جثث متفحمة و أشلاء متناثرة .. مسؤولية من ما يجري في إدلب؟

ارتفع عدد القتلى المدنيين في إدلب خلال 24 ساعة فقط إلى 17 قتيلا، في وقت تواصل ميليشيا أسد حملتها العسكرية المكثفة في مناطقِ خفض التصعيد لاسيما إدلب، مخلفة إلى جانب القتلى دمارا هائلا بعد تعرضها لمئات الغارات الجوية والقذائفِ المدفعية والصاروخية

أكدت الخارجية الفرنسية أن لديها مؤشرات على استخدام السلاح الكيماوي ..باريس كانت قد أعلنت سابقا استعدادها لتوجيه ضربات ضد أي موقع في سوريا يستخدم لشن هجمات كيميائية، إذا وجدت "أدلة قاطعة" على تجاوز الخطِ الأحمر،  كما فعلت الولايات المتحدة في وقت سابق .. والتي أيضا بدورها تحذر من تجاوز الخط الأحمر..

كالعادة، اجتماع طارئ لمجلس الأمن.. وكالعادة أيضا الفيتو الروسي حاضر.. ويؤول الاجتماع الى مهرجان خطابي لا نتائج عملية تصدر عنه.

حقيقة، هناك في الأمر معضلة ما ، أعداد القتلى والأطفال من بينهم، لا يشكل أي أدلة قطعية على تجاوز الخطِ الأحمر.

مجزرة في البارة.. مجزرة بكفرنبل.. مجزرة في أريحا.. مجزرة في معرة النعمان.. مجزرة في إحسم.. مجزرة في الهبيط.. مجزرة في سرجة.. كل ذلك لايعتبر أدلة قطعية على تجاوز الخط الأحمر..

مشهد الأطفال المشوهين و الذين فقدت أطرافهم وتناثرت أشلاؤهم جراء غارات روسيا والنظام لا يعتبرون أدلة قاطعة على تجاوز الخط الأحمر..

يبدو أن المجتمع الدولي أتعبته الاجتماعات الطارئة، ونفض يداه مما يجري في سوريا.. وبدأت تزعجه مشاهد العنف والإبادة التي لم تعد تستحق المتابعة.. و ربما توصل قادة هذا المجتمع الى نتيجة مفادها أن بشار باقٍ.. وبقاؤه يتطلب مزيداً من الإبادات الجماعية لتقوية سلطة من أبقاه..

يحدث ذلك كله وفق تفاهمات سوتشي وأستانا.. هذه التفاهمات التي قدمت الغطاء السياسي لروسيا لترتكب ماتشاء من المجازر.. وسط صمت شريكتها الأخرى وتركيا..

- مسؤولية من مايجري الآن في إدلب من مجازر؟ ومن يتحمل ما يجري هناك؟

- هل هي مسؤولية الأمم المتحدة التي مرت تسع سنوات و بورصة تصريحاتها بين صعود وهبوط على عداد الدم السوري؟

- أم مسؤولية المجتمع الدولي الذي ربما صار يستمتع بمشاهد الدم القادمة من سوريا؟ 

- أم مسؤولية الدول الكبرى التي لا مشكلة لديها طالما ليس بالكيميائي يقتل السوريون؟

- أم مسؤولية تركيا التي ضمنت تفاهمات أستانا وسوتشي وكان أمامها قرابة عام كي تجد حلاً تجنب فيه المدنيين هذا الجحيم ولم تفعل؟

- هل الصمت الدولي ضوء أخضر للنظام لقتل المدنيين؟ ومن أعطاه هذا الضوء؟

- أليس التصريح بعدم استخدام الكيميائي يعني الموافقة على استخدام كل ما سواه من براميل وقنابل وفوسفور وغيرِها من أسلحة يتم صبها على رؤوس المدنيين؟

- هل من أحد يتحدث عن عملية سياسية ولجنة دستورية وغيرها من هذه الأكاذيب التي صارت مثاراً للسخرية؟ 

- هل أصبحت مهمة الأمم المتحدة إحصاء القتلى والمجازرِ فحسب؟

- أليس ما يحدث الآن هو الكارثة الانسانية التي حذر العالم من وقوعها في حال الهجوم على إدلب؟

د. يوسف كاتب أوغلو - محلل سياسي تركي – اسطنبول

د. فايز الدويري – محلل عسكري واستراتيجي – عمان

د. نبيل ميخائيل - أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن

فيتشسلاف ماتوزوف - دبلوماسي روسي سابق - موسكو

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات