صحيفة تركية تكشف أسباب عودة السوريين إلى بلدهم خلال عطلة العيد

صحيفة تركية تكشف أسباب عودة السوريين إلى بلدهم خلال عطلة العيد
يُشغل ذهاب اللاجئين السوريين إلى بلادهم خلال عطلة العيد، وعودتهم إلى تركيا عقب انتهاء العطلة مرّة أخرى، وسائل الإعلام التركية، وأذهان المواطنين الأتراك على حدّ سواء، ليسارعوا إلى طرح أسئلة مثل: "إن كان بإمكانهم الذهاب إلى بلادهم خلال العيد فهذا يعني أنّ الأوضاع على ما يرام، فلماذا لا يبقون هناك؟".

ولا تفتأ المعارضة التركية تسارع -مع قدوم عطلة العيد- لتستغلّ ذهاب اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وتلعب على ورقة اللاجئين، مروّجة إلى أنّه بات بإمكان السوريين العيش في بلادهم، إلا أنّهم على الرغم من ذلك يفضلون العيش والعمل في تركيا، وأنّهم مستوطنون فيها ولا يفكرون بالعودة مرّة أخرى".

صحيفة "حرييت" التركية تقصّت الأسباب التي تدفع بالسوريين إلى زيارة بلادهم في عطلة العيد، والعودة مرّة أخرى بعد انقضائها، متوجّهة بالأسئلة لعدد من الخبراء الأتراك.

لفتت الصحيفة إلى أنّ المناطق التي يقصدها السوريون خلال عطلة العيد محصورة بمناطق درع الفرات وغصن الزيتون، وهي "أعزاز، ومارع وجرابلس والباب وغيرهم".

تعزيز سياسة الحكومة

وقال "مراد أردوغان" مدير مركز بحوث الهجرة والانسجام في الجامعة الألمانية-التركية، في حديثه لـ حرييت: إن "الهدف من سماح الحكومة التركية للسوريين بالذهاب إلى بلادهم، وقضاء عطلة العيد فيها، هو تحفيز وتعزيز سياسة الحكومة في ترسيخ فكرة عودة السوريين ولو بأرقام محدود إلى بلادهم، وهذا التحفيز يسعى إلى منع اللاجئين من العيش على أنّهم لن يعودوا إلى بلادهم، والحيلولة دون قطع صلة السوريين في تركيا بأقربائهم وأرضهم في الداخل".

وأضاف أردوغان بأنّ الكثيرين من اللاجئين بعد إقامتهم الطويلة في بلدان اللجوء، وعدم بحثهم عن ممتلكاتهم في بلدهم الأم، يعتقدون مع مرور الزمن بأنّ ممتلكاتهم لم تعد لهم، وبالتالي يزيلون من أذهانهم فكرة العودة مرّة جديدة.

بدوره، أشار "بولات ألب مان" عضو في جمعية بحوث الهجرة، إلى أنّ السوريين في تركيا ليسوا مقيمين كـ لاجئين، وإنّما بصفتهم تحت الحماية المؤقتة، مؤكدا على أنّه لن يتم الحد من ذهابهم إلى بلادهم وعودتهم مجددا إلى تركيا لكونهم ليسوا لاجئين.

تبادل التهاني

ومن جانبها "شوليه جان" باحثة في شؤون الهجرة، نوّهت إلى أنّ الحدود السورية والتركية لها تقاليد خاصة بالعيد تصل بجذورها لسنوات طوال، مردفة "منذ بدء الحرب في سوريا، لم يعد الأقرباء بين الطرفين قادرين على تبادل التهاني بالعيد، الأمر الذي أدى إلى ظهور صور مثيرة وغريبة لأقارب يعايدون بعضهم البعض من خلف الشباك".

"إلكير سيزار" الصحفي لدى "حرييت"، نشر عبر صفحته على السوشال ميديا، عن الأسباب التي دفعته للتقصّي والكتابة عن الأمر، قائلا: "لماذا أعددت هذا الخبر؟ السبب هو وجود البعض من السياسيين والإعلاميين وفئة غير متقصية تسعى لنشر التضليل الإعلامي فقط بهدف تحقيق تفاعل على تويتر".

تعليقات

وأجاب البعض في تعليقاتهم على سؤال طرحه الصحفي عبر صفحته على الفيسبوك، عن الأسباب التي تدفعهم للذهاب إلى سوريا لقضاء عطلة العيد، والعودة مجددا بعد انقضائها، حيث كتب "محمد، م" نحن نذهب إلى مناطق الشمال، وغالبا حياتنا تكون في خطر، وأكثر الذاهبين هم من النساء والعجائز".

وعلق "أحمد، أ" قائلا: الأماكن التي يذهب إليها السوريون هي مناطق خاضعة لسيطرة الفصائل التي تتبع لتركيا والتي لا يوجد فها حرب، ولا يوجد فيها فرص عمل تكفي لكل السوريين، وغير قادرة على استيعابهم لفترة طويلة الأمد، على سبيل المثال الأتراك الذين يذهبون من المدن الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة وإزمير وهم في الأصل ينحدرون من القرى أو المدن الصغيرة ليس لديهم الإمكانية للانتقال والعيش هناك حيث يذهبون لقضاء إجازة ويعودون على الفور بعد انقضاء إجازتهم".

جدير بالذكر أنّ أعداد السوريين الذين توجّهوا إلى سوريا بهدف قضاء عطلة العيد فيها بحسب الأرقام التي كشفت عنها وزارة الداخلة التركية، بلغت 44 ألفا، ما يعادل 1 بالمئة من إجمالي تعداد السوريين المتواجدين في تركيا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات