معتقلات سرية.. كيف تسعى روسيا إلى تفكيك الأذرع الإيرانية في ميليشيا أسد؟

معتقلات سرية.. كيف تسعى روسيا إلى تفكيك الأذرع الإيرانية في ميليشيا أسد؟
كشفت مصادر إعلامية أن القوات الروسية في سوريا أحدثت معتقلات سرية داخل سجون النظام في دمشق، بهدف معاقبة الأذرع الإيرانية العاملة في ميليشيا أسد من ضباط ومجندين.

ويقوم الروس بإحالة مئات الضباط في مليشيا أسد إلى التحقيق، حيث تم إجراء تغييرات عديدة على مستوى قيادة الثكنات العسكرية التي لا سيطرة للإيرانيين عليها، إضافةً إلى أن الروس بدؤوا بخطة فعلية منذ العام 2016 لحل الميليشيات الموالية لمليشيا أسد على امتداد سوريا وخصوصاً ميليشيا الدفاع الوطني، أو جعلها تتبع لهم بشكلٍ مباشر، كما حصل مع "لواء القدس" الفلسطيني.

ويقول العميد المنشق أحمد رحال لأورينت نت إن الصراع الروسي الإيراني على مؤسسات الدولة والقطعات العسكرية بدأ منذ عام 2016، حيث أيقن الروس أن جميع إنجازاتهم في سوريا تصب في الحقيبة الإيرانية، لأنها لا تملك قوة برية على الأرض، حيث كان هدفها الوحيد في ذاك الوقت هو إنقاذ الأسد من السقوط ثم قص الأجنحة الإيرانية التي تسيطر على مفاصل الدولة.

فيلق تابع للروس

وأضاف الرحال أن أول عمل لتفكيك الأذرع الإيرانية هو تشكيل الفيلق الرابع، وهو ضم بعض الضباط المسرحين من ميليشيا الأسد وهم ذوو ولاء روسي، بالإضافة إلى بعض المدربين من موسكو، وطلب انضمام قوات الدفاع الوطني إلى هذا الفيلق وخصوصاً أن الدفاع الوطني يتبع لإيران ولكن هذا المشروع فشل بسبب عدم وجود تمويل روسي كاف.

وأشار الرحال إلى أنه بعد فشل مشروع الفيلق الرابع قامت روسيا بتشكيل الفيلق الخامس، والذي يضم شباناً من مناطق المصالحات وضباطاً وجنوداً موالين لروسيا في ميليشيا أسد، حيث سحبت من القطع العسكرية الموالية لإيران كالفرقة الرابعة دبابات تي 80 وراجمات صواريخ حديثة وأسلحة نوعية، وتم وضعها تحت تصرف الفيلق الخامس.

وأوضح الرحال إلى أن هناك أكثر من 2400 ضابط محسوبون على إيران تم اعتقالهم، وتم استحداث فرعين في عدرا وصيدنايا خصوصاً للضباط، حيث إن التهم الوجهة إليهم هي تهم جنائية منها الفساد أو الدعارة، في حين قامت قوات محسوبة على إيران في جيش الأسد باعتقال ضباط وجنود موالين للروس في معتقلات أخرى.

تغييرات جوهرية

وبدأ الروس بإحداث تغييرات جوهرية في المراكز العسكرية والأمنية في مليشيا أسد عقب انتهائهم من إحكام سيطرتهم على قيادة أركان "نظام الأسد" وحكومته، إضافة إلى تحويلهم "شعبة المخابرات العامة/إدارة أمن الدولة" إلى ذراع أمني واستخباراتي للقوات الروسية في سوريا.

وينوه الرحال إلى أن إيران باتت متغلغلة في كافة مفاصل الدولة السورية، ولم تعد روسيا تستطيع أن تفكك أذرعها بسبب دخولها في كافة مجالات الحياة، حتى وصلت إلى افتتاح جامعات تابعة لها ومليشيات عسكرية ومراكز دينية، في حين أن الطرفين لجأ إلى الاغتيالات في مناطق الجنوب السوري تحديداً.

مواجهة النفوذ الإيراني

من جهة أخرى يقول الخبير في الشأن الروسي د. أحمد منير أن الروس يعملون باتجاهين لمواجهة النفوذ الإيراني في سوريا حيث إن الهدف الأول هو شراء الولاءات للضباط المتنفذين في جيش الأسد وبناء جسم عسكري يتم تجهيزه بأحدث أنواع الأسلحة الروسية، ومحاولة جعله يسيطر على مناطق واسعة من الأرض السورية من أجل ضمان الجغرافيا لصالحهم.

ويضيف أن الهدف الثاني هو إضعاف المليشيات الموالية لإيران ومنها الدفاع الوطني والفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية من خلال الضغط على الأسد على تفكيك المليشيات الخارجة عن نطاق الدولة وقطع رواتبهم، بالإضافة إلى طردهم من مناطق تواجد الميليشيات الموالية لروسيا وأكبر مثال على ذلك ما جرى في سهل الغاب من طرد قوات الفرقة الرابعة من قبل سهيل الحسن المحسوب على الروس.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات