"ثقافتان بأربعة ألوان".. معرض لفنانين سوريين وأتراك ينال اهتمام وسائل الإعلام (صور)

"ثقافتان بأربعة ألوان".. معرض لفنانين سوريين وأتراك ينال اهتمام وسائل الإعلام (صور)
حاز معرض مشترك للفن التشكيلي يقيمه فنانون سوريون وأتراك في مدينة إسطنبول على اهتمام "واسع" من وسائل الإعلام التركية والسورية والعربية.

المعرض الذي حمل عنوان "ثقافتان بأربعة ألوان" والذي رعته "مجموعة داماسكو" السورية، أقامه الفنانان السوريان عبد اللطيف الجيمو، ابن مدينة جرابلس وخيام زيدان، ابن مدينة سلمية، بالاشتراك مع الفنانين التشكيليين التركيين حوري كيريش وقدير عبلك.

وعملت معظم الصحف التركية والقنوات التركية على تغطية المعرض "الأول من نوعه" في مدينة إسطنبول، أبرزها صحف (حرييت والخبر الجديد والاستقلال والصباح وترك برس والاتفاق) ومجلة إسطنبول للفنون، إضافة لعدد من القنوات التلفزيونية التركية والعربية.

بين الذاكرة السورية وحاضر إسطنبول

ويشارك الفنان عبد اللطيف الجيمو في المعرض بخمسة أعمال فنية متعددة الأحجام، تتمحور في جوهرها "حول المنطقة الموجودة بداخلي بين ذاكرتي الأخيرة في سوريا وبين حاضري الجديد في إسطنبول" كما يقول الجيمو لأورينت نت، ويستطرد "هذه المنطقة التي تحتوي على أثر من الناحية الفكرية ومجموعة المفاهيم والقيم ولتذهب للشكل أيضاً".

 

ويضيف "تعاملت مع اللون كرمز له دلالته التعبيرية حول مفهوم الشكل، وكذلك حول عنصر الإغراء في موضوع القبح، كما لو كنت تشاهد قاتلاً يرتدي قبعة أو قميصاً بلون وردي جميل. هذا الإغراء الممزوج بازدواج المعايير بين الجميل والقبيح أو كما لو أنك تشاهد مدينةً مدمرة بألوان زاهية".

لغة واحدة

هذه التجربة الفنية الغنية بكل معايير القيم الانسانية- والكلام للفنان السوري قاصداً المعرض المشترك - هي "تجربة تساعدنا على فهم الآخر بشكل أفضل، وعلى رؤية الآخر لنا بذات الطريقة، وبما أن للفن لغة واحدة وطموح واحد، فهذا يجعلننا متساوين نحن البشر بكل شيئ، وأنا أتخيل دائماً أنه لو كان بإمكان البشر أن يتكلموا لغة واحدة وينتمون لهوية واحدة، فهل هذا كفيل بأن ينهي الحروب والعنصرية على هذا الكوكب؟".

ويختم الجيمو حديثه لأورينت نت بتوجيه شكر للجهة الراعية (دامسكو) لتحقيق هذا المشروع الفني، و"لدعمها هكذا نوع من التجارب الهادفة للارتقاء بهويتنا والتعبير عنها بشكل لا حدود لجغرافيته".

التقاء ثقافات

و"يشكل المعرض فرصة رائعة و تجربة مميزة لالتقاء الثقافات وتجاوز الانتماءات الوطنية، إلى المعاني الإيجابية لها" كما يقول الفنان السوري خيام زيدان، والتي "تهدف إلى بناء صورة الثقافة السورية في المجتمع التركي، والمساهمة الفاعلة في الثقافة التركية، كون الفنانين يعيشون في تركيا و في إسطنبول تحديداً".

ويعتبر زيدان "تجربة حضور المعرض والوقوف وتأمل اللوحة، تجربة حية ينبغي أن تعاش.. إن تجربة التفاعل بين المتلقي والعمل الفني، لا يمكن أن تُشرح أو تقال، كما أن التفاصيل التي يمكن للفنان أن يخبرها عن عمله، هي عن ظروف العمل الفني عما قبل أو بعد، و لا تتعلق بصميم العمل الفني".

ويعمل حاليا الفنان السوري على مجموعة من الأعمال "تنتمي في الإطار العام لفن ما بعد الحرب، وإلى التعبيرية الإيمائية، التي لا تتمثل فيها الأشكال وتقترب إلى التجريد".

ما يميزنا يجعلنا كاملين

وحول فكرة أعماله في المعرض، فهي "تنتمي من حيث الموضوع إلى مجموعة باسم أطراف اصطناعية" والرسالة التي يحاول زيدان إيصالها هي فكرة "ما هو كامل وما هو ناقص" حيث يطرح موقفاً تجاه الكمال، في الجسد أو الحاسة، و يتساءل عن حقيقة فقداننا لشيء ما، و علاقته مع شعورنا بالكمال.

تتبنى الأعمال "رؤية أن ما يميزنا هو ما يجعلنا كاملين" والذي لا بد أن يحمل اسقاطات كبيرة عن فكرتنا عن الآخر أو المختلف في مجتمعات الشرق الأوسط كلها. والأعمال - كما يقول زيدان - لا تهدف إلى إعادة تقديم الواقع كما هو وبالحالة نفسها وبالصيغة نفسها.

وأما على صعيد التشكيل فالأعمال تجسد آثار الحرب، وعمليات القصف الجوي على المكان والإنسان. إنها تصور لحظة التأمل التي تعقب الدمار، حيث تتجلى في الأعمال وحدة بصرية تربط بين عالم الإنسان والمكان الذي يوجد فيه، وهنا العلاقة مع المكان بمفهوم البيت والمدينة.

التعليقات (2)

    2

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات