دراما المخابرات تقرر التصالح مع "الشيوعيين" لمواجهة "الإسلاميين"! (فيديو)

دراما المخابرات تقرر التصالح مع "الشيوعيين" لمواجهة "الإسلاميين"! (فيديو)
العلاقة المباشرة أو غير المباشرة بين المشهد الدرامي السوري وبين مخابرات الأسد ليست جديدة العهد، ولا حتى خفية عن المتابع البسيط لهذه الدراما، منذ ما قبل الثورة السورية، وهي ككلّ الفنون، كان لها ما يحسب  من محاولة تمرير الرسائل والخطاب بين حدي مقص الرقيب المباشر أو المتخفي ضمن العرف العام في بلد أمني بامتياز، وعليها ما عليها من ابتذال الخطاب في بعض الأعمال وتكريسه لمصلحة سلطة الأمر الواقع الحاكمة في سوريا.

لكن ما كان يتحمل النقاش في الماضي ووجهات النظر عن علاقتها بالسلطة أصبح اليوم أكثر فجاجة وسذاجة في آن، فالدراما اليوم لا تُكتَب بأصابع كتاب يُلاعِبون الرقيبَ أو يتحايلون عليه بحرفة، فيقايضونه في مكان ليكسبوا في آخر، بل غدت بمعظمها تفريغاً لأكثر أشكال مخيلة المخابرات جهلاً وتسطيحاً ومحاولةً لـ "استغباء" الشعب السوري، وهي تقع في إطار أمنياتهم التافهة بإمكانية تقديم صياغة مبتذلة لسوريا أو لتاريخ النضال السياسي المعارض فيها.

محاولة تأطير الشرائح

في هذا الموسم الدرامي ترتسم في أكثر من عملٍ محاولاتٌ لتأطير الشرائح الاجتماعية المعارضة في سوريا ضمن أنواع محددة، كالشيوعيين واليساريين والإسلاميين، بما يبعد فكرة المعارضة عن الشعب الثائر، فالمعارضة تبعاً لصياغتهم المفبركة ليست عابرة لشرائح الشعب السوري، وهي محدودة بالشرائح السابقة، بما يخدم خطاب النظام بأن لا شعب في سوريا يرفض النظام.

عملية التأطير السابقة، يتهافت إليها وبها عملان دراميان هما "عندما تشيخ الذئاب" للمخرج عامر فهد، و"ترجمان الأشواق" للمخرج محمد عبد العزيز.

الصيغة التلفيقية لا تقف عند حدّ تزوير التاريخ وإهانة فئات سياسية دفع المنتمون لها في حقبة الثمانينيات والتسعينيات أعمارهم بين التعذيب والموت والتغييب في معتقلات الأسد، بل تعمدُ إلى محاولة فبركة صيغة تصالحية بين السلطة من جهة وبين الشيوعيين من جهة أخرى بغية تكريسها وصبها في مهاجمة شريحة أخرى يحاول نظام الأسد تعليق ثورة وانتفاضة الشعب السوري بها وهي "الإسلاميون".

في مسلسل "ترجمان الأشواق" يقول المحقق في فرع المخابرات لنجيب اليساري والمعتقل السابق، بـ "أن اليسار يشكل خطراً وطنياً في حالة واحدة فقط، وهي أن يتم استخدامه كـ "ميك أب" من قبل الإسلاميين"، مصالحة مفبركة يفرضها المسلسل على اليسار ككلٍ واحدٍ، وهو مشروط أيضاً بإهانة اليسار نفسه كأداة من قبل الغير، ومشروط من جهة أخرى بمعاداة هذا "الغير"، "الغيرُ" هنا هو من يسميهم العمل بـ "الإسلاميين" دون توضيح معالمهم وبنيتهم، بما يخدم عملية التزوير التي مارسها النظام بخطابه منذ بداية الثورة السورية بتحويلهم أيضاً إلى كلٍّ واحدٍ دون تمييزٍ بينهم، واستخدامهم كمشجبٍ لضرب السوريين، وإخفاء ملامح الثورة الشعبية.

الخطاب الذي يقدمه "ترجمان الأشواق" بتزويره التاريخ وتعميميه يبرز بنسخته التوأم في مسلسل "عندما تشيخ الذئاب"، عبر خطاب شخصية "جبران" التي يلعبها عابد فهد، حيث يقول: "الغلط اللي صار أنو نحنا حطينا إيدينا بإيدين الإخوان"، و"الأخوان" هنا هم الموازي الموضوعي لـ "الإسلاميين" كما يريد نظام الأسد أن يربط بينهما.

مستويات إضافية من الكذب والتزوير بحق تاريخ الثورة السورية وما قبلها نجدها في هذه الحلقة من "دراماللي" على صفحة الـ "تيلي أورينت".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات