ عصاه جانباً وقال إنّه لن يطلبَ ولاية ًأخرى بعد نهايةِ الحالية.. إلا أنه بالنسبة لشعبهِ ديكتاتورٌ بالمجان، أي لا يُوفرُ للسودانيين أيَ دافع ٍللصبر بعدَ ثلاثين َعاماً من التجربة، وقد فقدوا أبسط َمقوماتِ الحياة .. و يكفي فقط أن تعرِفَ أنَّ السودان حالياً يتنافسُ مع فنزويلا في الإرتفاع ِالسريع للاسعار (التضخم)، وأن حكومتَه لا تستطيعُ توفيرَ إحتياجاتِ الحياة مثلَ الخبز ِوالوقود وحتى الماء ، لهذا الشعب الذي يبلغ ُتعدادُه حوالي 40 مليون.. وشبابُه يُقاتلون في هذه اللحظة ببسالةٍ لانظيرَ لها وهم عُزلٌ أمامَ رصاص الأمن.. لكنهم أيضاً على يقينٍ بأنهم سيُنجزون ثورتَهم وحدَهم دون مساعدةٍ من أحد..

- فما الذي يريد أن يُثبتَه البشير.. والتظاهراتُ تعمُّ جميعَ ولاياتِه ، بالاحكام العرفية أو من دونها. بدعم الجيش أو من دونه ؟

- ماذا يريد أن يثبتَه حاكمُ السودان بدلَ أن يُشرفَ على مرحلةٍ انتقالية هادئة يسلمُ فيها الأمانة َالوطنية، يتصرفُ وكأن لا بديلَ عنه ولا مثيلَ له وسط َ كلِ هذه الملايين من البشر؟ 

- هل علينا أن نخافَ على السودان مع ورودِ أنباءٍ عن سقوطِ أعداد متزايدةٍ من القتلى ؟

- هل يحتَملُ السودان أن يتحولَ الصراعُ السياسي الحالي إلى مواجهةٍ وهو الذي فقدَ نِصفه في الجنوب، وفي حربهِ في دارفور، وطمأنينتهِ في الانقلاباتِ العسكرية ؟ 

- ما الذي أحدثه تدخلُ الجيش و وقوفُه أمامَ المحتجين والى جانبهم بينما يستمرُّ التعاطي ضمنَ معالجةٍ آنيةٍ من قبل قواتِ الأمن ؟ 

- وكيفَ يمكنُ أن يتطورَ دورُ الجيشِ في الايام ِالمقبلة في ظل ِاستمرار و ازديادِ رقعةِ الاحتجاجات ؟ 

- هل صحيحٌ أن بقاءَ البشير في منصبه لم يعد مطروحا وأن هناك مناقشاتٍ جارية ٌحولَ الشخصِ الذي سيخلفُه ؟

- هل ستؤثرُ دعوة ُبريطانيا والولاياتِ المتحدة والنرويج للسلطاتِ السودانية كي تستجيبَ لمطالبِ الشعب بالانتقال إلى نظامٍ يتمتعُ بشرعيةٍ أكبرَ؟

تقديم: أحمد الريحاوي

إعداد: علاء فرحات

        سليمان عبد المولى

ضيوف الحلقة:

أشرف عبد الباقي –  صحفي - ضيف استديو 

خالد الإعيسر - كاتب صحفي - لندن 

مبارك الفاضل المهدي - رئيس حزب الأمة - الخرطوم 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات