باب الحارة.. شوكة الثورة تَخِزُ النظام (فيديو)

باب الحارة.. شوكة الثورة تَخِزُ النظام (فيديو)
من حيث يدرون ولا يدرون، تستعير الدراما السورية في مشهدها الموالي والأكثر موالاةً لنظام أسد عناصر ومفاصل حكائيّة من الثّورة السورية، وكأنّ تلك المفاصل تتسلل خلسة إلى حكاية نظام الأسد وروايته المشروخة عن "الإرهاب" ومواجهته، التي إضافة إلى تكرارها لآلاف المرات من قبل إعلامه يحاول أيضاً فنانوه الموالون تكريسها درامياً.

في مسلسل "باب الحارة" بجزئه العاشر، تَحضُرُ حكايةُ الاستعمار الفرنسي الذي يقوم بقصف حارة "الضبع" الدمشقية تبعاً لفرضية المسلسل، فتدخل مشاهد نرى فيها طائرات "فرنسية" تقوم بقصف الأحياء، بينما يسقط المارّةُ بين شهيد وجريح.

المشهد الدّخيل على بنية باب الحارة "الموالية" ليس استحضاراً لآلاف المشاهد التي غزت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، والتي تُظهِر طائرات الأسد تحرق البشر والحجر بوحشية وترتكب المجازر بحق النساء والأطفال والشيوخ طيلة السنوات الماضية فقط، بل إنّ ذلك الاستحضار المُتَسلِّل يُعَمَّدُ بتعليقات شخصيات عدة على هذا الحدث بعبارات مستعارة بدورها عن لسان آلاف السوريين الذين عاشوا تحت قصف الأسد، من ذلك عبارة: "الله أكبر عليكم" الموجهة لنظام أسد وميليشياته، والعبارة التي تأتي على لسان شخصية "أبو النار": "اللي بيضرب الناس العزل بالطيارات.. ما فيه لا شرف ولا ضمير"!.

الاستعارات بالمسلسل لا تقتصر على الاستعارات "اللا واعية" من المشهد الثوري ومأساة الشعب السوري، بل تتحول بعد انتهاء مشاهد قصف الطيران الفرنسي لأحياء دمشق إلى استعارات واعية من المشهد الموالي لنظام أسد، من ذلك عبارة شخصية ..... والتي يؤديها الممثل زهير عبد الكريم، "رجعت الشام متل ما كانت وأحلى.. الله حاميكي يا شام"، وعبارة الداية "أم زكي" التي تعيد عبارة أسماء الأسد الشهيرة بحذافيرها "وين كنا ووين صرنا!".

يُعتبر مسلسل "باب الحارة" بنية درامية موالية لنظام أسد، عبر عدة محاور، من بينها محاولة تكريس النظام الاجتماعي والمفهوماتي القائم في حارة "الضبع"، والذي تتقاطع فيه المنظومة العرفية والعادات والتقاليد والمنظومات السياسية و"الأخلاقية" والاقتصادية، لتكون الشخصيات مُخلِصَةً حتى آخر زوايا عمقها النفسي لتلك المنظومات، إضافة لكون الأزمات الواقعة بين الشخصيات يتلوها دائماً حالة هدوء واستقرار من قبيل "الشام الله حاميها"، فإما أن المشكلة صغيرة يمكن طيها وتجاوزها ببساطة لمصلحة الحياة القائمة بمنظومتها القديمة، أو كبيرة ستنتهي حكماً بانتصار الحق الملازم للبنية القديمة، فالانتصارات الممكنة لسكان الحارة ليست انتصارات تغييرية للبنية الاجتماعية أو السياسية القديمة والكائنة، بل انتصارات تصبّ حكماً في مصلحتها.

العديد من التناقضات والعناصر المتسللة من قلب مشهد الثورة السورية إلى دراما "باب الحارة" الموالية، نجدها في حلقة "دراماللي" الجديدة، على صفحة "التيلي أورينت".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات