ما دلالات انتقال عمليات الفصائل خلف خطوط مليشيا أسد؟

ما دلالات انتقال عمليات الفصائل خلف خطوط مليشيا أسد؟
أثار إعلان "جيش العزة" التابع للجيش السوري الحر عن هجومه خلف خطوط ميلشيا أسد في ريف حماة الغربي على حاجز بلدة الجيد في منقطة عين الكروم الموالية للنظام، التساؤل حول دلالات التطور المفاجئ في نقل المعركة إلى مناطق نظام أسد.

وكانت العملية استهدفت ميليشيات أسد في البلدة التي يقطنها سكان من الطائفة العلوية، وتعتبر مركز ثقل للشبيحة في تلك المنطقة، الأمر الذي أدى لمقتل 3 من مليشيات الأسد وجرح أخرين.

وبث جيش العزة مقطعاً مصوراً، يظهر فيه قتل الجنود على الحاجز في مشهد ليلي، حيث تعد المنطقة التي قام بها جيش العزة بالعملية ذات تحصين عال، بسبب وجود ثكنات عسكرية ضخمة في القرى الموالية للنظام في هذه المنطقة، بالإضافة إلى عدم تواجد جيوب عسكرية للفصائل في تلك المنطقة.

تكتيك جديد

ورجح خبراء عسكريون استمرار العمليات العسكرية خلف خطوط ميلشيا أسد في المستقبل، وذلك في تكتيك جديد لاستهداف المليشيات واضعاف قواتها المهاجمة باتجاه ريف حماة الشمالي ومنطقة الساحل السوري، ناهيك عن عمليات الصد التي تنهك المليشيات ومحاولة استيعاب الهجوم التي تستخدم فيه الغزارة النارية من أجل التقدم.

وقال الناطق الرسمي باسم "جيش العزة" مصطفى معراتي لأورينت نت، إن "ما قام به جيش العزة هي عملية خاطفة وسريعة، نفذتها القوات الخاصة خلف خطوط العدو وفِي عقر دارهم مخطط لها مسبقاً، وتم تنفيذها في الوقت المناسب، ولن تكون الأولى والقادم سيكون هناك مفاجآت لا يتوقعها جنود الأسد ستضرب مواقعهم الحيوية".

وأضاف معراتي، أن الضربات ستكون في أماكن لا يتوقعها النظام وميليشياته، وفي الزمان والمكان الذي تختاره قوات جيش العزة، حيث إن هذه الضربات قد تسببت في خلخلة ضمن صفوف جنود الأسد، بسبب عدم توقعهم لتعرضهم لهجمات في عقر دارهم، حيث سنكون كابوساً يراودهم في أحلامهم وفي يقظتهم في الأياد القادمة.

وغابت العمليات النوعية داخل مناطق النظام منذ فترة طويلة في مناطق الشمال السوري، حيث أن أخر عملية نوعية ضد معاقل النظام قامت بها الفصائل المقاتلة، استهدف آنذاك فرعي أمن الدولة والأمن العسكري، وأسفر عن مقتل 42 عنصراً من ميليشيات النظام بينهم رئيس فرع الأمن العسكري "اللواء حسن دعبول"، ورئيس فرع أمن الدولة "العميد إبراهيم درويش"، إضافة لعدد من الرتب الصغيرة في ريف حمص مع نهاية عام 2017.

وفي حين تقوم قوات المقاومة الشعبية في منطقة درعا بعمليات نوعية مستمرة في معاقل النظام بعد سيطرته عليها عن طريق المصالحات، حيث تم قتل العشرات من ميليشيا حزب الله اللبناني وتدمير عدد من الآليات، إثر الهجمات المستمرة التي تقوم بها في عدد من مناطق درعا، بالإضافة إلى اغتيال شخصيات محسوبة على إيران.

وقال الخبير في الشؤون العسكرية الضابط المنشق مصطفى عزيز، إن "السبب الرئيسي لغياب العمليات داخل معاقل النظام هو سيطرته على مناطق ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي وريف دمشق، والتي يوجد فيها ثكنات عسكرية ومجموعات متعاطفة مع الثوار داخل مناطق سيطرة نظام الأسد، في حين أن الشمال السوري تسيطر عليها الفصائل بشكل كامل ولا يوجد سيطرة للنظام".

وأضاف عزيز، ان عودة العمليات النوعية داخل مناطق النظام وفي المناطق الموالية والتي تعتبر خزاناً بشرياً للشبيحة، له دور رئيسي في إربال المليشيات المهاجمة في ريف حماة والساحل، بالإضافة إلى دورها في تأليب الحاضنة الشعبية الموالية للنظام، والتي تتعرض لهجمات يومية من قبل الفصائل والتي ستنتهي بالضغط عليه لإيقاف الهجمات الوحشية.

وأشار عزيز إلى أن المناطق التي يمكن أن يتم التنسيق معها للقيام بعمليات نوعية هي في مدينة اللاذقية وريفها والمدن الساحلية التي يوجد فيها متعاطفون مع الفصائل، حيث يسهل استهداف قوات النظام في هذه المناطق في حين أن المناطق في ريف حماة الغربي، حتى قرى الساحل يصعب القيام بعمليات فيها بسبب طبيعة السكان الموالية للنظام.

من جهته يقول الناشط الصحفي أيهم الشيخ، إن قتل العشرات من المناطق الموالية على جبهات ريف حماة والكبينة في الساحل، بالإضافة إلى عدم استطاعتهم التقدم في اللاذقية وتقدمهم الطفيف في ريف حماة رغم اتباعهم سياسة الأرض المحروقة ضد الفصائل والمدنيين وتعرض مناطقهم للقصف والنزوح والقيام بعمليات خاطفة داخل معاقلهم، سبب حالة من الغضب على صفحات المواليين من عدم حسم المعركة.

وأضاف الشيخ، أن روسيا وميلشيا النمر وعدوا الموالين بالسيطرة على إدلب خلال وقت قياسي، ولكن مع دخول الحملة شهرها الثاني دون تحقيق نتائج مرضية، وفي ظل الخسارات الضخمة جاءت العملة النوعية في المناطق المحصنة للنظام ضربة جديدة للموالين، وإن استمرت هذه الهجمات فإن هذه الحملة ستفشل خلال وقت قصير.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات