هل يعود الإخوان للظل في حال إدراجهم على لائحة الإرهاب الأمريكية؟

في الثاني و العشرين من آذارَ الماضي، وافق الذكرى الحادية والتسعين لتأسيسِ جماعـةِ "الإخوانِ المسلمون" على يد حسن البنا .. لتنتشرَ في كلِ مصر .. نشطت جماعةُ الإخوان في المساجدِ والجامعات والنقابات المهنية .. وخلالَ تاريخِهم، تأرجحـوا بين المعارضةِ العنيفة للسلطةِ وبين التعاون، من خلالِ المناداةِ بدولةٍ إسلاميةٍ مع ضمانِ احترام ِاللعبةِ الديمقراطية.. ولكنهم بدلَ أنْ يصنفوا نفسَهم كحزبٍ ديمقراطي محافظٍ سعوَا إلى فرضِ نسخةٍ سنيةٍ عن إيـران باعتمادِ صيـغةِ المرشدِ التي لم تلقَ قبـولاً في مصر ..

صراعُ الإخوانِ مع السلطةِ ورّطهم باغتيالاتٍ لأبرزِ رمـوزهِا .. وتبقى أشهرُ محاولاتِ الاغتيالِ محاولةَ اغتيالِ جمال عبد الناصـر، عامَ 54 في المنشية بالإسـكندرية .. وهو ما استغلّهُ عبد الناصر ليحلَّ الجماعـةَ وينكّـلَ بقادتِها .. مـنذ ذلك الحين سيطرت النخبةُ العسكرية على مقاليد السـلطة وأخمدت كلَ حياةٍ سياسيةٍ في المجتمع حتى بداياتِ الثـورةِ في 2011 التي استطاعت إسـقاطَ رأسِ النظام .. و مع أولِ انتخاباتٍ رئاسيةٍ بين مرشحِ الجيش وفلول نظام مبارك، وبين انتخاب مرشح "الإخـوان المسلمون" فاز المرشح "الإخواني" ..

ولكنْ مَن زار القاهـرة في الذكرى الثانيةِ للثورةِ ووجد الشارعَ المصري في حالِ غليانٍ ضدَ "الجماعة الإخوانية" لم يصدّق أنَ مصر استطاعت أن تخلعُ عنها بهذهِ السهولةِ براقعَ ذلك التديّن .. وبغيابِ جهةٍ سياسيةٍ مدنية تتصدرُ المشهد, اسـتغلَّ العسكرُ بقـايا الرصيدِ الوطني للجيشِ وتوقَ المصريين للاستقرارِ فأزاح الإخوانَ من الحكم واستأثر هو به من جديد .. مما أعاد الجماعةَ "الإخوانية" وأنصارَها إلى العنف ..

في سوريا لم يكن للإخوانِ حضـورٌ بارز.. ومع انعدامِ الحياةِ السياسية في عهد حافظ الأسد تحولوا لجماعةٍ راديكالية و لجـؤوا إلى السلاح .. تركوه فترة .. ثم عادوا إليه مع بداياتِ الثورةِ التي لعبوا على تناقـضاتِها ، في ليـبيا دورُهم ثابتٌ في العملِ المسلّح على الأرض ، وفي السودان أفلَ نجمُهـم مع سقوط ِالبشير ..

في العـراقِ حالُهم كحالِ باقي الجماعاتِ و الميليشيات .. السلاحُ بيد الجميع ، و في اليمن لاتعرفُ لهم حليفاً من صديق .. مرة هم مع الميليشياتِ الإيرانية المتمثلة بالحوثي .. و تارةً أخرى مع القاعدة وطَوراً مع التحالفِ الذي تقـودُه السعودية .. السـعودية التي يقولُ الأمير نايف بن عبد العزيز إنه لم يَفتح بلدٌ لـإخوانِ أبوابَهُ كما فعلت هي لكنهم قابلـوها بالنكـران ..

في بدايةِ كانون الثاني من العام 2017 قدم السيناتور الجمهوري تيد كروز مشروعَ قانونٍ لمجلسِ الشـيوخ يدعو لتصنيف "الإخـوان المسلمين" والحرسِ الـثوري الإيراني ضمنَ لائحةِ الحركاتِ الإرهابيـة، لكنَ مؤيّدي حركةِ "الإخوان" الذين لهم اتصالاتُهم بالخارجيةِ دفعـوا لشركةِ "غلوفر بارك غروب" مبلغَ خمسةِ ملايينِ دولارٍ لتنظيم ِحملةِ علاقاتٍ عامةٍ داخلَ إدارةِ ترامب لوقفِ المشروع.. المشروعُ لم يتوقف، لكنَ حساباتِ واشنطن وضعتْهُ على خطوطِ هندسةِ سياساتِها الجديدة في المنطقةِ كلها .. و اليومَ أعيدَ المشروعُ إلى الطاولةِ للدراسةِ بعد أنْ تمَ حسـمُ أمرِ الحرسِ الثوري .. وهو ما رفضتْهُ كلٌ من قطر التي تمولُ جماعةَ الإخـوان .. و إيران التي يصفُها البعـضُ بالقريبةِ منهم .. و تركيـا التي يتصرّف الحزبُ الحاكمُ فيها باعتبارِ اسطنبول "موسـكو الحركات الإخوانية" قياساً إلى ما كانت عليه العاصمـةُ الروسية للأحـزابِ الشيوعيّةِ في العهـدِ الشيوعي السوفياتي

- على أي أساس يتم تصنيف الإخوان كحركةٍ إرهابية ؟ هل هناك جناح عسكري للإخوان المسلمين ؟ أم بناء على افتراض وجود جناح عسكري يقوم بعمليات إرهابية ؟

- هل المستهدف هم جماعة الإخوان بشكل عام و في جميع أنحاء العالم أم أن المستهدف هم أخوان مصر فقط ؟

- ألن يساهم هذا الحظر في عودة الجماعة إلى العمل السري ، وكيف يتمُ تصنيفُ جماعةٍ عددُ عناصرِها يتجاوزُ الملايين ؟

- هل تعود "جماعة الإخوان المسلمين" إلى الظل الذي خرجت منه بعد اندلاع "الربيع العربي" أواخر 2010 ؟

- ألن يدفع هذا القرار شباباً و كوادرَ من التيارِ الديني إلى حضن القاعدة و أخواتها ؟

- ألن يكون هذا القرار فيما لو تم, دفعةً جديدة للجماعة تستعيد من خلاله شعبيتَها بادعائها المظلومية ؟

-هل تصنيفه سيؤدي إلى تعريتهِ أم سيكون أداةً للجماعةِ لبيع ِمظلوميةٍ معاصرةٍ غيرِ مسبوقةِ للمجتمعاتِ العربية و إقناعها بشكلٍ قطعي أنها مستهدفة لذاتها .

- أي تداعيات لهذا القرار ؟ و كيف سيؤثر على داعمي الإخوان و مموليهم و مستضيفيهم ؟

- أي تأثير للقرار في ظل وجود جماعة الإخوان في ضمن المنظومة الرسمية في عدد من الدول ؟

- هل هي مصادفة أنْ يشنَ الرئيسُ الفرنسي ماكرون و المستشارةُ الألمانية ميركل هجوماً على الإسلام السياسي تزامناً مع اتهامِ ترامب للإخوانِ بالإرهاب ؟

نناقشها مع :

الشيخ عصام تليمة - قيادي في جماعة الإخوان - اسطنبول

جيلان جبر - عضوة في المجلس المصري للشؤون الخارجية - القاهرة

د. سابا الشامي - مستشار في الحزب الديمقراطي الأمريكي - واشنطن

د. فهد المكراد - أكاديمي و محلل سياسي - الكويت

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات