بلدية الحدث "العونية" في لبنان تمنع بيع وتأجير المسلمين!

مع بداية الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 اقترح حافظ الأسد على الرئيسِ اللبناني سليمان فرنجيه تقسيم لبنان وربط الجزء المسيحي منه بسوريا، تطبيقاً لنظرية "تحالف الأقليات". وفي عام 82 وبعد أحداث حماة طرح الأسد على بعض القيادات اللبنانية ضرورة إقامة تحالف بين العلويين والمسيحيين للتصدي للمد السني في المنطقة.. وكل ذلك كان بإيعازٍ من إيران التي سوقت كثيراً لهذه النظرية.. ووجدت ضالتها في ميشيل عون الذي يتقاسم معها شغفه بنظرية حلف الأقليات.. وفعلاً قام الطرفان بتجسيدها في ما يعرف بتفاهم مار مخايل عام 2007.. بين عون و نصر الله..  الأول قبض الثمن الكبير وأصبح رئيساً للجمهورية وحقق حلمه الذي عاش في رأسه ربع قرن من الزمن.. والثاني حصل على الغطاء للسلاح غيرِ الشرعي، وفي السلطات التشريعية والتنفيذية، وفي كرسي الرئاسة الأولى، وفي تعطيل الاستحقاقات الدستورية.. أما الخاسر فكان لبنان الذي دفع أثماناً ثقيلة و سلمت قيادته للحرسِ الثوري في طهران وممثلها في الضاحية.. هذا الممثل الذي يتقن التقية السياسية.. فيخرج ممثلوه على الشاشات يقولون شيئا.. بينما هو على العكس يدعم ويوافق.. وعادة ما يكون المستهدف هو السني حصراً..

ولكن الغريب اليوم في بلدية الحدث التي تتبع للعونيين، وقرارِها بعدم تأجيرِ وبيع المسلمين أنه لم يكن يستهدف السنة فقط .. وإنما المسلمون على الجملة.. أقله في ظاهره.. إلا أن رئيس البلدية العوني قالها علناً إن القرار تم بمعرفة وموافقة ميشيل عون ونبيه بري وحسن نصرالله.. أي أن هذا القرار الطائفي والعنصري برعاية هؤلاء المذكورين.. بكل الأحوال فإن ما يجري في بلدية الحدث اليوم أعطى صفارة الانطلاقِ لثقافة كراهية لن تقف حدودها عند اللاجئ السوري.. بل على المستوى الوطني في لبنان.. لبنان المتفوق جينياً والذي يقوده جبران باسيل نحو الهاوية.. برعاية ودعم عون ونصر الله..

وهنا نسأل:

- أليس الادعاء بأن ما يحدث من عنصرية تجاه اللاجئين هو تصرفات فردية وتمثل فئة ضيقة لاتعبر عن لبنان، يسقط أمام اعتراف رئيسِ بلدية الحدث؟

- أليس قرار بلدية الحدث أن الدولة اللبنانية بمختلف مكوناتها هي التي تعطي السلوك العنصري؟

- هل التهرب من اتهام الدولة ومحاولة الالتفاف على الموضوع وتبرئتها من المسؤولية يؤدي إلى حل المشكلة؟

- كيف نفسر موافقة بري ونصرالله على قرارِ بلدية الحدث بعدم بيع وتأجيرِ المسلمين؟ وهل جميع المسلمين مستهدفون.. سنة وشيعة ودروزا وعلويين؟

- إلى متى سيبقى حزب الله يمارس التقية السياسية في إدارة الحملة السياسية؟

- ماذا لو قررت بلديات مسيحية أخرى اتخاذ نفس هذه القرارات الطائفية؟

- و ماذا لو استوجب ذلك ردات فعل وقرارات مماثلة من بلديات إسلامية أيضا؟

- هل نسي اللبنانيون أن أهم عوامل الحرب الأهلية اللبنانية كان العامل الطائفي؟

- ولكن ما الجديد في الموضوع إن كانت هناك بلديات أخرى تنفذ هذا القرار؟ وهل يخفى أنه وإلى الآن ومنذ الحرب الأهلية.. ابن الجبل يخشى الخروج من منطقته.. وابن طريق الجديدة يتجنب دخول الضاحية.. وابن المتن يحاذر المرور ببعلبك؟ 

تقديم: أحمد الريحاوي

إعداد: علاء فرحات، سليمان عبد المولى

ضيوف الحلقة:

جورج عون – رئيس بلدية الحدث – لبنان

توفيق شومان – المحلل السياسي – بيروت

محمد نمر – الكاتب الصحفي – بيروت

فرانكو عبد القادر – الناشط السياسي – بيروت

طوني بولس – مراسل أورينت نيوز – بيروت

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات