إضعاف النفوذ الإيراني.. هكذا بدأ الروس بتحجيم دور ميليشيا "الدفاع الوطني"

إضعاف النفوذ الإيراني.. هكذا بدأ الروس بتحجيم دور ميليشيا "الدفاع الوطني"
أوضحت مصادر خاصة لأورينت نت أن قاعدة حميميم العسكرية التي تقع تحت سيطرة روسيا في ريف اللاذقية أصدرت أمراً لوزير دفاع الأسد بإصدار تعميم يوقف إصدار البطاقات الأمنية من قبل الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة والأمن القومي للميليشيات العاملة معهم، وخصوصاً مليشيات الدفاع الوطني.

وأضاف المصدر أن القاعدة العسكرية الروسية أعطت أمراً للفيلق الخامس والفرقة الثامنة والتي تم تشكيلها بدعم روسي بمصادرة البطاقات الأمنية لمليشيات الدفاع الوطني في حماة، وخصوصاً بعد سيطرة المليشيات الموالية لروسيا على عدة مناطق في سهل الغاب، كانت تحت سيطرة مليشيات الدفاع الوطني المحسوبة على إيران.

الصراع الإيراني الروسي

وأشارت المصادر إلى أن هذه القرارات تأتي في ظل الصراع الروسي الإيراني داخل مناطق سيطرة ميليشيا أسد وخصوصا أن مليشيا أسد قامت في وقت سابق بقطع رواتب عن ذوي قتلى الدفاع الوطني، وذلك ضمن الأوامر الروسية لتفكيك الميليشيات التي تتبع إلى إيران في سوريا.

يقول العميد المنشق أحمد رحال لأورينت نت أنه من المعروف أنه 80 بالمائة من ميليشيا الدفاع الوطني تغذى من قبل إيران و20 بالمائة من قبل تجار محسوبون على نظام الأسد، وبعد سيطرة روسيا على وزارة الدفاع لم يبق لإيران هامش عسكري تتحرك به سوى مليشيا الدفاع الوطني، ومن خلال إصدار بطاقات أمنية لذلك فإن هذه الفوضى تسعى روسيا للقضاء عليها.

وأضاف الرحال أن عملية منع اصدار البطاقات التي أصدرتها روسيا من قبل الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والتي تدين بالولاء لإيران هو نوع من  أنواع التضييق على المليشيات الإيرانية وتحجيم نفوذها، ولكن كل هذه الإجراءات البسيطة لن تحد من النفوذ الإيراني لأن الميليشيات الإيرانية باتت متغلغلة في جميع مفاصل الدولة.

إضعاف الأذرع الإيرانية

وأشار الرحال إلى أنه قد دخلنا في مرحلة حاسمة من الصراع الروسي الإيراني، على الرغم من أنه صراع خفي نوعاً ما، حيث أن الروس يحاولون بشكل مستمر التضييق وإضعاف الأذرع الإيرانية في مناطق سيطرة نظام الأسد، وفي الجانب الأخر هناك رد إيراني بخطف شخصيات محسوبة على الروس أو حتى من خلال الاغتيالات.

وقد أصدر المسؤول العسكري الروسي في حماة قراراً بسحب البطاقات الأمنية التي يحملها عناصر ميليشيا الدفاع الوطني حيث أن أكثر من 500 عناصر ينتمون لـ"الدفاع الوطني" قاموا خلال الأيام الماضية بتسليم البطاقات الأمنية التي بحوزتهم لقيادة اللجنة الأمنية والعسكرية في حماة والتي يشرف على إدارتها الجانب الروسي وقادة الفيلق الخامس.

يقول الناشط الصحفي مجد فيصل لأورينت نت أن أول عملية قامت بها روسيا لتحجيم نفوذ ميليشيا الدفاع الوطني كانت في منطقة ريف حماة الغربي من خلال دعم الروس لقوات سهيل الحسن التي هاجمت مواقعاً للفرقة الرابعة والدفاع الوطني في منطقة سهل الغاب، والتي أدت إلى طرد الأخيرة من المنطقة بعد سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

تفكيك الأذرع الإيرانية

وأضاف الفيصل بأن استخدام الأسلحة الثقيلة في المعركة يدل على العزم الروسي على تفكيك إحدى أكبر الفصائل الموالية لإيران أو محاولتها جذب عناصره إلى الفصائل العسكرية التي شكلتها، وخصوصاً الفيلق الخامس الذي تم دعمه مالياً وعسكرياً من قبل روسيا، ومن ثم الانتقال إلى التخلص من الأذرع الإيرانية في مفاصل الدولة.

ويشير الفيصل أن روسيا أجبرت نظام الأسد على قطع رواتب ميليشيا "الدفاع الوطني" والتوقف عن تسليم الكفالات المالية لذوي القتلى مما أدى إلى حدوث موجة غضب عارمة من قبل المواليين للنظام في المناطق الساحلية على وجه الخصوص، والذين فقدوا الآلاف من أبنائهم على الجبهات مع مليشيا الدفاع الوطني في أغلب المحافظات السورية.

وقد توقفت أغلب قطاعات ميليشيا (الدفاع الوطني) في العاصمة دمشق عن صرف رواتب العناصر منذ أكثر من عام ونصف لأسباب مجهولة، على الرغم من اعتراف ميليشيا أسد بها كقوات رديفة له، إضافة إلى كونها تشكل غطاء للميليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب إيران.

ويذكر بأن إيران قد طالبت نظام الأسد في أكثر من مناسبة بإقرار قانون يثبت "شرعية" (الدفاع الوطني) في سوريا من أجل ما سمته "مواجهة التهديدات المستقبلية ليكون على غرار مليشيا الحشد الشعبي التي شكلتها إيران في العراق وأصبح لها ممثلين في البرلمان والحكومة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات