بلومبيرغ: هذا ما فعلته العقوبات بمناطق سيطرة نظام أسد

بلومبيرغ: هذا ما فعلته العقوبات بمناطق سيطرة نظام أسد
أشار تقرير لـ "بلومبيرغ" إلى آثار الحرب الاقتصادية التي فُرضت على نظام الأسد الذي يدعى انتصاره بالحرب الممتدة على مدى ثماني سنوات.

تقول الصحيفة، إن "لافتات الانتصار" التي تحمل صور بشار الأسد تغطي الطريق الواصل بين دمشق والحدود اللبنانية، حيث تقول إحدى اللافتات "مرحبا بك في سوريا المنتصرة" وبدلاً من تحقيق وعود إعادة الإعمار، بسبب الانتصار المزمع، صُدم المؤيدون من الوضع الاقتصادي للبلد الذي يعاني بالأساس من شلل اقتصادي كامل، بسبب أعمال العنف مع انعدام وجود أي علامات تدل على تحسن قريب في الأفق.

وتقدر الأمم المتحدة مبلغ إعادة الإعمار بحوالي 250 مليار دولار، وهو مبلغ لم يتمكن حلفاء النظام من الروس والإيرانيين من تقديمه. وفي الوقت نفسه، تمارس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطاً اقتصادية مستمرة على النظام في إيران، كان آخرها إلغاء الاستثناءات الممنوحة لبعض الدول التي تمكنهم من شراء النفط الإيراني.

انعدام الحياة في العاصمة

مدت إيران حليفها بخط ائتماني، خلال السنوات الماضية، لشراء النفط ودعم الاقتصاد؛ إلا أن العقوبات الأمريكية منعت السفن التي تحمل مساعدات نفطية إلى النظام من العبور. وبالطبع لن تقدم الدول العربية الغنية بالنفط على مساعدة النظام المتحالف مع إيران.

ولاحظ التقرير خلال جولة داخل دمشق تردي الحياة مع انعدام حركة البيع في السوق القديمة وخلو المقاهي من الناس. مع ازدياد ملحوظ في مولدات الكهرباء لدى جميع المحلات بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.

وتمتد طوابير السيارة على محطات الوقود لمسافة تتجاوز الكيلومترات بهدف الحصول على 20 لتر من البنزين كل خمسة أيام، وذلك بموجب القرار الذي أصدره النظام بعد توقف شحنات النفط الإيرانية التي كانت تمده بما يقارب من 3 ملايين برميل شهرياً.

وبالإضافة إلى الحصار المفروض على إيران، تخضع سوريا للعقوبات منذ بدأ النظام الحرب ضد المتظاهرين في 2011، مما تسبب في شلل في قطاعي الصناعة والنفط وازدياد الضغط الاقتصادي على النظام الذي يعاني أساسا من الفساد وسوء الإدارة.

أكثر من ثلثي السكان تحت خط الفقر

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يعيش 83% من السوريين تحت خط الفقر، يحدث ذلك على الرغم من قيام النظام بدعم الخبز والمنتجات البترولية والمواد الغذائية الأساسية مثل الشاي والأرز والسكر.

وقال أخيم شتاينر، المسؤول في الأمم المتحدة "في سوريا، ارتفع الفقر بدرجات كبيرة، والبنية التحتية الأساسية أما مدمرة أو متضررة، والنسيج الاجتماعي يعيش توتراً غير مسبوق".

زتمكن النظام من استعادة عين ترما منذ حوالي العام تقريباً، مع ذلك لا تزال تحت الأنقاض كبقية المدن والأحياء التي تمكن النظام من استرجاعها.

وتخلو المنطقة تماماً من السكان، مع تدمير معظم المباني، على الرغم من إن عين ترما معروفة بمعامل العزل والنسيج والدباغة. تم إصلاح المنطقة الرئيسية هناك، وإعادة تأهيل الشارع الرئيسي، بما يأمن الخدمة لـ 25,000 من السكان فقط من أصل 150,000 نسمة.

المباني المدمرة بالكامل لن تسمح للسكان بالعودة، مع ذلك، وعلى الرغم من كل حالة الدمار، رفعت صورة بشار التي كُتب فوقها "وانتصر الأسد".

خنق حتى الموت

ويصور النظام الوضع في سوريا على أنه جزء من المؤامرة المستمرة ضد سوريا، بسبب وقوفها بوجه الغرب والولايات المتحدة.

وقال روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق إلى سوريا، إن إدارة ترامب أكثر عدوانية مما كانت عليه في عهد باراك أوباما، خصوصاً بعد أن استخدمت العقوبات الثانوية لكل من يتعامل مع الأفراد والشركات الخاضعة للعقوبات.

وأضافت وزارة الخزانة الأمريكية، في تشرين الثاني، مجموعة من الشركات الروسية والإيرانية، على القائمة السوداء، بسبب قيامهم بشحن النفط إلى سوريا. وحذرت الوزارة من المخاطر المترتبة على منتهكي العقوبات.

وقال فورد، الزميل في معهد الشرق الأوسط، هنالك هدف من وراء هذه السياسية والتي تأتي كـ "محاولة لخنق الحكومة الإيرانية في طهرن والحكومة في السورية في دمشق، حتى الموت".

وأضاف قائلاً "لا يريدون خوض حرب عسكرية مع الحكومة السورية؛ إلا أنهم على أتم استعداد لخوض حرب اقتصادية" ورأى أن الوضع الحالي في سوريا مشابه لوضع كوبا بعد الانهيار الاقتصادي الذي شهده الاتحاد السوفيتي في أواخر الثمانينيات. وقال: "كوبا واجهت صعوبات مالية.. إلا أن كاسترو بقي هناك".

للاطلاع على التقرير باللغة الانكليزية اضغط هنا

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات