هدنة هشة بين حماس وإسرائيل .. متى ستقع الحرب المقبلة؟

أعلن مسؤولون فلسطينيون التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بوساطة مصرية، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن وقف إطلاق النار تم بشرط أن يكون متبادلا ومتزامنا، وأن تقوم إسرائيل بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة.

حوّلت قراراتُ القمةِ العربية إثرَ هزيمة 67 الصراع َمع إسرائيل إلى شأن ٍفلسطيني يدعمُه العرب، وهو ما أكّدَهُ اتفاقُ "كمب ديفيد" ثم قرارُ الأردن فكَّ الارتباط بين الضفتين، باتفاق "وادي عربة" عام 94 ترافقَ ذلك مع إقصاءِ الصراع ِالعربي - الإسرائيلي إلى الهامش ، ليحلَّ مكانَه بعدَ بضع ِسنوات ٍصراعُ فتح حماس على كرسي السلطة .. والانقسامُ الفلسطيني يزدادُ اتساعاً لتجدَ "فتح" أن تناقضاتِها مع "حماس" صارت تفوقُ العداءَ مع إسرائيل والعكسُ صحيح.. وعندما تبحث السلطة ُفي رام الله عن وسائلَ لمعاقبةِ غزة، وعندما لا تتيحُ غزة وجوداً لغير ِمن يؤمن بما تؤمنُ به "حماس"، فإنَّ نكبة ً أخرى تحلُّ بالفلسطينيين لكنها نكبة ٌمن صنع ِأيديهم ..

لم تتوقفِ المفاوضاتُ والمساوماتُ تحتَ الطاولةِ بين الحركتين و تل أبيب ، ولكن طبعا كلٌ على حدة .. فتح أولا .. ثم حماس التي وطَّنت نفسَها على تسليم أمرِها وجزءٍ من قرارها الى القيادةِ المصرية، وبالتالي ولَجت عصرَ التفاهماتِ المبنية على هدناتٍ طويلةٍ مع اسرائيل .. و الهدنة ُالأخيرة كانت تقضي بالوصول ِإلى تفاهماتٍ بوقفِ قصفِ حماس و باقي الفصائل لإسرائيل، مقابلَ أن تُسهّلَ تل أبيب الحركة َعبرَ المعابر ِالحدودية، وتسمحَ بدخول ِالمساعداتِ إلى غزة .. إلا أنَّ تل أبيب جعلت هذه التسهيلاتِ بطيئة ًجدا في الوقتِ الذي تئِنُّ فيه غزة تحتَ الحصار ومعدلات الفقر تجاوزت ال50 %.. الأمرُ الذي لم يحتمِلْه الفلسطينيون الذين خرجوا إلى المناطق ِالحدودية و اشتبكوا مع الجنودِ الاسرائيليين .. لتَردَّ إسرائيل على الفور بقصفٍ بري و جوي على غزة ما أدى لمقتل ِو اِصابةِ عددٍ من الفلسطينيين .. تصعيدٌ قابلته حماس بقصفٍ صاروخي استهدفَ مستوطناتٍ و مدن ٍاسرائيلية مؤكدة ًأنها جاهزة ٌلردٍ أقسى و أقوى .. نتنياهو أوعزَ الى الجيش بمواصلةِ الضرباتِ وبالاستعداد للمراحل ِالمقبلة .. في الوقت الذي شكك فيه كثيرون بقدرة ِرئيس ِالحكومة المكلف على المضي بالتصعيد أو على تحمُّلِ ردٍ قوي من الفصائل ، فحكومتُه لم ترَ النورَ بعد و السلطاتُ تحضّر لما تسميه عيدَ الاستقلال .. كما أن تل أبيب لاتريدُ للوضع ِالأمني أن يتدهورَ خلالَ فترةِ برنامج ِمسابقةِ الأغنية الأوروبية "اليورو فيجن" الذي يُعتبرُ حدثا كبيرا يُنظمه اتحادُ البثِ الأوروبي و سخرت له تل أبيب امكانياتٍ كبيرة .. فجأة ًهدأ صوتُ الرصاص و انقشعَ دخانُ المعاركِ ليبدأ كما يبدو وقفٌ لإطلاق ِالنار بين الجانبين دونَ إعلانٍ رسمي حتى الآن ..

 

 

فهل انتهتِ المعركة ؟ أم أنها جولة ٌو حسب ضمنَ حربٍ طويلة الأمد ؟  ومتى ستَشتعلُ الجولة ُالقادمة ؟

 

- و هل ما تمَّ التوصلُ إليه يُعتبرُ نهائيا ؟ ما الذي يضمنُ تنفيذَ تعهداتٍ تل أبيب استناداً إلى تجاربَ سابقة مع المماطلة ِالإسرائيلية في تنفيذ التفاهمات؟

 

- كيف نفسرُ تجاوبُ اسرائيل مع هذه الهدنة ؟ هل لأنها أدركت ما تمتلكُه حماس و باقي الفصائل ِفي غزة وأن نتائِجَها ستكون مكلفة ًجداً على جنودِها ومستوطنيها ؟ أم لحساباتِها الداخلية ؟

 

- كيف نفسر عجزَ اسرائيل بكل ما تملكُه من قدراتٍ استخباراتية وعسكرية عن ملاحقةِ قادةِ حماس و الفصائل وتحجيمِ قدراتِهم وسعيهم لتطوير إمكاناتِهم ؟

 

- لماذا يُحمّلُ البعضُ مسؤولية َما جرى لحماس ؟ واِن كانت غيرَ قادرةٍ على دفع ِالثمن فلماذا تُطلقُ الصواريخ على المدن و المستوطناتِ الاسرائيلية ؟ هل صحيح أن حماس تستهترُ بأرواح المدنيين في غزة ؟ و أن القصة َليست قصة َمقاومةٍ و لاغيرها و إنما لعبة ٌسياسية ؟ لمذا يتهم البعضُ حماس بأنها تتنفذ ُأجنداتٍ ايرانية ؟

 

- ولكن كيف يمكنُ تجاهلُ أن هذه الموجة َمن التصعيدِ تحديدا بدأتها اسرائيل ؟ أليست اسرائيل من بَدأ باستخدامِ الرصاص الحي و اقتنصت المواطنة فاطمة حجازي و قتلت شابين في مسيراتِ العودة ؟

- لماذا يتجاهلُ البعضُ هذه الحقائق فيلوم الضحية و يبرّئ الجلاد ؟

 

نناقشها مع :

د. حازم أبو شنب عضو مجلس ثوري في حركة فتح القاهرة

طه عودة محلل سياسي اسطنبول

د. حسان الدجني أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة غزة

د. أيدي كوهين كاتب و محلل سياسي اسرائيلي تل أبيب 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات