لماذا يقصف النظام المشافي والمدارس بشكل مقصود ودقيق؟

قبلَ ثلاثةِ أعوامٍ و في مثلِ هذا الشهرِ تحديدا .. أصدرَ مجلسُ الأمنِ الدولي بالإجماع قرارا لحماية المرافق ِالطبية في مناطق ِالنزاع المسلح ِفي العالم .. و وصفَ القرارُ الهجماتِ ضدَّ تلك المرافق بأنها جريمة ُحرب  ..لكن في الحالة السورية لم يرَ العالمُ بعد ترجمة ً للقرار .. يصمتُ المجتمعُ الدولي .. و تصمتُ الدولُ الكبرى المانحة التي تموّلُ المشافي في سوريا التي تُقصفُ و تُدمّر .. 

بعدَ قرار ِمجلسِ الأمن بفترةٍ قصيرة يحاولُ صحافي أن يستوقفَ بشار الجعفري خلالَ مروره داخلَ مبنى الأمم ِالمتحدة في نيويورك، فيطرحُ الصحافي سؤالاً يقول فيه: سعادة السفير.. هل قصفتُم مستشفيين في مدينة حلب؟، فما كانَ من الجعفري إلا أن واصلَ المشي وهو يضحكُ ويقهقه بصوتٍ مرتفع وسْط َحالةٍ من الذهولِ والدهشة والاستغراب أصابتِ الصحافيين حيث كانوا يتوقعونَ منه إجابة ً على السؤال ولو بالنفي والإنكار..

بعدَ أسبوع ٍمن هذه الحادثةِ أغارت طائراتٌ روسية على مدرسةٍ في حاس بإدلب قتلت ثمانيةً ًوعشرين طفلا .. و تبعتها بمجزرةٍ أخرى بدوما قتلت فيها تسعةَ َأطفال .. و المثيرُ أنَّ قبلَ هاتين المجزرتين بيومين تحديدا كانتِ الأممُ المتحدة تُكرّمُ بشار الجعفري .. ما أعطى انطباعا أن تلكَ المجازرَ كانت بغطاءٍ أممي .. 

في إدلب اليوم ليس استهدافُ الأسد وحليفهِ الروسي للمشافي والمدارس بجديد .. هي سياسة ٌممنهجة يتبعُها النظامُ لإلحاق ِأكبرِ أذىً لسكان ِالمناطق ِالتي تخرجُ عن سيطرته.. اليوم في إدلب 18 مستشفى و مركزا طبيا أصبحت خارجَ الخدمةِ و لايبدو أن ذلك عقابٌ لهذا الفصيل أو ذاك ممن تخضعُ لهم المناطقُ التي تتعرضُ للقصف .. ففي تلك المناطقِ مئاتُ الآلافِ من المدنيين تتهددُهم كارثة ٌإنسانية وصحية .. استهدافُ المرافق ِالطبية يحرِمُهم من خدماتٍ هي في الأصل دونَ مستوى حاجاتِهم ..ما يعني تعرّضَ الناس ِللأمراض ِالمزمنة وظهورَ عاهاتٍ مستديمة حوّلتهم إلى جرحى لا علاجَ لهم، ودمرت أحلامَ آلافٍ منهم كما دفنت آلافا آخرين تحتَ الثرى.. وبذلك يحولُ النظامُ تلك المناطق إلى أماكنَ غير ِصالحةٍ للعيش .. ليهجرَ أهلُها في إطار ِسياستهِ لتهجير ِالسكان من مناطِقهم على خلفية ٍطائفية .. ناهيك عن استهداف ِالمدارس و العملية ِالتعليمية ما يعني تحولَ أطفالِ سوريا إلى جيل ٍأمّي و بالتالي خلق جيل ضائع 

ما يعني تدميرا شاملا لمدنٍ بأكملها، يقودُ إلى استنتاج ٍلازم مفادُه أنَّ النظام يريدُ ربط َمصيرهِ بمصير الدولةِ السورية وجوداً وعدماً.. فإما سوريا تحتَ قيادةِ الأسد أو لا وجودَ لتلك الدولة من دونه.. 

- فهل مازال مسؤولو الدولِ الكبرى يحتاجون إلى أدلةٍ قاطعة على ما يجري في سوريا من قتل و إبادة ؟

- وما أسبابُ عدم ِالتحرك الدولي في حماية العاملين في القطاع الصحي في سوريا؟ هل الموضوع ينقصُه أدلة ٌو أرقام ومعلومات؟

-وماهي الخطواتُ التي يجب اتخاذُها لوقف هذا الاستهداف؟ أم انه لاجدوى من أي ِتحركات، أم أنه لو كانت هناك نية ٌللتحرك لما تعرّضَ الشعب السوري للذبح والقتل الممنهج على مدار السنواتِ التسعة الماضية؟

- ماهي الاهدافُ التي يسعى لتحقيقها بالتركيز على قصفِ المستشفيات؟ ولماذا مازالت المشافي هدفاً لطيران روسيا والنظام بالرغم من القرارات الدولية؟ 

- و بعد هذه الوقائع ِاليومية من استهداف ٍللمشافي والمدارس والمراكز ِالحيوية ألا تتحدثُ بما لا يقبل الجدلَ عن تنظيف ِالأرض السورية من السوريين غير ِالمؤمنين بالتشيُّع ومحوره الممانع ؟

- هل مازال هناك من يعتقدُ أنَّ هذه الحربَ ليست طائفية ًهدفها إبادة ُالسنة؟ وأنه يستطيعُ أن ينجوَ بنفسه وأهلِه منها؟

تقديم: أحمد الريحاوي

إعداد: علاء فرحات

        سليمان عبد المولى

ضيوف الحلقة:

د. محمد كتوب – مسؤول المناصرة في الجمعية الطبية السورية الأمريكية سامز– غازي عنتاب

خالد شهاب الدين - المستشار القانوني - الريحانية

د. سعيد الحاج - المحلل السياسي – اسطنبول

هاشم العبدالله – مراسل أورينت نيوز – إدلب

رائد الصالح - مدير الدفاع المدني بسوريا – اسطنبول

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات