ميناء طرطوس بيد روسيا..ماذا بقي في سوريا لم يبعه الأسد؟

على مرِ السنواتِ الأخيرة .. حوَّل بشار الأسد سوريا إلى شركةٍ مساهمة خاصة.. برأسمالٍ قدرُه مئاتُ آلافِ الشهداء .. و ملايين اللاجئينَ في أصقاعِ العالم..

فمقابلَ كرسيِّ الحكم دمَّر آلُ الأسد نصفَ سوريا و باعوا نصفَها الآخر .. وقد عُرف من المبيعات ِحتى الآن : الجولان لإسرائيل .. و طرطوس للروس .. و دمشق و ما حولَها للإيرانيين .. وعفرين للأتراك .. ومازالَ الحبلُ على الجرار .. و البازار ما يزال مفتوحاً ... وربما لم يترك بشار الأسد شيئًا ليبيعَه كي يبقى فوقَ خرائبِ سوريا المنكوبة .. وهو يعلم أنه ليسَ بإمكانِه أنْ يستمرَ وينتصرَ وحدَه على الأرض، وليسَ في إمكانِه إعادةُ تأهيلِ نفسِه فضلاً عن أنَ المجتمعَ الدولي، بما في ذلك روسيا نفسُها، يُدرك أنَ الحديثَ مع بشار حول مستقبلِ سوريا غيرُ مُجدٍ.. 

بناءً على كلِ ما سبق .. تستمر المناورةُ الدبلوماسية ويُطالِبُ البعضُ بوقفةٍ من قبلِ الدولِ العربية قبلَ أنْ تذهبَ سوريا برمتِها لهذه الأطراف غيرِ العربية.. فيما تتناقلُ وسائلُ إعلامٍ أنَ الوفدَ الروسي الذي حلَّ في دمشق قبلَ أيامٍ قليلة ليستأجرَ ميناءَ طرطوس نَقلَ رسالةً سعوديةً إلى بشار الأسد الذي باعَ كلَ ثوابتِ الانتماء ورَهَنَ البلادَ لسنواتٍ بأقساطٍ ميسّرة لروسيا وإيران .. 

- فهل فعلاً هناك رسائلُ عربيةٌ إلى بشار الأسد؟ و هل هناك من مايزال يراهنُ على هذا الرجل الذي باعَ سوريا "بالمفرق" للانتدابِ الروسي، بعد المحتلِ الإيراني، وهو يتحدثُ عن سوريا الواحدة؟

- و أيَّ رهانٍ يتجدد على نظامٍ يُرسِل مديرَ مخابراتِه ليقولَ للزعماءِ العرب إنَ عليهِم إعانَة سوريا على العودة إلى محيطِها .. فيما يذهب هو إلى طهران ليجزمَ أمامَ الإيرانيينَ بأنه يضحكُ على العرب كما ضحِكَ عليهِم قبلاً ؟

- أم أنَ هذهِ الأنباءَ مجردُ أكاذيبَ روسيةٍ و أوهام و لاسيما بعد الفرملةِ الأميركية والغربية التي عرقلت عودةَ النظامِ الى الجامعة العربية و قانون قيصر الذي يستهدف النظامَ و المتعاونينَ معه؟

- ماذا عن تأجيرِ ميناءِ طرطوس للروس؟ والحديثِ السابق عن تأجيرِ ميناء اللاذقية للإيرانيين؟ وأيَّ مقابلٍ لهذا إذا ما استثنينا بقاءَ بشار في السلطة ؟

- ولكنْ هل صحيح أنَ تأجيرَ الميناء إلى روسيا يعني كسرَ الحصار؟ و كلُ السفنِ الروسية القادمة إلى طرطوس ستُعتبر قادمةً إلى ميناءٍ روسي وسترفع العلمَ الروسي ؟ وأنه لنْ يستطيعَ أحدٌ من منعِها .. لا مصرُ و قناتُها .. و لا أمريكا و عقوباتُها ؟  

تقديم: أحمد الريحاوي

إعداد: علاء فرحات

الضيوف:

محمد سالم - الباحث في مركز الحوار السوري - اسطنبول

يفجيني سيدروف - الكاتب والمحلل السياسي الروسي - موسكو

العميد أسعد الزعبي - الخبير العسكري والاستراتيجي - الرياض 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات