معسكرات روسية جديدة في ريف حماة.. ما مهامها؟

معسكرات روسية جديدة في ريف حماة.. ما مهامها؟
أنشأت القوات الروسية خلال الأشهر الستة الأخيرة عدّة معسكرات لها في محافظة حماة شمال سوريا، وتعدّدت مهام هذه المعسكرات حسب الحاجة العسكرية وبحسب التجهيز اللوجستي لها، فمنها المطارات ومراكز التدريب والتجمّع بالإضافة لمعسكرات المدفعية الثقيلة، ويُشرف على هذه المعسكرات ضباط روس وأغلب قوامها البشريّ من الميليشيات السورية التابعة لها.

ومع حملة القصف الأخيرة التي طالت أغلب بلدات ريف حماة الشمالي وريف ادلب الجنوبي حتى شمال جبل الزاوية، أكّد ناشطون لأورينت نت أن أغلب القصف المدفعي والمروحي يخرج من هذه المعسكرات مستهدفاً المناطق المحررة.

مطار جبّ رملة

ومن أهم المعسكرات التي برز اسمها خلال الأيام الأخيرة بسبب كثرة استخدامه في قصف المدنيين شمال غرب سوريا، هو مطار جبّ رملة العسكري والمخصّص للطائرات المروحية التي تستخدم البراميل المتفجرة، وهذا حسب كلام "المرصد عشرين" العامل في ريفيّ حماة الشمالي وادلب الجنوبي.

وقال المرصد لأورينت نت: "تم انشاء مطار جبّ رملة الواقع غرب مدينة حماة بـ 30 كم أواخر عام 2018، ونُقلت إليه بعض الطائرات المروحية التي كانت بمدرسة المجنزرات شرق حماة وكذلك بعضها كان داخل مطار حماة العسكري، بالإضافة لتجهيز مبنيين للسكن العسكري".

وأضاف المرصد "يُقلع من هذا المطار يومياً أكثر من 40 طلعة جويّة مروحية محمّلة بالبراميل المتفجرة، مما ساهم هذا المطار بحدّة القصف الهمجي على المدنيين في المناطق المحررة، ويُشرف على المطار ضباطاً روس وبعض الفنيين بالإضافة لعشرات السوريين المنتمين لميليشيات الأسد الموالية للروس".

معسكرات حيالين وتلّ صلبا

بدوره، ذكر القائد العسكري في الجبهة الوطنية للتحرير عبد الله القدور لأورينت نت بعض المعسكرات الروسية الهامة، مبيّناً أن "معسكريّ حيالين وتلة صلبا الاستراتيجيين يُعتبران من أهم المعسكرات الروسية الحديثة، والتي ساهمت بقصف المدنيين ومراقبة حدود المنطقة العازلة، ويُعتبر معسكر حيالين الواقع جنوب بلدة حيالين شمال غرب حماة من أكثر المعسكرات الروسية تجهيزاً عدة وعتاداً، وساهم هذا المعسكر بطرد ميليشيات الفرقة الرابعة واستلام الفيلق الخامس بدلاً عنها".

وتابع القدور  "وأما معسكر أو نقطة تلّة صلبا الواقعة جنوب غرب حيالين تُعتبر حديثة العهد لأنها أُنشئت منذ أسابيع قليلة، ويُشرف المعسكر على طريق السقيلبية محردة، وفيها بعض الأسلحة الثقيلة وراجمات صواريخ أرض- أرض التي يصل مداها لبلدات جبل الزاوية، ووسّعت القوات الروسية من رقعة هذا المعسكر بعد تجريفه ورفع السواتر الترابية ودعمه بعشرات العناصر من ميليشيات الفيلق الخامس".

وأشار القدور إلى أن، القوات الروسية أجبرت أهالي البلدات القريبة من المعسكرين المذكورين بإفراغ منازلهم وتسليمها لعناصر هذه المعسكرات، وبيّن القدور أن مهام هذه المعسكرات تتركّز على مراقبة المنطقة العازلة، وإبعاد ميليشيا الفرقة الرابعة عن هذه المنطقة، بالإضافة لاستخدامها في عمليات القصف المتكرر والذي طال بلدات ريف حماة وادلب.

معسكرات ريف حماة الشمالي

وفي ذات السياق، أوضح القائد العسكري القدور بعض المعسكرات الروسية المتواجدة شمال حماة، والتي زاد عملها العسكري بالحملة الأخيرة، وقال القدور: "هناك عدة معسكرات روسية تمّ انشاؤها سابقاً، ولكن منذ بداية العام الحالي تم تحديثها وفدها ببعض الأسلحة الروسية الجديدة كالمدفعية الثقيلة وقواعد صواريخ بعيدة المدى، ومن هذه المعسكرات معسكر الترابيع جنوب مدينة حلفايا، بالإضافة لمعسكر معردس شمال حماة".

وأكمل القدور موضحاً "وهناك معسكريّ صوران والكباريّة الواقعين شمال مدينة حماة بحوالي 30 كم، وقوام هذين المعسكرين أكثر من 400 عنصراً من ميليشيا الفيلق الخامس وميليشيات سهيل الحسن،  وفيها بعض المدافع وراجمات الصواريخ التي تَستهدف بلدات ريف حماة الشمالي وادلب الجنوبي".

ولَفت القدور إلى أن "هذه المعسكرات الواقعة شمال حماة مهمتها الرئيسية هي حماية الاوتوستراد الدولي المارّ من بلدات صوران ومعردس، بالإضافة لمراقبة خطوط التماس في المنطقة الآمنة، وكذلك يتم استخدامها لقصف المدنيين بشكل شبه يومي خلال الأشهر الأخيرة".

معسكرات الريف الشرقي

وأما عن المعسكرات الروسية في الريف الشرقي، يقول الناشط محمد العلي لأورينت نت: "أول ما تمركز الروس في حماة تمركز في ريفيّ حماة وادلب الشرقيين، ولذلك أنشأ عدة معسكرات حينها، وآخرها معسكرات طيبة الاسم والفانات بريف حماة الشرقي، ومعسكرات قبيبات أبو الهدى وأبو دالي شمال شرق حماة ".

وبيّن العلي أن "معسكرات طيبة الاسم والفانات هي المسؤولة عن تدريب وإعداد أغلب عناصر ميليشيا الفيلق الخامس بالمنطقة، بالإضافة لإعداد وتدريب بعض مجموعات سهيل الحسن، وتدريبهم على الأسلحة المتوسطة والثقيلة، ولذلك لا يتم استخدام هذه المعسكرات بعمليات القصف المدفعي إلا بحالات قليلة".

واستدرك قائلاً  "وأما معسكرات قبيبات أبو الهدى وأبو دالي تُستخدم للقصف المدفعي على المناطق المحررة، ولهم العلاقة بتهجير وقتل عشرات آلاف المدنيين من ريف ادلب الشرقي".

ونوّه العلي إلى أن أغلب المعسكرات الروسية الجديدة تُستخدم للعمليات العسكرية والقصف الممنهج على المناطق المحررة، بالإضافة لعملية مراقبة المنطقة العازلة، ولكن الأهم هو ابعاد شبح الفرقة الرابعة والميليشيات الايرانية الموالية لها من حدود المنطقة العازلة، وبالتالي التحكّم باللعبة السياسية وفرض شروطها، حسب كلام العلي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات