إسرائيل تدمر حلماً خططت له ميليشيا "حزب الله" لسنين

إسرائيل تدمر حلماً خططت له ميليشيا "حزب الله" لسنين
بدأ الجيش الإسرائيلي بهدم النفق الأخير والأكبر من نوعه، الذي حفره "حزب الله" عبر الحدود اللبنانية للوصول إلى داخل الأراضي الإسرائيلية وذلك بعد ستة أشهر من إطلاق إسرائيل عملية "درع الشمال".

ويبدأ النفق في قرية المرامية اللبنانية ليمتد لمسافة كيلومتر واحد في شمال إسرائيل، ويعتبر النفق استراتيجياً ومهماً مقارنة مع الأنفاق الستة التي تم اكتشافها من قبل إسرائيل.

وقالت صحيفة جيروزاليم بوست، إن أنفاق حزب الله تتميز بتنوعها ولكل منها هدف مختلف عن الآخر، حتى أنها محفورة بطرق مختلفة، حيث حُفرت بعض الأنفاق في الصخور؛ بينما دُعمت أنفاق أخرى بالخرسانة.

وأشارت إلى أن "حزب الله" حفر هذا النفق عبر سنوات، ويحتوي بداخلة على خطوط سكة حديدية، تهدف لنقل المعدات والقمامة، ومجهز بإضاءة ويحتوي على سلالم، كما يوجد بداخله مكيفات للهواء.

وخشية من هجوم عناصر تابعة لـ"حزب الله" على الجيش الإسرائيلي، رفعت القيادة الشمالية حالة التأهب، حيث زادت عدد الدبابات والمدفعية إلى الضعف.

ومع تدمير الأنفاق الستة سواء من خلال التفجيرات أو عبر ملئها بالخرسانة لدى الجيش الإسرائيلي معلومات عن أنفاق أخرى موجودة داخل الأراضي اللبنانية، وتبعد مئات الأمتار عن الحدود مع إسرائيل.

سحب "وحدة الرضوان" من سوريا

وقال الكاتب والصحفي يوآف ليمور، المختص في الشؤون العسكرية الإسرائيلية، في مقال نشرته صحيفة إسرائيل هيوم، إن حزب الله كان يخطط ليظهر بصورة بطولية في الشرق الأوسط، من خلال خطته لإرسال مئات المقاتلين إلى الأراضي الإسرائيلية، وخلق سمعة جديدة يتردد صداها لسنوات على اعتباره أول كيان عربي يتمكن من الدخول بمعركة داخل العمق الإسرائيلي.

وأشار إلى أن الخطة تقضي بتوغل وحدة الرضوان، وهي قوات النخبة التابعة لـ"حزب الله"، وتحمل أحد الأسماء المستعارة لعماد مغنية الذي قتل في 2008 بدمشق. 

وقاتلت "وحدة الرضوان" في سوريا، واكتسبت خبرة قتالية واسعة؛ بينما تكبدت خسائر فادحة، نتيجة للمعارك التي خاضتها. ومع نهاية الحرب في سوريا، سحب "حزب الله" معظم مقاتلي الرضون إلى لبنان. وفي الأشهر الأخيرة، تم نقلهم إلى الجنوب.

ولا يعني سحب مقاتلي الرضوان من سوريا إلى الجنوب التحضير لخوض معركة مع إسرائيل لأسباب كثيرة، منها الضربات العسكرية والخسارات التي مني بها "حزب الله" في سوريا، كما أثرت عملية تدمير الأنفاق على الخطط التي وضعها "حزب الله" وشملت التحضير لضربات صاروخية وقذائف بالهاون وصواريخ مضادة للدبابات وطائرات بدون طيار وهذا بالنسبة لإسرائيل، يعني أن وحدة الرضوان تحتاج دعماً لوجستياً ودعماً من القيادات مما يوفر أهداف عديدة يمكن استهدافها مستقلاً.

خسائر الأكبر من نوعها

من جهته، أشار يارون فريدمان، الأستاذ في جامعة حيفا، والمختص في شؤون الشرق الأوسط، إلى أن حزب الله يدفع ثمن العقوبات المفروضة على إيران، حيث يواجه أسوأ أزمة اقتصادية من وقت إنشائه إلى الآن.

وقال فريدمان، في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، إنه تم إيقاف التمويل الإيراني لـ"حزب الله" بعدما وصل لمبلغ 700 مليون دولار، حيث اعتادت إيران تمويله من خلال عائداتها النفطية.

ولا يعاني "حزب الله" من انقطاع التمويل الإيراني فقط، بل يخضع لعقوبات أمريكية، مما يعني تدقيق جميع المعاملات المالية ومراقبة الحسابات المصرفية التي يمكن أن تكون على صلة به.

وعمد "حزب الله" لتخفيض رواتب مقاتليه لأول مرة منذ إنشائه من 36 عاماً، وتلقى بعض موظفيه ثلث رواتبهم فقط خلال الأشهر الثلاثة الماضية وتخلى عن نصف مقاتليه الاحتياط بسبب الأزمة الاقتصادية.

وأشارت تقارير عديدة إلى أن "حزب الله" يبيع الممتلكات التي لديه في الضاحية وبيروت وفي بعلبك بوادي البقاع. كما تم إيقاف بعض الخدمات المقدمة للمقاتلين وعوائلهم.

ورأى فريدمان أن هذه العوامل وغيرها مثل الخسائر التي مني بها "حزب الله" في سوريا قد تمنعه من خوض حرب ضد إسرائيل في الجولان، لأنه ببساطة لا يستطيع تحمل تكلفتها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات