لماذا تعتمد الفصائل العمليات المباغتة بدلاً من السيطرة على مناطق بريف حماة؟

لماذا تعتمد الفصائل العمليات المباغتة بدلاً من السيطرة على مناطق بريف حماة؟
مع تواصل الهجمات التي تقوم بها ميليشيا أسد بدعم روسي على جبهات ريف حماة الشمالي وجبهة الساحل، قامت فصائل الثوار بعمليات إغارة سريعة على مواقع مليشيا أسد في عدة محاور آخرها محور الحويز بريف حماة الغربي، حيث تم قتل العديد من الميليشيات، واغتنام ذخيرة، وتدمير عدة آليات ومن ثم الانسحاب من المنطقة.

ويعتبر هذا الهجوم على الحويز بريف حماة هو الثاني من نوعه بعد سيطرة الفصائل على بلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي، حيث تم قتل العشرات من ميلشيا النمر وتدمير عشرات الآليات بصواريخ مضادة للدروع، ومن ثم الانسحاب من البلدة بعد مئات الغارات الجوية والقذائف الصاروخية التي استهدفت البلدة من قبل الاحتلال الروسي.

عنصر المباغتة

واعتمدت الفصائل المقاتلة هذا التكتيك في جبهة الساحل حيث تقوم بشكل يومي بعمليات إغارة على مواقع ميلشيا أسد في التلال التي تسيطر عليها، حيث يتم قتل عشرات الجنود دون وقوع خسائر في صفوف الثوار وخصوصاً تلة القلعة وتلة رشا بالإضافة إلى عمليات صد الهجوم على محور الكبانة، الذي أصبح ثقباً أسوداً لمليشيا اسد نتيجة خسائرها الكبيرة.

وقال العميد أحمد رحال لأورينت نت إن الفصائل اتبعت هذا الأسلوب من القتال وهو عنصر المفاجئة والمباغتة بسبب عدم قدرتها على الثبات في المواقع المكشوفة، لأنها لا تملك تغطية جوية بينما ميلشيا أسد تعتمد على تغطية جوية كثيفة من قبل الروس، للسيطرة على المنطقة أو صد الهجوم التي تقوم به الفصائل في ريف حماة الشمالي.

وأضاف الرحال أن عمليات الإغارة على مواقع ميلشيا أسد تنهي عمل الطيران لأن انسحاب الثوار من المواقع التي يسيطرون عليها تمنعه من شن غارات عليها، بالإضافة إلى جعل الروس والإيرانيين في حالة استنزاف متواصل من خلال استهداف آلياتهم والإغارة عليهم، وهو أمر بحد ذاته مقلق للروس وقات الأسد.

الهدف من الانسحاب

وأشار الرحال أن الهدف الأساسي من هذه العمليات هو وضع العدو تحت ضغط شديد من خلال استنزافه بشكل يومي دون قدرته على إيقاع خسائر في صفوف الثوار، وهو أحد التكتيكات المفيدة في حال عدم قدرة الفصائل على خوض معركة للسيطرة والثبات في المناطق التي يقوم طيران الروس بحرقها في حال سيطرة الفصائل عليها.

 

ويعتبر هذا الهجوم بحسب مصادر عسكرية تغييراً في التكتيكات الهجومية للثوار على محاور ريف حماة والساحل وذلك من أجل تفادي الخسائر البشرية والاثخان في ميلشيا أسد، وإجبارهم على الانسحاب من مواقعهم بعد سياسة الأرض المحروقة التي اتبعها الروس أثناء الهجوم على مناطق ريف حماة الشمالي وسهل الغاب وجبهة كبانة في الساحل السوري.

وقال محمد عبد اللطيف وهو قيادي في الجبهة الوطنية للتحرير لأورينت نت إن نظام الأسد وروسيا قاموا للمرة الأولى باستخدام كافة المطارات على الجبهات والمناطق المدنية حيث قام باستخدام عشر مروحيات دفعة واحدة وذلك ضمن سياسة الأرض المحروقة، للتقدم على المناطق التي يريد السيطرة عليها بريف حماة الشمالي.

خسائر عسكرية

وأضاف عبد اللطيف بأن الفصائل قامت بالانسحاب من المناطق التي تعتبر خاصرة رخوة في ريف حماة الشمالي لأنها مكشوفة وساقطة نارياً وقامت ببناء تحصينات دفاعية جدية لصد تقدم النظام، ومن ثم قامت بعمليات استهداف الآليات وقتل الجنود بصواريخ مضادة للدروع من المناطق المرتفعة بالإضافة إلى عمليات تسلل يومية على القرى المحتلة وتكبيد قوات الأسد خسائر فادحة.

وأوضح عبد اللطيف أن جبهة كبانة في الساحل تعرضت إلى عشرات المحاولات وتم استخدام كافة أنواع الأسلحة عليها ولكنها منطقة جبلية ذو تصحين جيد، منع الأسد وروسيا من السيطرة عليها حيث أن سياسة الأرض المحروقة لا تكون ناجعة سوى في المناطق التي تعتبر سهلية ومكشوفة على مواقع سيطرة قوات الأسد خصوصاً في جبهات ريف حماة.

من جهته يقول الناشط الصحفي محمد العدنان إن تكتيكات الثوار في معارك ريف حماة كان لها الدور الأكبر في وقف تقدم قوات الأسد ومنع توغلها في ريف حلب الشمالي رغم شنها ما يقارب 6000 غارة جوية وآلاف القذائف والصواريخ حيث أن مواصلة الضغط الشديد على هذه المليشيا سيجبرها على الانسحاب من هذه المواقع قريباً.

وأضاف العدنان أن روسيا لا يمكن أن تدعم الأسد جوياً إلى ما لانهاية، لأن هذه الطلعات الجوية والتحركات العسكرية مكلفة للغاية بالإضافة على حالة من التململ في الحاضنة الموالية للنظام، نتيجة استهدافها بالقذائف الصاروخية بشكل يومي ووقوع عشرات القتلى من أبنائهم خلال المعركة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات