لماذا نقلت القوات الروسية ميليشيا النمر إلى جبهة الساحل؟

لماذا نقلت القوات الروسية ميليشيا النمر إلى جبهة الساحل؟
قامت روسيا بنقل قوات النمر التابعة لسهيل الحسن من جبهة ريف حماة الشمالي إلى جبهة كبينة في الساحل السوري، وذلك بعد فشل عشرات محاولات الاقتحام من قبل الفرقة الرابعة وعناصر التسويات في السيطرة على المنطقة، وأدى ذلك إلى مقتل عشرات الجنود وتدمير عدد من الآليات.

 كما تم نقل قوات الفرقة الرابعة المتواجدة في ريف اللاذقية وخصوصاً منطقة جبل الأكراد إلى محور ريف حماة الشمالي في سهل الغاب على محور الحويز ومحور حرش الكركات في جبل شحشبو ومحور بلدة كفرنبودة، من أجل عملية التصدي لأي هجوم من فصائل الثوار أو حتى محاولة تقدمهم لمناطق جديدة.

انهيار مقاتلي ميليشيا أسد

وأكدت مصادر عسكرية أن الهدف من التبديل الذي قامت به ميلشيا أسد على الجبهات هو الخوف من انهيار المقاتلين بعد الخسائر الفادحة التي منيت بها نتيجة العمليات الانغماسية واستخدام الصواريخ بعيدة المدى في ريف حماة وريف اللاذقية وعمليات التصدي لهجوم المليشيا على عدة جبهات والتي أدت لمقتل عشرات الجنود.

وقال العميد أحمد رحال لأورينت نت إن "الرسالة الروسية واضحة في عملية فصل الجبهات وتركيزها على الساحل وترك المحسوبين على النظام بحماة، هو دليل على عدم رضا روسي على سير المعركة ودليل على فشل ميلشيا أسد في جبهة الساحل رغم دعمها المكثف بالطائرات الروسية من مطار حميميم".

وأضاف الرحال أن "منطقة الساحل تعتبر حساسة بشكل كبير لروسيا لذلك هي تخشى من انهيار الجبهات في تلك المنطقة وذلك بعد عملية الاستعصاء وعدم تحقيق تقدم رغم المحاولات المتكررة، لذا فإن فصل الجبهات وإرسال المقاتلين المحسوبين على إيران إلى ريف حماة والمحسوبين على الروس إلى اللاذقية من أجل الحفاظ على جبهة الساحل".

تخوف روسي

وأشار الرحال إلى أنه "في ظل التجاذبات الدولية والضغوط الأمريكية والإسرائيلية على إيران وتهديدها بشن عمل عسكري ومعرفة إيران أن الروس متواطئين بشكل أو بأخر على إخراجها من سوريا، يخشى الروس من عملية غدر من الخلف على جبهة الساحل وتسليمها لذا قاموا بعملية فصل الجبهات تحسباً لأي طارئ".

وقامت ميليشيا أسد أمس باستهداف تلة كبينة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي بعدة قذائف تحوي غاز الكلور السام بعد عجزها عن إحراز أيِّ تقدم بري على محورها منذ أكثر من أسبوعين من المعارك العنيفة، مما أدى إلى سقوط عدة إصابات بين المقاتلين على الجبهات وتم تقديم العلاج اللازم لهم".

وقال القيادي في الجبهة الوطنية للتحرير محمد عبد اللطيف إن "المحاولات التي قامت فيها المليشيات الإيرانية والفرقة الرابعة للسيطرة على منطقة الكبينة تجاوزت 200 محاولة ولكن جميعها تم التصدي لها وتم قتل جنود وتدمير آليات لتلك القوات، بالإضافة إلى عمليات الإغارة المتواصلة على دشم ومواقع للمليشيات في المناطق القريبة في الساحل".

وأضاف عبد اللطيف أن "المليشيات المحسوبة على الروس في ريف حماة تتعرض لاستنزاف بشكل يومي من خلال تدمير آلياتهم ومقتل عشرات الجنود على جبهة الحويز والكركات بصواريخ تاو، لذلك فإن الإبقاء على هذه الحالة العسكرية من قبل الروس دون إحداث تكتيكات عسكرية أخرى سيعرض قواتهم للانهيار السريع خلال أيام".

محاولة روسية أخيرة

وأشار عبد اللطيف إلى أن "تبديل المواقع في الساحل هو محاولة أخيرة من قبل الروس لتحقيق تقدم عسكري على الجبهتين في ظل زج قوات جديدة، ولكن الروح القتالية عند المليشيات المحسوبة عند الروس والإيرانية أصبحت ضعيفة بسبب الضربات اليومية التي يتعرضون لها من قبل الثوار دون تحقيق تقدم عسكري إلا على بعض القرى أول أيام الحملة".

من جهته يقول الناشط الصحفي مجد فيصل أن " جبهة ريف حماة هي معرض للتفاوض بين الروس والأتراك وأنه من المحتمل أن تتعرض لعمل عسكري من قبل الفصائل بتوافق مع الأتراك أو حتى بدونه، من أجل استرجاع المناطق التي تقدمت إليها، وهي لا تريد تحقيق خسائر في قواتها، لذلك جلبت المليشيات المحسوبة على إيران للقيام بمهمة التصدي للهجوم".

وأضاف فيصل إلى أن" جبهة الساحل هي غير قابلة للمساومة من قبل روسيا أو حتى السماح بفقدان مواقع في تلك المنطقة لأن مطار حميميم سيصبح عرضة للاستهداف المباشر، في حين أن المواقع التي سيطرت عليها في ريف حماة من أجل تحقيق مكاسب سياسية وأوراق  ضغط على تركيا، هي مستعدة للتخلي عنها مقابل تحقيق مصالحها".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات