ما الإجراءات التي اتّبعتها ميليشيا أسد لمنع هروب عناصرها من معارك حماة؟

ما الإجراءات التي اتّبعتها ميليشيا أسد لمنع هروب عناصرها من معارك حماة؟
شهدت معارك ريف حماة الأخيرة ضراوةً في القتال بين فصائل الثوار وميليشيا أسد الطائفية المدعومة من القوات الروسية، وبسبب شراسة الاشتباكات حاول العديد من عناصر ميليشيا أسد الهروب من ساحات المعارك أو عدم الامتثال للأوامر العسكرية، بالإضافة لاستخدام كل الطرق لعدم خوض هذه المعارك بسبب خوفهم منها، مما جعل قيادة هذه الميليشيات تستشعر خطر هذه الأفعال فعملت على مكافحتها بإجراءات عدّة.

محاكم ميدانية خلف الخطوط

وعن أهم اجراءات ميليشيا أسد الطائفية لمنع عمليات فرار عناصرها من أرض المعركة، يقول المتحدّت الرسمي لجيش العزّة، العقيد مصطفى البكور لأورينت نت، "القوات الخاصة الروسية وبعض ضباط المخابرات الجوية التابعين للعميد سهيل الحسن شكّلوا محاكم ميدانية لتنفيذ حكمها بكل مَن يهرب من أرض المعركة".

وهذا ما أكّده كذلك مرصد الجبهة الوطنية للتحرير، المرصد عشرين لأورينت نت بقوله، "خلال التنصّت على مراسلات قادة ميليشيات الأسد تمّ التأكّد من إحداث مجموعات إعدام ميدانية خلف الخطوط العسكرية لمعارك ريف حماة، تتبع هذه المجموعات لمحكمة ميدانية من ضباط قيادة العمليات الروسية وقوات سهيل الحسن، تقوم هذه المحكمة بتنفيذ حكم الإعدام بكل من يثبت عليه الهروب أو التخاذل خلال المعركة".

وبنفس السياق، أوضح مسؤول وحدة الرصد /80/ أبو صطيف خطابي لأورينت نت ماهيّة هذه المحاكم بقوله، "تم إنشاء ثلاث محاكم ميدانية في ريف حماة الغربي برئاسة ضباط من القوات الروسية والمخابرات الجويّة، تستخدم هذه المحاكم قانون الإعدام رمياً بالرصاص بحق كل من يهرب من معارك ريف حماة، وذلك لمنع عمليات فرار العسكريين وتخويف الباقين من التفكير بالهروب من ساحة المعركة".

حواجز تصفية من المخابرات الجوية

بينما عضو مكتب حماة الإعلامي، الصحفي شحود جدوع أوضح لأورينت نت تراتبيّة ميليشيا أسد التي تُقاتل في ريف حماة والاجراءات التي اتّخذتها مؤخراً للحدّ من عمليات الفرار لعناصرها، وذلك بقوله "الميليشيات المُشاركة بمعارك ريف حماة مؤلفة من ميليشيات المخابرات الجوية التابعة للعميد سهيل الحسن ومعها القوات الروسية وهما رأس الحربة في هذه الميليشيات والآمر الناهي في المعارك، ويليها ميليشيات الفليق الخامس اقتحام ويحوي قوات نظامية وميليشيات فصائل المصالحة التي لا قرار ولا سلطة لها".

وتابع جدوع مبيّناً أهم اجراءات الحدّ من عمليات الفرار لعناصر ميليشيا أسد بقوله، "عملت ميليشيا المخابرات الجوية التابعة لسهيل الحسن على زجّ عناصر الفيلق الخامس في الخطوط الأمامية لمعارك ريف حماة، وهي بقيت خلفهم في الخطوط الخلفية لإحكام مخارج الطرقات المؤدية لمناطق الاشتباك، وأنشأت عدة حواجز لديها أوامر بتصفية كل من يهرب من أرض المعركة دون أمر عسكري بالانسحاب".

وأشار إلى ذلك العقيد بكور بقوله "لدينا معلومات بأن القوات الخاصة الروسية وقادة ميليشيا المخابرات الجوية أصدروا أوامر بإنشاء حواجز عسكرية خارج مناطق الاشتباك لاعتقال وتصفية كل من ينسحب أو يفرّ من موقعه أثناء الاشتباك مع فصائل الثوار بمعارك ريفيّ حماة الشمالي والغربي".

مراقبة الاتصالات

وبسياق مختلف، يقول الصحفي جدوع لأورينت نت "سحبت قيادة عمليات ميليشيا أسد الطائفية أجهزة الخليوي من أغلب عناصر قوات النظام وميليشيات فصائل المصالحة لمنعهم من التواصل فيما بينهم أو مع الوسط المحيط بالمعركة، بالإضافة لمراقبة الاتصالات الخاصة بين العناصر أو بين العناصر وقيادة مجموعاتهم الخاصة".

وأكمل حديثه لأورينت نت قائلاً: "تعمل قيادة هذه العمليات على إبعاد عناصر المصالحة والفيلق الخامس والذي يُعتبر العنصر الأساسي في معارك ريف حماة المباشرة عن جوّ المعركة بشكل عام والخسائر التي مُنيت بها ميليشياتهم، وذلك لمنعهم من التفكير بالهروب أو التخاذل أثناء الاشتباكات".

وذكرت تقارير سابقة أن أهالي عناصر ميليشيات الفيلق الخامس يشتكون من انقطاع الاتصال مع أبنائهم المشاركين بمعارك ريف حماة، ولا معلومات لديهم عن مصيرهم منذ عدة أيام.

فصائل المصالحة بالمقدمة

أوضحت مصادر عسكرية لأورينت نت أكثرية عناصر ميليشيا أسد المقتولين أو المأسورين خلال معارك ريف حماة هم من عناصر فصائل المصالحات القادمين من عدة محافظات ومناطق بعيدة عن حماة.

وعن هذا الجانب، يقول المقدّم أحمد بيطار لأورينت نت، "وضعت ميليشيا أسد الطائفية عناصر فصائل المصالحة في مقدمة الميليشيات ضمن الخطوط الأولى خلال الاشتباكات المباشرة مع فصائل الثوار، ولذلك مَن يُقتل لا أهمية له عند قيادة تلك الميليشيات، ومن يُفكر بالهروب سيجد خلفه عناصر وضباط باقي الميليشيات الأكثر ولاءً وطائفيةً وبالتالي سيقتلونهم دون أي تردد".

وأشار بيطار إلى أن بداية معارك ريف حماة كان هناك عدة عمليات فرار جماعي أو إفرادي لعناصر فصائل المصالحة بسبب شراسة المعارك مع فصائل الثوار، وهم بالأساس غير مدرّبين على مثل تلك المعارك، ولكن رغم كل الاجراءات المتّبعة من ميليشيا أسد الطائفية والقوات الروسية إلا أن عمليات الفرار ما زالت مستمرة وبشكل عشوائي من ساحة المعركة بسبب ثبات فصائل الثوار حتى الآن.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات