كيف حافظت مخابرات الأسد على جثث الجنود الإسرائيليين؟

كيف حافظت مخابرات الأسد على جثث الجنود الإسرائيليين؟
أكّدت مصادر لأورينت نت أن أجهزة مخابرات الأسد لديها تعاميم صادرة من رأس النظام بحماية قبور الجنود الإسرائيليين الذين تمّ سحب جثثهم، بالإضافة لحماية المتعلّقات الشخصية لهؤلاء الجنود وتكثيف مجموعات الحراسة.

حرس خاص على أعلى المستويات

وأوضح المساعد أول المنشق عن إدارة المخابرات الجوية عامر أبو العبد لأورينت نت، "أن المُشرف الأول والأخير على ملف الأسرى أو جثث الإسرائيليين هو اللواء ابراهيم حويجة وبتنسيق مباشر مع حافظ الأسد وفيما بعد مع بشار الأسد شخصياً، وكان اللواء يستخدم بعض الضباط الخاصّين لحماية وحراسة قبور الجثث الإسرائيلية التي كانت في مقبرة الشهداء بمخيم اليرموك، وكذلك بعض القبور التي كانت توجد بمطار المزة العسكري، وأخرى في منطقة باب مصلى وسط دمشق".

وتابع أبو العبد موضّحاً تفاصيل المقابر المخصصة للإسرائيليين والحرس الخاص بها، بقوله "لدى مخابرات الأسد وخاصة جهازيّ المخابرات الجوية والمخابرات العسكرية مقابر خاصة بهم تحوي جثث إسرائيليين قُتلوا خلال العقود الخمسة الأخيرة وتمّ سحب جثثهم، ومن بين تلك المقابر مقبرة مخيّم اليرموك والتي يُشرف على حراستها ضباط من جهاز المخابرات العسكرية المتمثّل بفرع "فلسطين " بالإضافة لكتائب أحمد جبريل الفلسطينية، وكذلك ضباط من فرع "المنطقة" التابع للمخابرات الجوية.

وهناك كذلك عدة قبور داخل مطار المزة العسكري يعود بعضها لجنود اسرائيليين قُتلوا سابقاً بمواجهات مع حزب الله او الكتائب الفلسطينية وتم دفنها داخل المطار بالقرب من مفرزة البحوث العلمية وعليها حرس خاص من ضباط إدارة المخابرات الجوية، وأما المقبرة الثالثة وهي لتجّار يهود دُفنوا بمقبرة الشيخ حسن بمنطقة باب مصلى وسط دمشق، وعليها حرس خاص من المخابرات الجوية والأمن السياسي، وجميع قبور الجنود أو التجار الاسرائيليين كانت مرقمة بشكل أرقام خاصة دون أسماء وممنوع الاقتراب منها".

وفيما يتعلّق بالأسرى الاسرائيليين والمحافظة عليهم والاهتمام الزائد بهم، يقول المساعد المنشقّ، "كان لدى إدارة المخابرات الجوية عدد من الأسرى الاسرائيليين الذين تمّ أسرهم من قبل حزب الله وحركة حماس في مناطق متفرقة وبعمليات خاصة، ولتأمين حمايتهم الخاصة بينما يتمّ التفاوض عليهم تمّ جلبهم لمطار المزة العسكري ووضعهم ببناء خاص كان يُسمى "السجن الاسرائيلي" والذي تحوّل ببداية الثورة السورية لمعتقلٍ خاص بالنساء، وحسب ضباط خاصين قالوا بأن الجندي الاسرائيلي الذي أسرته حركة حماس "جلعاد شاليط" ومعه جنديين آخرين اعتقلهم حزب الله بعد معركة تموز 2006 كانوا من بين الموجودين بهذا البناء، وكان لهم أجنحة مخصصة وحماية من أهم ضباط المهام الخاصة، وكل شيء مؤمّن لهم وممنوع الاقتراب من المبنى خاصةً أيام السبت لخروجهم للتهوية".

ضبّاط لحماية الملابس الاسرائيلية

تسلّمت إسرائيل رفات الجندي الإسرائيلي " زاخاريا باومل " الذي كان مدفوناً في سوريا عبر الوسيط الروسي، ورغم نفي قيادة نظام الأسد علمها أو علاقتها بتسليم جثة الجندي إلاّ أن بعض الضباط الإسرائيليين رفيعي المستوى صرّحوا للإعلام أنهم حصلوا على رفات الجندي بالإضافة لكافة متعلّقاته الشخصية والتي كانت بحالة جيدة جداً، ما يدلّ على محافظتهم على متعلقاته العسكرية والشخصية كما هي.

وفي هذا الإطار، قال الكاتب الصحفي نزار نيّوف، "إن استعادة اسرائيل لمتعلّقات الجندي الإسرائيلي كاللوحة المعدنية الاسميّة وشال الصلاة والبوط العسكري، وجميع هذه القطع وغيرها كانت بحالة جيدة كما وصفها بعض الضباط الإسرائيليين، يدلّ ذلك على أن رئاسة جهاز المخابرات العسكرية أشرف شخصياً على حراستها والمحافظة عليها كما كانت، وبالتالي فإن الروس حصلوا عليها من أعلى هرم النظام داحضين بذلك رواية نظام الأسد الذي نفى علاقته وعلمه بإعادة الرفات".

وكذلك أشار المساعد عامر أبو العبد إلى أن، "رئاسة إدارة المخابرات الجوية وجهاز المخابرات العسكرية أشرفوا شخصياً على حماية مقتنيات الجنود الإسرائيليين، حتى إنهم حموا اللباس العسكري لهؤلاء الجنود فكيف سلاحهم أو ما يُثبت شخصيتهم، وكان كل من فرع المنطقة وفلسطين مسؤولين عن حماية هذه المتعلّقات الشخصية بالإضافة لحماية بعض الأسلحة الشخصية والدبابات الإسرائيلية".

منع الاقتراب من القبور

وأما ما يتعلّق بالقبور الخاصة بالجنود الإسرائيليين، فيقول أبو العبد لأورينت نت، "مقبرة الشهداء الخاصة في مخيم اليرموك، والتي كانت تحوي قبور ستة جنود إسرائيليين من بينهم رفات الجندي باومل، كانت مسوّرة بشكل كامل ويُمنع الاقتراب منها لأي شخصٍ مدنيّ أو أمنيّ دون موافقة رسمية من إدارة المخابرات العسكرية والجويّة والجبهة الشعبية للمقاومة الفلسطينية، حتى من كان يُريد زيارة قبور أبنائهم الفلسطينيين الشهداء يتوجّب عليه عدم الاقتراب من هذه القبور أو تصويرها أو الاستفسار عنها".

ويُكمل منوّهاً إلى أنه، "حتى المقابر اليهودية الخاصة التي كانت توجد بمنطقة باب مصلّى وسط دمشق ممنوع الاقتراب منها أو تصويرها، ولهذا السبب تمّ اعتقال عشرات السوريين ممن له تواصل مع بعض العائلات اليهودية في الخارج لتصويرهم قبور اليهود وإرسالها لأقاربهم من أجل الاطمئنان عليها، والغريب أن قبور الإسرائيليين واليهود السوريين كانت مميزة عن باقي القبور أو المقابر من حيث الاهتمام والرعاية والحماية حتى من الحشرات والحيوانات".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات