ما قصة اللبناني الذي جنده "حزب الله" لتنفيذ عمليات إرهابية في أمريكا؟

ما قصة اللبناني الذي جنده "حزب الله" لتنفيذ عمليات إرهابية في أمريكا؟
نشر موقع دايلي بيست تفاصيل اللبناني الذي جنده "حزب الله" في الولايات المتحدة لتنفيذ هجمات إرهابية حيث عمل كمخبر سري لفترة طويلة بدون أن تتمكن السلطات من الكشف عنه على الرغم من ارتباطه بأخطر المنظمات الإرهابية الدولية.

وقالت نعومي رودريغيز، والتي تعمل كطبية طوارئ، أدركت على الفور المفارقة بيني وبينه. تبين أن الرجل الذي يتمتع بمظهر جيد ويسكن في الطابق الذي فوق شقتي، عميلاً سرياً للإرهابيين. علقت على الأمر بسخرية "أنا أنقذ الأرواح، بينما كان هو يحاول أخذها".

لا يوجد ما يوحي بأن علي كوراني، ينتمي لمنظمة إرهابية، لا في سلوكه ولا في إيديولوجيته. وقالت رودريغيز "لا أدرى كيف يمكن أن أنقل لك الصورة. ولكن الأمر غير متوقع.. غير متوقع تماماً".

اعتقل علي كوراني، البالغ من العمر 34 عاماً، في حزيران الماضي. وقال إن حزب الله قام بتجنيده كجزء من خطة تستهدف الرد على مقتل عماد مغنية. وتقول وثائق مكتب التحقيقات الفدرالي إن علي "عميل ذكي، ولديه قدرة عملياتية كبيرة مقارنة حتى مع عملاء الاستخبارات الروسية KGB".

تدرب علي، بحسب اعترافاته على استخدام المتفجرات والأسلحة الصغيرة واستخدام الاتصالات الآمنة والتعامل مع أساليب التحقيقات المختلفة وذلك بصفته عضواً في "منظمة الأمن الخارجي" التابعة لحزب الله والتي تعرف باسم "منظمة الجهاد الإسلامي" أو اختصاراً بالرقم "910".

تأثير مقتل مغنية

ولد في حزيران 1984، لعائلة لها صلات بحزب الله. وبحسب ما أخبر مكتب التحقيقات الفدرالي تُعرف عشيرته بأنها "بن لادن لبنان". ألتحق بأول معسكر إرهابي عندما كان عمره 16 عاماً، وذلك بسبب مكانته العائلية، حيث استمر المعسكر 45 يومياً.

وبحسب أوراق المحكمة "تعلم كوراني، خلال التدريب، استخدام البنادق الهجومية AK-47، وقاذفات الصواريخ. كما تعلم التكتيكات العسكرية الأساسية على يد أفراد تابعين لحزب الله".

وفي 2003، عندما كان في سن 19 عاماً هاجر إلى الولايات المتحدة، حيث درس الهندسة الطبية الحيوية في "جامعة مدينة نيويورك".

أدى مقتل عماد مغنية في 2008 بدمشق، إلى تغيير حياته. ألقى حزب الله باللوم على الولايات المتحدة وذلك لأسباب واضحة حيث يقف مغنية وراء تفجير السفارة الأمريكية في 1983، والذي أدى إلى مقتل 7 من عملاء الاستخبارات الأمريكية. وهو مسؤول عن تفجير شاحنة في ثكنات المارينز في وقت لاحق من العام نفسه، أدى الهجوم إلى مقتل 240 شخص. وينسب له تعذيب وقتل، وليم باكلي، مدير الاستخبارات المركزية في بيروت.

وينسب لمغنية، تعذيب وقتل بحار أمريكي على متن طائرة مخطوفة في وقت لاحق من ذلك العام، وتفجير  أبراج الخبر في المملكة العربية السعودية، في عام في 1996، والذي أسفر عن مقتل 19 من أفراد سلاح الجو الأمريكي.

تجنيده في لبنان

وقال كوراني "إن حزب الله رغب بنسخ نمط التجنيد الموجود لدى الموساد وإنشاء خلايا نائمة" وذلك بحسب ما ورد في تقرير مكتب التحقيقات الفدرالي. وأضاف التقرير "كٌلفت الخلايا النائمة بالحفاظ على نمط عيش طبيعي في الظاهر، في جميع أنحاء العالم.. إلى أن يتم تكليفهم بمهام تشغيلية في حال ما قررت المنظمة ذلك".

تم تجنيد كوراني عندما كان في زيارة لعائلته في لبنان على يد رجل دين شيعي. وبسبب تعليمه في الولايات المتحدة، كان مرشحاً مثالياً ليكون عضواً في "الخلايا النائمة". كانت حياته طبيعية جداً، وبعيدة عن شبهات انتمائه لمنظمات إرهابية.

عند لقائه مشغله لأول مرة، لبس كوراني خوذة تحجب الرؤية، واقتيد إلى مسؤوله الأول في المنظمة، والذي عرف عن نفسه على إنه "فادي" وقال كوراني "كان فادي يرتدي قناعاً أثناء حضور الاجتماعات".

وبحسب أوراق المحكمة، كانت أولى تعليمات فادي "الحصول على الجنسية الأمريكية، وجواز سفر أمريكي، في أسرع وقت ممكن".

بنك الأهداف

أنجز كوراني مهامه الموكلة إليه. حصل على جواز السفر الأمريكي في نيسان 2009. وفي الشهر نفسه، حصل على درجة البكالوريوس في نيويورك. وتابع تعليمه، ليصل إلى الماجستير بحيث تكون الشهادة الأكاديمية قناعاً يغطي على ارتباطاته الإرهابية.

تم استدعاءه في 2011 إلى لبنان لحضور دورة تدريب عسكري ومن ثم عاد للولايات المتحدة واتبع التعليمات، باحثاً عن شركة له في نيويورك تكون واجهة يستخدمها حزب الله.

وبحسب تقرير المكتب الفدرالي كان الهدف "غطاء لتخزين الأسلحة النارية المخصصة لمهمات الاغتيال في الولايات المتحدة الموكلة إليه من حزب الله".

طلبت قيادته الكشف عن الطبيعة الأمنية للقنصلية الإسرائيلية في نيويورك ومتابعة رجال الأعمال اليهود في المدينة والذين خدموا سابقاً في الجيش الإسرائيلي، وذلك "لتجنيدهم أو اغتيالهم".

ويقال إن قائمة الأهداف شملت مبنى التحقيقات الفدرالي في مانهاتن. وقال كوراني إنه صور مقاطع فيديو لمستودع أسلحة تابع للجيش الأمريكي في مانهاتن ومطار جون كنيدي.

القبض عليه وإحالته للمحكمة

ألقي القبض عليه للمرة الأولى وبحوزته 190 زوجاً من الأحذية الشتوية بعد أن تجاوز إشارة مروية في نيويورك. سأله ضباط الشرطة عن سبب وجود الأحذية قال "أربح دولارين لكل زوج. أشتريه بسعر 20 دولار فقط".

أدى اعتقاله إلى فتح الباب للاستخبارات لاستجوابه في عدة مناسبات. أوقفه عناصر إنفاذ القانون في أيلول 2015 قادماً من لبنان. وبحسب أوراق المحكمة "لاحظ موظفو إنفاذ القانون أن هاتف كوراني الخلوي لا يحتوي على بطاقة ذاكرة ولكنهم عثروا على بطاقة ذاكرة مخبأة تحت ملصق للسفر مثبت على جواز سفر كوراني الأمريكي".

وفي 1 نيسان 2016، اقترب رجل منه في مقهى ستاربكس، مظهراً إشارة مكتب التحقيقات الفيدرالي. قال له العميل "نعلم بارتباطك بحزب الله" رد كوراني "أنتم تنظرون إلى الرجل الخطأ".

حاول مكتب التحقيقات الفدرالي تجنيده ليصبح عميلاً مزدوجاً. قال لهم كوراني إنه أخبرهم بكل ما لديه، إلا أنهم لم يقتنعوا بروايته، مع ذلك أطلقوا سراحه، وعقدوا عدة اجتماعات متتالية معه في محاولة منهم لإقناعه.

في 1 حزيران 2018، ألقي القبض عليه مجدداً ووجهت له ثماني تهم متعلقة بالإرهاب. ولكن لم يقد للمحكمة في محاولة من مكتب التحقيقات لحثه على التعامل واستخلاص معلومات منه.

داهم مكتب التحقيقات شقته وعثروا على دفتر مكتوب عليه باللغة الإنجليزية، سجل فيه كوراني كل ما طلبه منه مكتب التحقيقات الفدرالي.

قال القاضي الذي ينظر في القضية أن تصريحاته أمام مكتب التحقيقات مقبولة وتدينه في المحكمة، التي بدأت النظر في قضيته هذا الأسبوع.

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات