غسان عبود في حوار لمجلة (wealth arabia): المستثمرون محبطون.. وهذه أفضل نصيحة تلقيتها في حياتي!

غسان عبود في حوار لمجلة (wealth arabia): المستثمرون محبطون.. وهذه أفضل نصيحة تلقيتها في حياتي!
أجرت مجلة (wealth arabia) الشهرية، حواراً مع رجل الأعمال السوري غسان عبود ضمن عددها الصادر  في شهر حزيران / يونيو 2019، المجلة المتخصصة بعالم الأعمال في المنطقة العربية وصفت غسان عبود، صاحب مجموعة غسان عبود التجارية، بالملياردير وفاعل الخير حيث دار الحوار حول رؤيته الاستثمارية في ظل المناخ الاقتصادي الحالي بالإضافة إلى أعماله الخيرية وما يسميه "رد الجميل للمجتمع".

كيف بدأت رحلتك نحو عالم النجاح؟

بدأت منذ 25 عاماً في دولة الإمارات العربية المتحدة. بعد عدة سنوات من العمل الوظيفي، شعرت بضرورة التوجه لعالم ريادة الأعمال. عملت كموظف أثناء دراستي للصحافة إلا أنني أدركت، وعلى نحو مبكر، أن العمل الوظيفي لا يشدني ولا يلبي طموحاتي.

شعرت وقتها بوجود فرصة للعمل في مجال تصدير السيارات. وبالفعل، بدأت عملا صغيرا برأس مال محدود وعدة موظفين. في ذلك الوقت، بدأت دبي التحول لتصبح مركزاً تجارياً. اتخذت قرارا بالتخصص في السيارات وقطع غيارها.

لم تكن الأيام الأولى سهلة على الإطلاق، كان عليّ أن أفهم التجارة وقوانينها، ولكن ومع مرور الوقت أصبح عملنا فريدا من نوعه وتمكنا من تطوير علاقة متينة مع الموّردين والعملاء على حد سواء.

كيف استطعت النمو بأعمالك التجارية؟

تشجعت من النجاح الذي شهدته في البدايات ومن ثم استثمرت أرباحي في الأعمال التجارية. وعلى مر السنين، تمكنا من تأسيس مكانة في السوق وضعتنا في مقدمته وتحولنا من خلال النمو التجاري إلى تكتل كبير ضم مكاتب في دولة الإمارات العربية المتحدة وبلجيكا والأردن وأستراليا وتركيا.

أعمالي التجارية المتعلقة في السيارات، تمتد حالياً لتشمل أكثر من 100 بلد. ونشحن منتجات متنوعة في قطاع السيارات من مراكزنا المتوفرة في الإمارات العربية المتحدة ضمن منطقة خليفة الصناعية في أبو ظبي والمنطقة الحرة في جبل علي بالإضافة لمراكزنا في بلجيكا والأردن.

الإمكانية المتوفرة في هذه المراكز ضخمة، وذلك بسبب شراكتنا المثالية مع الشركات الموردة في قطاع صناعة السيارات، والتي تسرّع إلى حد كبير عمليات دخولهم إلى الأسواق. منتجاتنا جديدة وتشمل سيارات الركاب، والشاحنات، ومعدات السيارات، وقطع التبديل الأصلية اللازمة لها، والشحوم والزيوت المناسبة، بالإضافة إلى الإكسسوارات.

وكجزء من الاستراتيجية التي نعتمدها للنمو، نقوم بتقديم أوراق اعتمادنا لشركات التصنيع الأصلية، الساعية لدخول الأسواق المعقدة مثل أفريقيا وأمريكا اللاتينية وغيرها.

الشيء الآخر الذي نقوم به لخلق محفظة تجارية منوعة، هو إنشاء مجموعة مختلفة من الشركات، ضمن قطاع الفنادق، والعقارات، وتجارة التجزئة، والمواد الغذائية، بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية وما إلى ذلك.

واتخذنا مبادرة ضخمة شملت إنشاء علامة تجارية خاصة بنا في قطاع الفنادق حيث أنشأنا "مجموعة كريستال بروك" (Crystalbrook Collection) في أستراليا. مكنتنا هذه الخطوة من العمل على مجموعة رائعة من الأصول في مجال الضيافة. وتمكنت كريستال بروك من ترك بصمة إيجابية لها في هذه الصناعة.

لدينا الآن فنادق متنوعة، في مدن كيرنز وسيدني، ونعمل على مشاريع تطوير في بورت دوغلاس ونيوكاسل.

وتوفر شركتنا "جاليجا جلوبال لوجيستيكس" (Gallega Global Logistics)، الخاصة بالخدمات اللوجستية، خبرة عمل تمتد على مدى عقدين من الزمن وهي مدعومة ببنية تحتية واسعة النطاق مصحوبة بمرافق متنوعة.

ما هي أفضل نصيحة قُدمت لك على الإطلاق؟

التركيز على التفاصيل. من الممكن حتى للأفكار الذكية أن تفشل في حال لم يتم الاهتمام بالتفاصيل عند تنفيذها. حصلت على هذه النصيحة مبكراً بعد أن بدأت مسيرتي المهنية، وأدركت لاحقاً فوائدها.

وهنالك مبدأ أركز عليه، وأحاول أتباعه، ويعتمد على الحاجة الماسة للتعلم على نحو مستمر. العملية التعليمية، هي عملية مستمرة دائماً ولا يجب على أي شخص إغفالها.

ما الأمر الذي يجب اتباعه لتضمن النجاح في المنطقة؟

في هذه المنطقة، تتم غالبية الأعمال بالاعتماد على الثقة والاحترام المتبادل. أعتقد أن تطوير العلاقات، والحفاظ عليها على المدى الطويل، هما مفتاح النجاح في المنطقة.

من خلال أعمالنا، تمكنا من خلق علاقات قوية انعكست بنتائج إيجابية على الطرفين وأنشأت قصة نجاح مستمر. وهذا يتم عبر الثقة الممنوحة لشريكك التجاري، خصوصاً عندما يعلم أنك ستبقى معه في الأوقات الجيدة والصعبة، من هنا تنشأ العلاقات المتينة.

العامل الأخر المهم هنا، هو الاستفادة من المجموعة المتنوعة من الموارد البشرية المتوفرة في المنطقة. يعيش هنا أُناس من جنسيات مختلفة وثقافات متنوعة. الوصول لهذ التنوع، يقدم مزايا إيجابية للأعمال.

ما هي نصيحتك للمستثمرين في المنطقة؟ أين ترى النمو والفرص؟

هنالك إلى حد ما إحباط لدى المستثمرين في المنطقة نتيجة للظروف الاقتصادية الحالية. مع ذلك، أرى أن هذا هو الوقت المناسب لتحديد الفرص والبدء بالاستثمار فيها.

هنالك تغيرات دائمة تحدث في نماذج الأعمال، مثل التحول الرقمي. هذا يعني أن المستثمرين، ممن يدركون تأثير هذا التحول على أعمالهم، ويقومون على نحو سريع بتبنيه، سيحصدون مكاسب مهمة على المدى الطويل.

ويمكن لرواد الأعمال الاستفادة طبعاً من المزايا المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تعتبر مركزاً يتمتع ببنية تحتية ضخمة ويوفر إمكانية مهمة للوصول إلى الأسواق.

وبالنظر للإمكانات الكبيرة التي توفرها التجارة العربية – الأفريقية، يمكننا القول إننا في وضع جيد يسمح بإنشاء منصة أعمال واسعة تتمركز في الإمارات العربية المتحدة. وهذا لا يشمل فقط الأعمال الإقليمية، بل ينطبق حتى على شبه القارة الهندية وأفريقيا.

oFlYXgAiAec

كيف تعمل شخصيا للاستفادة من هذه الفرص؟

نقوم بالاستثمار في المنطقة لتعزيز خطوطنا الاقتصادية فيها. استثماراتنا تشمل توزيع الأطعمة، والتجزئة، والخدمات اللوجستية، وتوسيع خطوط الإنتاج في قطاع صناعة السيارات. ونعمل أيضاً على استكشاف بعض الأفكار المثيرة للاهتمام في القطاع الرقمي.

نعمل بحذر، ولكننا لسنا متشائمين. ونؤمن على نحو راسخ بأن هذا الجزر سيتغير وبأن الأعمال القوية ستحصد مكاسب على المدى الطويل.

المزايا الأساسية لدبي ما تزال موجودة، وهذا يعني أن وضعها كمركز تجاري لن يخبو وسيستمر كما هو.

في هذا المشهد العقاري، ما الذي على المطورين العقاريين فعله لتوفير فرص نمو أفضل للمستثمرين؟

ينصب تركيزنا، من الناحية العقارية، على السوق الأوروبية التي نرى أنها تتطور بشكل ثابت على المدى الطويل، وذلك بغض النظر عن أستراليا.

اكتملت مشاريعنا في المنطقة، وفي الوقت الحالي، لا نقوم بتطوير جديد للعقارات فيها، باستثناء عملياتنا التجارية الخاصة.

ما مقدار المخاطر التي يمكن أن تتقبلها في استثماراتك في ظل المناخ الحالي؟ وما هو العائد الاستثماري الذي تتوقعه؟

نحن مستثمرون حذرون ولذلك لا ننجرف وراء مشاريع عالية المخاطر. تقتصر استثماراتنا على مجالات لدينا نحن والفريق العامل معنا، خبرة فيها. ولدينا، في هذه الأيام، اهتمامات عالية في الأعمال القائمة على التكنولوجيا بما ينسجم مع التطورات الحاصلة في الجانب الرقمي.

ما هي مسؤوليات الأثرياء على مجتمعاتهم؟ كيف تفعل ذلك شخصياً؟

لدي اعتقاد راسخ، بأن المسؤولية الاجتماعية، هي جزء لا يتجزأ من أي عمل تجاري. وهنالك واجب مهم يقع على عاتق رواد الأعمال ليردوا الجميل لمجتمعاتهم التي بدؤوا فيها قبل أن يُكوّنوا ثرواتهم. مجموعتنا التجارية منسجمة جداً مع هذا المبدأ. نحن ندعم العديد من المبادرات الإنسانية، خصوصاً ضمن مجال إغاثة اللاجئين. وذلك ضمن مجالات متنوعة، طبية، وتعليمية، ومهنية، وغير ذلك.

لطالما كنت شغوفاً جداً تجاه الأعمال الخيرية، وساهمت بها على نحو دائم، وذلك خدمة للفئات المحرومة. وآمل أن أتمكن، خلال السنوات القادمة، من استمرار وتطوير مساهماتي في هذا المجال.

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات