أوساط سياسية لبنانية تؤكد لأورينت المخاوف من اندلاع حرب بين "حزب الله" وإسرائيل

أوساط سياسية لبنانية تؤكد لأورينت المخاوف من اندلاع حرب بين "حزب الله" وإسرائيل
في وقت تنهمك الحكومة اللبنانية في إعداد موازنة العام ٢٠١٩ ولو متأخرة لعدة أشهر، لتستطيع تنفيذ شروط مؤتمر "سيدر" الذي يعول عليه اللبنانيون لإنقاذ اقتصادهم المتدهور، تتصدر واجهة الأحداث احتمالية نشوب حرب بين ميليشيا "حزب الله" وإسرائيل وسط تسريبات من الطرفين عن إمكانية اندلاع هذه الحرب مع مطلع الصيف المقبل.

متنفس لإيران

فرضية اندلاع حرب بالنسبة لبعض الأوساط السياسية باتت أمراً واقعاً، حيث تحدث مسؤول لبناني رفيع لأورينت نت (شريطة عدم الكشف عن هويته) أن "حزب الله جعل نفسه أداة. أي أنه مستعد للانتحار إذا مصلحة إيران استوجبت ذلك" مشيرة إلى أن "الحصار النفطي المتزايد على إيران يخنق اقتصادها ويهدد بإنتفاضة شعبية واسعة النطاق، لذلك قد تستغل ورقة حزب الله وإشعال الساحة اللبنانية بصراع مع إسرائيل" متوقعة تحصيل مكاسب على مستوى المفاوضات الدولية لتخفيف الخناق عنها.

حاجة إسرائيلية

وترى المصادر أن إسرائيل باتت بحاجة لتوجيه ضربات لـ"حزب الله" في لبنان لأسباب سياسية تتعلق بتثبيت دور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على رأس الائتلاف الحكومي المنتصر في الانتخابات الأخيرة، إضافة إلى الأسباب الأمنية المتعلقة بمنع "حزب الله" من امتلاك سلاح استراتيجي ودقيق يهدد الأمن في العمق الاسرائيلي، وبالتالي المؤشرات السياسية والأمنية تشير إلى اندلاع حرب مع إسرائيل، اضافة إلى أن "حزب الله" تعرض في السنوات والأشهر الماضية لضربات إسرائيلية كبيرة لقواعده العسكرية في سوريا، ولم يجرؤ على الرد سوى ببعض التصاريح الإعلامية لزعيمه "حسن نصرالله".

الموقف الأمريكي

وتشير الأوساط السياسية في حديثها لأورينت نت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تدعم أي سيناريو لحكومة نتنياهو لشن حرب على "حزب الله" وقد سمع المسؤولون اللبنانيون ذلك بشكل واضح على لسان وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بامبييو خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، حيث طالب حكومة لبنان بإتخاذ إجراءات جدية لمنع "حزب الله" من السيطرة على القرار اللبناني.

أرض محروقة

وتعتقد الأوساط السياسية اللبنانية، أن كلّ المؤشرات تدلّ على أنّ إسرائيل أكملت جهوزيّتها لأيّ مواجهة محتملة مع الحزب في المرحلة المقبلة، وهذا ما تدل عليه المناورات العسكرية التي تُجريها لألويتها والتي ازدادت بشكل غير مسبوق في الآونة الاخيرة، لكن ضمن إستراتيجية جديدة عمادها "سياسة الأرض المحروقة"، إذ أن من المحتمل أن لن تترك إسرائيل هذه المرة متراً واحداً في الخطوط الأمامية إلاّ وستحرقه من أجل إيجاد مساحات واسعة تتيح لآلياتها العسكرية والطبّية، إضافة إلى جنودها، التحرّك بحرية مطلقة من دون تعرّضها لنيران محتملة. وقد تستهدف أيضاً أماكن تخزين أسلحة بالغة الأهمية لـ"حزب الله" يُمكن أن تكون رصدتها خلال الفترة الأخيرة.

وبحسب محللين عسكريين ففي حال وقعت الحرب، سوف تعتمد إسرائيل بالدرجة الأولى على سلاح الجو بقصف مواقع المتوقع أن يستخدمها الحزب لإطلاق صواريخ دقيقة وبعيدة المدى، إضافة إلى القوات البرية، لاسيما على ثلاثة ألوية أبرزها لواء "غولاني" الذي يتضمّن الكتيبة المؤلّلة "إيغوز"، مهمّتها احتلال المدن إذا عجزت بقيّة الفرق عن ذلك، في حين تتكل مليشيات "حزب الله" بشكل كبير على كتيبة "الرضوان" التي تضم قوات النخبة في الحزب، وقد أشرف على تدريبها الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر.

حديث يعدم التسريبات

ويدعم ما تتحدث به الأوساط اللبنانية ما كشفته صحيفة الرأي الكويتية الأسبوع الفائت عن اجتماع أجراه متزعم ميليشيا "حزب الله" مع كبار قادة ميليشياته، وأنه لم يستبعد أن يقتل وكبار قادته أيضاً بحربٍ محتملة مع إسرائيل الصيف المقبل.

وقالت الصحيفة حينها، إنه "وفي لقاءٍ خاص مع قادة المناطق، طَلَب نصر الله من رجاله عدم إخفاء الحقيقة وإمكانات اندلاع الحرب واطلاع العائلات وأهالي القرى على هذا الاحتمال".

قد أقتل وتقتلون معي

وقال متزعم الميليشيا اللبنانية للمجتمعين معه بحسب الصحيفة: "قد لا أبقى بينكم فترة طويلة وقد يذهب (يُقتل) معي أكثر قادة الصف الأول، وبالتالي من الممكن أن تنجح إسرائيل في اغتيال القادة. إلا أن هذا لا يعني نهاية (حزب الله) الذي لا يَعتمد بوجوده على الأفراد بل هو جزء من المجتمع اللبناني الباقي في هذه البلاد" ولم يُخْفِ زعيم "حزب الله" أن "إجراءات قد اتخذت حتى في الحالات القصوى وقتْل القادة، فلا داعي للتساؤل".

وأضاف "هناك دلائل كثيرة على أن إسرائيل تسعى لمفاجأة الجميع، مثل حرب 2006. إلا أن (بنيامين) نتنياهو ليس مثل (إيهود) أولمرت المتردِّد. ومثلما فعلتْ إسرائيل في غزة العام 2008 فمن المحتمل أن تفعل الشيء نفسه العام 2019".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات