ما هو ثمن تخاذل "هيئات المعارضة" وسكوتها عن واقع السوريين؟

ما هو ثمن تخاذل "هيئات المعارضة" وسكوتها عن واقع السوريين؟
يناقش برنامج "تفاصيل" في حلقته، اليوم الإثنين، والذي يعرض في تمام الساعة 10 مساء بتوقيت سوريا، "واقـع المعارضـة السورية" المتردي وفشلها في إدارة مهامهما وخذلانها للشارع السوري.

في عام ألف وتسعمئة وستة وأربعين  وقبيـل مغادرتـه إلى فرنسـا للتفـاوض على استـقلال سـوريا، أجرى وفـد الكتـلة الوطنيـة جولة في المحافـظات، التقـى بالأهالي، سمع منهـم، وعرض أفـكاره عليهـم، ثم انطلق للتفـاوض محصـنا بعمـق ورصيـد شـعبي يرتكـز عليـه، وقتـها كانت قيـادات ثوريـة ومفاوضـون سياسيـون وطنيـون، حملـوا على عاتقـهم الهمّ الوطنـي، مستـمدين شرعيتهـم من الداخـل، ومن القيـادات الموجـودة على الأرض.

هكـذا كان حال سـوريا قبيـل اسـتقلالها، ولا يعتـقد أحد أن الوضـع كان مثـاليا وخاليا من التـعقيد كما يحـدث اليـوم، بل كانت هنـاك تدخـلات فرنسـية وعراقيـل وتجاذبـات لإضـعاف الكتـلة الوطنيـة لصالح مقربيـن من الانتداب الفرنسـي آنـذاك.

عجز عن قيادة المرحلة

ولأن ظرف سـوريا اليوم أكثـر تعقيـدا بكثيـر من وضعـها إبان استـقلالها، كانت حاجتها أكبر إلى رجـال وأشخاص وطنييـن يحملـون همّـها الوطنـي وينتشلونها من براثن الأسـد وميليشـياتـه، فابتـلي السوريـون مع باكـورة ثورتهـم بأشـخاص عجـزوا عن القيـام بالدور المطلـوب منهـم، وحولـوا المجالس والهيئـات التي شكلـوها في أشهـر الثـورة الأولى إلى ساحـات للصــراعات والمزايـدات والتجاذبات وتبـادل الاتـهامـات، والهروب من المسؤوليات.

فلا هـم أفلحـوا في مهامهـم، ولا هم استـقالوا وفتحـوا المجال لغيـرهم، لا بل ذهـب الأمر ببعضـهم أنْ يكـون أداة ومطيـة ولعبة تتجاذبها الدول عبر شراء ذممهم وامساكهم من مطامعهم الشخصية لتشتتهم ثم لترميهم لروسيا،  روسيا التي وقفوا على أبوابها كالشحاذين يمالؤونها دون أن يملكوا ذرة وطنية وشرف،رافعين شعار : ستشرق الشمس من موسكو،

 بينما تم استبعاد كل معارض شريف من أيام الثورة الأولى ليبقى عملاء أسد والروس والإيرانيين، ليتصدروا المشهد ويتحدثوا باسم السوريين.

السـوريون الذين لسوء حظهـم صارت هـذه المجالس والهيئات التي تدعي أنها معارضة صارت ناطقـة باسمهم وحاملـة مسؤليتـهم، مسؤوليـة كانت سترتقـي بهـذه الوجـوه إلى عروش الكرامـة، فحوّلوها إلى كراسي للارتزاق، لتصبـح القضيـة السـورية رهينـة للمـصالح الدولية، بعد فـشل هذه المعارضـة العاجـزة والقاصـرة عن تقديم مشروع سياسي وطني جامع، والمحامي الفـاشل يخسر قضيـة عادلة،. ولا شك أن القضيـة السورية هي قضيـة عادلة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات