آفاق الهدنة جنوب إدلب و مخاطرها .. من فرضها و لمصلحة من؟

لطالمَا ارتبطَ مصطلحُ "الهُدنة" في ذهنِنا بالكوارث، من حربِ ثمانيةٍ وأربعين لتحريرِ فلسطين التي جاءتِ الهُدنةُ لتقلبَ نصرَها إلى هزيمة .. و موسكو التي هادنتِ الشيشانيينَ فأوقفتِ القتالَ معهم "مؤقتاً" لتُتابعَه عندما تمتْ إعادةُ تهيئةِ الظروف .. وفي لبنان عامَ اثنين وثمانين  .. وقتَها التزمَ الإسرائيليونَ بالهدنةِ المُوقَّعة من ناحيةِ وقفِ إطلاقِ النار ، إلا أنهم غَيَّروا مواقعَهم بما تتناسُب مع خُططِهم و أعادوا انتشارَ قواتِهم تجهيزاً للهجومِ المرتقب .. و اليوم تُكرِّرُ روسيا و ميليشياتُ النظام هذه الخِدعةَ جنوبَ إدلب .. و المصيبةُ أنَ هذه الخِدعةَ اتَّبعَها الروسُ و النظام في كلِ المدنِ والبلداتِ التي سيطروا عليها .. و المصيبةُ الأعظم أنَ الفصائلَ المقاتلة دائماً ما كانت تَنطلي عليها هذه الخِدعةُ وتُوافقُ عليها تحتَ مُسمى "الهدنة" ..

اليوم في جبهاتِ ريفِ حماة الشمالي الغربي المتاخم لريفِ إدلب الجنوبي انحسرتِ المعاركُ و سادَ الهدوءُ منذُ مساءِ الجمعة بعدَ أنْ أثخنتِ الفصائلُ بميليشياتِ النظام و روسيا و كبدتها خسائرَ يتم رصدُها يومياً على مستوى الآلياتِ و العنصرِ البشري .. و بحسبِ المعلومات فإنَ هُدنةً تمَّ الاتفاقُ عليها بين تركيا و روسيا لوقفِ القتال ..تفاصيلُ هذه الهدنة  شحيحة .. غيرَ أنَ موسكو تشترطُ بقاءَ ميليشياتِ النظام في المناطقِ التي تقدمت إليها أخيراً في ريف ِحماة الغربي .. فإنْ تمَ ذلك فيكون النظامُ قد فتحَ معركةً و قَضمَ قرىً و بلدات .. ثم فَرضَ هدنةً مع عدمِ الانسحابِ من أيِ شبرٍ تقدم َإليه .. فيتم تحصينُ تلك المناطق و تدشيمُها و ربما بعدَها يَهجُم من جديد .. و قضمٌ آخر .. و ثم لعبةٌ أخرى و هدنةٌ جديدة .

وهنا نسأل :

- هل هذه الهدنةُ إلا فرصة للنظامِ لإعادة ترتيبَ صفوفِه و إكمالَ خُططِه ؟ ما موقفُ الفصائلِ منها ؟ و إنْ وافقوا ماذا يكونون إلا منفذينَ و حسب ؟ 

- كيف تُعلن الفصائلُ رفضَها لهذه الهدنة و على الأرض تُطبَّق عَملياً ؟

- أليسَ من شأنِ هذه الهدنة أنْ تشقَّ صفَ الفصائل .. المُهَلهَل أصلاً ؟

- و إنْ صحَّ ذلك و فُرِضَت هذه الهدنةُ فرضاً .. ألا يعني ذلك أنَ من يُسمون الضامنينَ و الداعمينَ يتلاعبونَ بالفصائِل عندما يُريدون ؟

- ولكنْ هل بإمكانِ الفصائل أنْ ترفضَ هذه الهدنةَ الموافَق عليها من قبل تركيا ؟ و إذا رفضوا ألنْ يُعرضَهم ذلك لغضبِ أنقرة و بالتالي لجحيمٍ روسي بضوءٍ أخضرَ تركي ؟

- متى تتعلمُ الفصائلُ أنَ روسيا و النظام ينتزعونَ منهم بالسياسة ما يعجزونَ عنه بالحربِ ؟

- ماذا بعد هذه الهدنة ؟ هل سيتم تمديدها ؟ و إن مُددت هل تصمد ؟ 

الضيوف :

العميد أحمد رحال – محلل عسكري و استراتيجي – اسطنبول 

مصطفى سيجري – رئيس المكتب السياسي لفرقة المعتصم – الريحانية 

وائل الخالدي - كاتب ومحلل سياسي - باريس 

د. بكير أتاجان - محلل سياسي تركي - اسطنبول 

هاشم العبدالله - مراسل أورينت نيوز - إدلب – محيط جسر الشغور

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات