"هآرتس" تتحدث عن المخاوف الإسرائيلية الجديدة من إيران

"هآرتس" تتحدث عن المخاوف الإسرائيلية الجديدة من إيران
قالت صحيفة هآرتس إن إسرائيل تشعر بالقلق من التصعيد الحاصل بين الولايات المتحدة وإيران لأنه يشكل تهديداً استراتيجياً جديداً يتمثل بحرية المرور في الممرات البحرية من وإلى إسرائيل.

ويتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع مسؤولي الاستخبارات آخر التطورات المتعلقة بمضيق باب المندب ومضيق هرمز، وقناة السويس، حيث تهدد إيران بإغلاق هذه الممرات ومنع عبور السفن التجارية فيها وهذا بالنسبة لإسرائيل تهديد حقيقي لا يقل خطورة عن التهديدات الإيرانية الأخرى ولا حتى عن التهديد الذي يمثله حزب الله.

ولا توجد بدائل لممرات الشحن هذه، وتعد الأكثر أهمية في العام حيث يعبر منها 20% من الوقود العالمي كل عالم. ويعتبر باب المندب بوابة آسيا وأفريقيا التي تصل المتوسط وأوروبا عبر قناة السويس.

وتنقل إسرائيل 90% من وارداتها وصادراتها عن طريق البحر ويمر 12% منها عبر باب المندب ولا سيما وارداتها من الصين وجميع عمليات التبادل التجاري مع الشرق وهذا يعني 15 مليار دولار سنوياً من البضائع.

غياب وجود استراتيجية حقيقية

هدد الإيرانيون في آب الماضي بإغلاق باب المندب رد نتنياهو حينها قائلاً "إذا ما حاولت إيران إغلاق باب المندب، ستجد نفسها أمام تحالف دولي حازم يشمل دولة إسرائيل بكل ما لديها من أسلحة".

وقال الباحث السياسي شاؤول حوريف العميد في الاحتياطي في الجيش الإسرائيلي "ليس لدى إسرائيل استراتيجية بحرية شاملة".

وقال حوريف الذي قاد أسطولاً من الغواصات ويرأس حالياً مركز أبحاث حيفا للسياسة والاستراتيجية البحرية، إن ردود نتنياهو على التهديدات الإيرانية يجب أن "تدعمها استراتيجية بحرية شاملة تتعامل مع الموضوع من خلال تحالف بري يشمل القوات الغربية العاملة في المنطقة أو بشكل مستقل".

ويدعم وجهة نظر حوريف العديد من مسؤولي الأمن والدفاع في إسرائيل حيث غيرت دول عديدة مثل مصر والهند والمملكة العربية السعودية طريقة عمل أساطيل البحرية فيها وتغيرت مع الزمن على عكس البحرية الإسرائيلية التي لم تضع حماية اقتصاد إسرائيل ضمن أهدافها مما يعني حماية طرق التجارة البحرية.

ويرى الباحثون من مركز حيفا للاستراتيجية البحرية أن عمليات الشراء التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي فيما يخص البحرية لا تتم بالشكل الصحيح. اشترت إسرائيل، على سبيل المثال، قوارب للقيام بمهام بعيدة المدى لا يمكن استخدامها لحماية منصات الغاز القريبة منها. واشترت معدات لهذه القوارب مخصصة لقتال قوارب مشابهة بدون الأخذ بعين الاعتبار أن التهديد ليس من القوارب الأخرى بل من الصواريخ التي تطلق من الأرض.

التهديد البحري من وكلاء إيران

خلال السنوات الأخيرة قامت إيران بتحسين قدراتها البحرية لمواجهة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول أخرى وللتأثير في دول مثل سوريا ولبنان واليمن.

ولدى إيران قوتان بحريتان واحدة تتبع للجيش الإيراني وأخرى للحرس الثوري. وتعتبر الأخيرة ذراع القوة البحرية لإيران حيث يتبع لها حوالي 20,000 عسكري، ربعهم من القوات الخاصة. ووظيفة هذه القوة هي مهاجمة الموانئ والحفارات البحرية.  ويمكن لهذه القوة إطلاق الصواريخ من البر والبحر ومن المركبات البرية والبحرية على حد سواء وذلك بهدف إغلاق طرق الشحن المائية.

أما البحرية التابعة للجيش الإيراني، فتتولى المهمة الدفاعية، وهي شبيهة بخفر السواحل وقوامها أيضا 20,000 عسكري، وتضم فيلقين من مشاة البحرية بقوام 6,200 مقاتل وقوة طيران بحرية تصل إلى 2,000 عسكري. ولديها أسطولان رئيسيان وثلاث غواصات قديمة و11 قارب صواريخ و13 سفينة هبوط برمائية تخدم القوات البحرية.

وتتبع لإيران ميليشيا الحوثي في اليمن، حيث يمكن للحوثيين التدخل خاصة في باب المندب في حال ما قررت إيران إغلاق المضيق.

وقال إيال بينكو، الضباط في سلاح البحرية الإسرائيلي "أصبحت الساحة اليمنية، لا سيما في البحر، ساحة اختبار للأسلحة الإيرانية، ولا سيما القوارب الانتحارية غير المأهولة".

ومع ذلك لا يرى أن المشكلة ستكون عبر البوارج أو معارك تندلع في المتوسط أو حتى زيادة التوتر مع قطاع غزة بل يرى أن التركيز يجب أن ينصب أكثر على الألغام البحرية.

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات