نيويورك تايمز: خلافات بين ترامب وأبرز المستشارين المناهضين لإيران

نيويورك تايمز: خلافات بين ترامب وأبرز المستشارين المناهضين لإيران
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستاء من مستشاره للأمن القومي جون بولتون، ويتساءل فيما إذا كان بولتون يدفعه باتجاه لا يناسب سياساته الخارجية، خصوصاً مع زيادة التوتر مع إيران وطرح العديد من المراقبين أسئلة تتعلق بمستقبل الحرب والسلام في المنطقة.

وظهر الخلاف بين الإثنين بشكل واضح خلال الزيارة التي قام بها ترامب لليابان، والتي استمرت لمدة أربعة أيام وانتهت يوم الثلاثاء، حيث عارض ترامب بولتون في إيران وكوريا الشمالية.

وقال ترامب، إن موقفه عكس موقف بولتون، فهو لا يرغب بتغيير النظام في إيران، وعارضه أيضاً فيما يخص كوريا الشمالية، معتبراً التجارب الصاروخية الأخيرة لا تشكل انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة. 

ومن الممكن أن تكون تصريحات ترامب الأخيرة، تندرج ضمن التوازن الذي يسعى لإضفائه على سياسته الخارجية؛ إلا أنها ما زالت تطرح العديد من الأسئلة حول علاقته ببولتون، الذي يحسب على الصقور المتشددين في البيت الأبيض.

ويعتبر مؤيدو ترامب الخلافات جزءاً من تعدد وجهات النظر التي يحافظ عليها ترامب في إدارته، وتمنحه المزيد من الخيارات كما يسعى لإرسال رسائل متناقضة، لإضافة شيء من الغموض على نوايا الولايات المتحدة، وهذا يصب في مصلحة ترامب.

صوت متشدد لمصلحة ترامب 

اعتبر مارك دوبويتز، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، والتي تعتبر من المؤسسات التي تدعو لنهج صارم تجاه إيران، أن وجود "بولتون مفيد له.. يعتبر مثالاً على السياسة الصقورية. تكرهه كوريا الشمالية. ويكرهه الإيرانيون. وكلا النظامين يسعى للنيل منه. أعتقد أن بولتون يحب ذلك، وأرى أن الرئيس يعجبه ذلك أيضا. يفتح ذلك المجال دبلوماسياً للمناورة بين الموقف المتشدد وبين الاتجاه لعقد محادثات".

ويعتبر بولتون ثالث مستشار للأمن القومي، خلال فترة ترامب الرئاسية. تم تعيينه العام الماضي، كما يعتبر من الأصوات المحافظة التي تدعم سياسات ترامب. 

عمل بولتون في العديد من الفترات التي كان يحكم بها الحزب الجمهوري، كان آخرها عمله كسفير للولايات المتحدة في الأمم المتحدة خلال فترة حكم الرئيس جورج بوش.

وبولتون البالغ من العمر 70 عاماً من أشد مؤيدي حرب العراق، وينتقد عمل المنظمات الدولية، ومعاهدات الحد من استخدام السلاح التي يراها جائرة بحق الولايات المتحدة. 

مع ذلك لا يتوافق ترامب مع بولتون، بحسب العديد من المسؤولين في الإدارة الحالية، وذلك ليس سراً، حيث تعهد ترامب بالانسحاب من الحروب الخارجية والتواصل دبلوماسياً مع كوريا الشمالية؛ بينما يدفع بولتون باتجاه العمل العسكري ويعارض المفاوضات مع كوريا الشمالية.

قرارات معلقة

يعلم ترامب سمعة مستشاره - وفقا للصحيفة - فيما يخص التدخلات العسكرية، وقال أحد المسؤولين البارزين "لو كان الأمر متروكاً لجون لكنا حالياً نخوض أربع حروب".

وخلال اجتماع عقده مؤخراً الائتلاف اليهودي للحزب الجمهوري، سأل ترامب رجل الأعمال الشهير شيلدون أديلسون عن رأيه ببولتون، فرد عليه أديلسون، إذا كنت سعيداً تجاهه فأنا سعيد. اعتاد ترامب سؤال أفراد يثق بهم في دائرته قبل أن يتخذ إجراءات رسمية.

وقال أحد المسؤولين المقربين من ترامب، إن وضع بولتون الحالي شبيه بوضع وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، لكن الأمر سيتطلب منه ستة أشهر أو أكثر لإقالته، فيما شكك الآخرون بإمكانية إقالة بولتون خلال الحملة الانتخابية لترامب في العام المقبل.

ومن العوامل التي تسببت بإحباط ترامب، الحملة التي قادها بولتون لطرد رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، حيث فشلت المعارضة الداخلية في دفع الجيش للانقلاب ضده وإسقاطه، في الوقت الذي كان بولتون يحشد لإدانة مادورو دولياً.

وبعد أن صرح بولتون للصحفيين، بأنه "ليس لديه شك" في إن عملية إطلاق الصواريخ التي أجرتها كوريا الشمالية تنتهك قرارات الأمم المتحدة؛ نفى ترامب ذلك، وقال "الأمر يزعج بعض من حولي.. ولكن لا يزعجني".

بولتون محبط ويسعى لتغير الشرق الأوسط

وألمح ترامب إلى أنه لا يشاطر بولتون نفس الحماس تجاه تغيير النظام الإيراني، قائلا: "لدى إيران فرصة لتصبح دولة عظيمة بنفس القيادة الحالية.. لا نسعى لتغيير النظام. أريد أن يبدو ذلك واضحاً. نرغب بأن لا تكون هناك أسلحة نووية".

ورفض المتحدث باسم بولتون التعليق للصحيفة. ولم يظهر بولتون خلال حفل العشاء الذي أقامه ترامب ولم يكن موجوداً في اليابان. ويقال، والكلام للصحيفة، إن زيارة بولتون للشرق الأوسط كانت بهدف التأكيد على الثقة التي يمنحها ترامب لبولتون.

بدوره، قال فريد فليتز، رئيس مركز السياسات الأمنية، والذي عمل مع بولتون حتى العام الماضي، إن "السفير بولتون يعمل لصالح الرئيس، والرئيس هو من يرسم السياسات.. وقالها بولتون لسنوات: أنا أعمل مع الشخص الذي فاز في الانتخابات وهو المسؤول عن رسم السياسات. كان هذا توجهه في ظل أي رئيس يعمل معه".

وقال عدة مسؤولين، إن بولتون محبط من ترامب، لأنه غير مستعد للدفع باتجاه أي عملية تغيير في الشرق الأوسط. 

يقدم دوبويتز، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات نظرة درامية للأمر، ويقول "لنتساءل من هو ترامب. هو ليس شرطياً سيئاً وليس شرطياً جيداً. هو شخص غامض. ولكن الأمر مختلف بالنسبة لبولتون الذي يلعب دائماً دور الشرطي السيء".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات