كيف تستغل ميليشيات إيران الوضع الصحي المتردي في دير الزور لزيادة نفوذها؟

كيف تستغل ميليشيات إيران الوضع الصحي المتردي في دير الزور لزيادة نفوذها؟
تواصل الميليشيات الإيرانية استغلال معاناة السوريين وأوضاعهم المتردية في مناطق سيطرتها، لا سيما دير الزور وريفها لنشر التشيع، خصوصاً بعدما أوغل نظام أسد وميليشياته بتدمير البنى التحتية في المنطقة.

 

مشفى إيراني

وبعد أن روجت الميليشيات الإيرانية لنفسها في ريف دير الزور الشرقي (شامية) عبر "جمعياتها الخيرية" بغرض نشر التشيع، عمدت تلك الميليشيات إلى التغلغل أكثر داخل مجتمع مدينة دير الزور، مستغلة ضعف الإمكانيات المتوفرة من جهة، وإهمال ميليشيا اسد من جهة أخرى، حيث تركز مؤخراً على الجانب الطبي في المنطقة التي تفتقر لكل أنواع الخدمات.

تقول إيمان (اسم مستعار) وهي من أهالي مدينة دير الزور لأورينت نت: "منذ عدة أشهر افتتحت الميليشيات الإيرانية مشفى لها في حي القصور قرب حديقة طليطلة المواجهة لفرع الأمن العسكري، وكانت البداية بخيمة كبيرة نصبتها في المكان، وخصصت فيها طبيبن إيرانيين، ثم قامت بالاستيلاء على أحد الأبنية في المنطقة، وافتتحت المشفى المعروف بين الناس بالمشفى الإيراني".

طبابة مجانية

وبحسب المصدر "يوجد اليوم في المشفى كادر إيراني كامل يعمل على مناوبات محددة، ويستقبل المرضى من الميليشيات الإيرانية والعراقية وعوائلهم، كما يقوم باستقبال المرضى من عناصر الميليشيات التابعة لها في المدينة وهي ميليشيات محلية منضوية تحت راية الميليشيات الإيرانية مثل فاطميون وأبو الفضل العباس وغيرهم".

وتشير "إيمان" إلى أنه "يوجد في المشفى طبيب واحد من مدينة دير الزور، وهو الطبيب (عبدالرحمن المهجع ) وهذا يقوم باستقبال الحالات المرضية من المدنيين بأدوات بسيطة، دون استخدام أي من الأجهزة الموجودة في المشفى"، مؤكدة أنه إذا كان المريض يريد زيارة الأطباء الإيرانيين، فيجب عليه أن يحضر مع عنصر تابع للميليشيات (واسطة) لكي يقوموا بمعاينته مجاناً، ومن خلال هذه الواسطات يتم الترويج للإيرانيين بعلاج بسيط".

الأدوية

تعاني مدينة دير الزور من نقص حاد في الأدوية، بالإضافة لغلاء أسعارها، مما اضطر أغلب الصيادلة اللجوء إلى الأدوية الإيرانية عن طريق وسطاء محليين.

وحول هذا الموضوع، يؤكد أحمد (اسم مستعار) وهو أحد العاملين في المجال الصحي بمدينة الزور لأورينت نت أن "الأدوية الإيرانية انتشرت بشكل كبير داخل المدينة، بسبب النقص الحاد الذي تعاني منه المدينة وارتفاع أسعار الدواء بالمقارنة مع المحافظات الأخرى وسيطرة الميليشيات على تجارة الأدوية، خصوصاً الميليشيات الإيرانية".

وينوه الشاب إلى أن "الأدوية الإيرانية غير معروفة أبداً، ولا تحوي على مكونات التصنيع ولا تاريخ الصلاحية، مما يثير مخاوف عدد من الصيادلة" مشيراً إلى أنها توجد بكثرة في المشفى الإيراني داخل حي القصور ولاتي يتم منحها بشكل مجاني، وأيضاً في مشفى (الأسد) عند مدخل المدينة الجنوبي؛ بينما يتعامل المشفى العسكري التابع للنظام مع الأدوية الروسية بشكل أكبر.

يشار إلى أن البنى التحتية في مدينة دير الزور تعرضت لتدمير ممنهج طوال السنين الماضية، وكان للمشافي والمراكز الطبية وكوادرها النصيب الأكبر من القصف، ومع انتهاء سيطرة الفصائل المقاتلة على المدينة منتصف عام 2014 إثر دخول تنظيم "داعش" إليها كانت طائرات ميليشيا أسد وروسيا قد دمرت أكثر من 90 بالمئة من المرافق الطبية، وأكملت على ما تبقّى منها خلال سيطرة التنظيم.

وبعد سيطرة ميليشيا أسد على المدينة أوخر عام 2017 بعد هزيمة تنظيم "داعش" عمدت الميليشيا على إهمال المرافق الطبية من حيث إعادة إصلاحها وتأهيليها؛ إلا أن الميليشيات الإيرانية تحاول أن تظهر بصورة مختلفة أمام الأهالي عبر المشافي لكسب مزيد من الدعم الشعبي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات