كيف تسعى ميليشيا أسد للسيطرة على أملاك مهجري ريف دمشق؟

كيف تسعى ميليشيا أسد للسيطرة على أملاك مهجري ريف دمشق؟
شهدت بساتين الغوطة الشرقية خلال الأيام الماضية افتعال حرائق كبيرة فيها من قِبَل أجهزة المخابرات التابعة لميلشيا أسد وذلك في محاولة لإجبار أصحابها على بيعها وتجريد المنطقة من أهميتها الزراعية وخصوصاً في المناطق التي شهدت مقاومة عنيفة لمليشيات أسد أثناء حملتها على الغوطة الشرقية.

وأكدت مصادر إعلامية نشوب حرائق كبيرة في البساتين المطلة على أوتوستراد حمص دمشق الدولي وبساتين منطقة كرم الرصاص وتلك الفاصلة بين مدينتي حرستا ودوما، إضافةً إلى القريبة من إدارة المركبات ومحيط الفوج 41، وقد كان آخرها ليلة السبت الفائت، مشيرةً إلى أنها تحوي عشرات الآلاف من أشجار الزيتون التي يصل عمر بعضها إلى مئات السنين..

تأخير في إطفاء الحرائق

وأضافت المصادر أن سيارات الإطفاء التابعة لمليشيا أسد تتعمد التأخر في كل مرة يحصل فيها حريق؛ حيث تصل بعد أربع أو خمس ساعات، مع استحالة إخماد الحرائق من قِبَل المدنيين بسبب ضخامتها، لتلتهم النيران مئات الأشجار والمحاصيل الزراعية حتى مع وصول الإطفاء والدفاع المدني.

ويقول الناشط الصحفي مصطفى الدمشقي إن "الحرائق التهمت مساحات زراعية واسعة في الغوطة الشرقية وخصوصاً في منطقة دوما حيث أن هذه الفترة يتم فيها زرع المحاصيل والخضروات وجني القمح، فحرق المحاصيل سبب في خسارة المزارعين الذين  كانوا ينتظرونها في موسمهم".مئات  الملايين

وأضاف الدمشقي أن المنطقة التي تمت فيها الحرائق تعتبر من الأراضي الخصبة والتي يسعى نظام الأسد أن يضع يده عليها وتجريد أصحابها من ملكيتهم من أجل جني محاصيلها، وذلك عن طريق ترهيبهم بمواصلة إحراقها حيث بات الجميع يعلم عن مسؤوليته عن هذه الحرائق ولكن لا يستطيع أحد الحديث خوفاً من الاعتقال.

وأشار إلى أن ميليشيا أسد قامت بالتضييق على الفلاحين الذين يعملون بأراضيهم من خلال منعهم من العمل فيها بحجج واهية، بالإضافة إلى تحجج قوات النظام بأن الأشجار التي تقع في المنطقة كانت سبباً في خسارة العشرات من جنودهم إثر تعرضهم لهجمات من تلك المنطقة.

الغاية من الحرائق

ووفقاً للمصادر فإن الهدف من تلك الحرائق تفريغ المناطق الزراعية وإجبار الأهالي على بيعها، خاصةً أن ميليشيا أسد منعت عقب سيطرتها على المنطقة الفلاحين من العودة إليها، إلا أنه سمح لهم بعد وساطات من قِبَل بعض الشخصيات المحسوبة عليه في دوما وحرستا لتبدأ بعدها سلسلة الحرائق.

ويقول محمد مالك (اسم مستعار) وهو أحد أبناء مدينة دوما لأورينت نت إن الحرائق التهمت ما يقارب 130 شجرة احترقت بشكل كامل، بالإضافة إلى عدد من البساتين في مدينتي دوما وحرستا، حيث برر مسؤولو النظام أن الحرائق هي بسبب اشتعال الأعشاب المتيبسة في الأراضي الزراعية، ونبهت الفلاحين للاهتمام بأراضيهم وحراثتها لكي لا تتكرر الحرائق".

وأضاف محمد مالك إلى أن بعض السماسرة وشخصيات تابعة للنظام قامت في الآونة الأخيرة بعروض شراء للأراضي في منطقة الغوطة الشرقية وخصوصاً الأراضي الخصبة والقريبة من المقار العسكرية لقوات النظام، ولكن كان هناك حالة رفض شعبي واسع من قبل الأهالي من أجل بيع أراضيهم.

خطة ميليشيا أسد

وأوضح محمد مالك إلى أن تزامن الحرائق مع بدء حصاد المواسم الزراعية هو رسالة من قبل هؤلاء المسؤولين للأهالي من أجل تسهيل بيع أراضيهم وبأسعار زهيدة، وإذا لم يكن هناك قبول من قبل المزارعين فإنه بالتأكيد ستتوالى الحرائق من أجل أن تصبح تلك المنطقة أرضا جرداء غير قابلة للزراعة.

من جهته يقول الناشط الصحفي خالد سليمان إن "نظام الأسد يتبع خطة في ريف دمشق تشمل عدة جوانب منها تتمثل في عملية التدمير الممنهج للمناطق ذات الكثافة السكانية من أجل إزالة أنقاض أحياء بكاملها، والسيطرة على عقارات بحجة وجود مخطط تنظيمي جديد كما حصل في منطقة مخيم اليرموك ذات الغالبية المعارضة له، في حين اعتمد سياسة شراء العقارات بأسعار زهيدة من قبل المهجرين في السيدة زبنب بريف دمشق".

وأضاف سليمان أن النظام اتبع خطة جديدة في مناطق المصالحات في ريف دمشق وهذه المرة بافتعال الحرائق في الأراضي الزراعية والتي تمثل عصب الحياة في تلك المناطق وهي اعتمادهم الأول على كسب أرزاقهم وخصوصاً في مناطق الغوطة الشرقية، والتي تشتهر بالخضروات والفواكه ومعامل تصديرها إلى الخارج".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات