هل انتهت مهمة داعش في المنطقة؟ وماذا وراء ظهور البغدادي؟

في العام 2014، نصّبَ أبو بكر البغدادي نفسَه "خليفة" على سبعةِ ملايينِ شخص ٍفي أراضٍ تتخطى مساحتُها مساحة َ إيطاليا، وتشملُ أجزاءً واسعة ًمن سوريا ونحوَ ثلثِ أراضي العراق .. حينها صارت الرقة "عاصمة الخلافة"، والموصل ثاني كبرى مدنِ العراق كانت ساحة َالظهور ِالعلني والوحيد لأبي بكر البغدادي, بعمامتِه السوداء، وساعتِه "الرولكس"، وحركاتِ يديهِ المحسوبة، و جُمَلهِ الموزونة ، ليُلقيَ خطبة ًتتناقلُها الشاشات ُعبرَ القارات، بعد أن عطّل كلَ وسائلِ الاتصال، ليُغادرَ بعدها مصحوباً برتل ٍمن عشرات ِالسيارات من لون وموديل واحد، في موكبٍ نحوَ المجهول مغادرا الموصل .. الموصل التي فرّ منها جيشُ نوري المالكي الطائفي أمامَ عصابةِ البغدادي من دون قتال .. تاركين أبوابَ مخازن ِالسلاح مشرعة ً بالمجان .. وفوقَها أبوابَ المصرف ِالمركزي في المدينة بطريقةٍ مريبة تشبهُ الاستلام والتسليم.. 

تحت عيون ِأميركا و الغرب أقامَ البغدادي وعصابتهُ دولتَهم.. بكل ِما للدولةٍ من معنى .. بهيئاتِها ومؤسساتها .. وتنظيمِ الحياة اليومية لسكانِها ، بإقامة محاكمَ شرعية .. وصكِّ عملةٍ إسلامية .. كل ذلك بغيابِ الخليفة .. الذي لم يعد يذكرُه أحد .. حتى إعلانات النصر تجاهلت ذكرَ اسمه .. 

ولأنَّ الأيامَ دول .. تزولُ الدولة ُالاسلامية ما بينَ الموصل والرقة، و تغرُبُ شمسُ الخلافة .. بعد تحالفٍ دولي ضدَّها هو الأكبرُ منذ الحربِ العالمية الثانية .. فتصبح المدن ركاما .. و الأوابدُ التاريخية حطاما .. تُخفي تحتَها الآلافَ من جثثِ المدنيين ممن كانوا يرزحونَ في ظل حكم ِالخليفة .. بينما قادة ُدولةِ داعش و عُتاتها اختفَوا حالُهم كحالِ خليفتِهم ..

اليوم و مع أجواءِ التوتر في المنطقة .. من إيران التي تواجه أسوءَ أزمةٍ في تاريخها إلى لبنان الذي يُهدد فيه حزب ُالله الأوربيين بتصدير اللاجئين .. إلى الجزائر والسودان و ليبيا التي منها من يعيشُ رياحَ التغيير ومنها من يعيش ربيعا ممرغا بدماءِ الثأر .. ولا ننسى ترامب الذي يصولُ و يجول لرفع ِشعبيتِه للانتخابات القادمة .. يتم تحريكُ الدواعش في سيريلانكا وصولاً الى ظهور ِالخليفة المُغيَّب أبو بكرالبغدادي بلحيةٍ محنّاة .. وبصحةٍ جيدة .. وقيافة تامة .. بأناقة سوداء تشيرُ للرخاء .. فيلوّحُ بحروب جديدة ، وبأساليبَ يَحسبُ أنها تُرعبُ الغرب .. يحمل كتابا بعنوان "ولاية ُتركيا" ليفتحَ أبوابا من الجحيم .. و يمتدحَ جريمة َقتل ِالناس في كنائسِ سريلانكا .. ليؤديَ هذه المرة وظيفة ًلايَعلم بها إلا مشغلوه .. 

- فماهي وظيفة ُالبغدادي الجديدة ؟ هل صحيح أن البغدادي ظهرَ ليؤديَ وظيفة ًيقولُ البعض إن الذي حاكَها و ألبسَهُ إياها هو نفسُه مَن خطط لتدمير ِالثورة السورية وأجبرَ المجتمعَ الدولي على عدم إطاحةِ بشار الأسد؟

- أين كان يختبئ البغدادي كلّ هذه الفترة؟ وكيف يمكن تفسيرُ هذا الظهور ِفي هذا الوقت؟

- لماذا إيران مستثناة دائماً من مخططات واستهدافات داعش وزعيمها؟

- هل سيكون للبغدادي دورٌ في المواجهة ِالمرتقبة بين معسكر ولاية الفقيه ومعسكر واشنطن؟ وإلى جانب من سيكون البغدادي يا ترى؟ 

- لماذا كررَ البغدادي ذكرَ الجزائر والسودان؟ هل سيظهر الدواعشُ في تلك المناطق ِ من شمال افريقيا؟ 

- هل فعلا هناك من ينتظر خبرَ إلقاءِ القبض على البغدادي من قبل ِالأمريكيين وإحضاره لترامب بقفص .. يحققُ به انتصارا يزهو به في حملته الانتخابية ؟

- هل يجب الاستهانة ُبتهديداتِ البغدادي؟  وأيُ خطرٍ يُشكله البغدادي و دولتهُ بعد هذه الحال التي وصلوا لها ؟

- ولكن كيف يُستهان بخطاب البغدادي والدماءُ في سيريلانكا لم تجف بعد ؟ 

- ولماذا تُستهدف سيريلانكا التي ما لبث الأمن يستتب فيها.. ليُنتهش اقتصادها من جديد و تُعاد عجلة السياحة فيها إلى الوراء ؟ 

- أليس البغدادي وفلولُه اليوم أخطرَ مما كانوا عليه سابقا؟ أليست "الذئابُ المنفردة" أخطرَ بكثير من الخلايا المنظمة؟

تقديم: أحمد الريحاوي

إعداد: علاء فرحات

        سليمان عبد المولى

       

ضيوف الحلقة:

صهيب جابر – الصحفي – غازي عنتاب

د. عاطف عبد الجواد – الأستاذ في العلوم السياسية – واشنطن

العقيد فايز الأسمر – المحلل العسكري والاستراتيجي – غازي عنتاب

عباس شريفة - الباحث في مركز رؤيا - اسطنبول

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات