"نيويورك تايمز" تكشف تفاصيل إلغاء الضربة الأمريكية على إيران

"نيويورك تايمز" تكشف تفاصيل إلغاء الضربة الأمريكية على إيران
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن القصة الكاملة لإلغاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضربة العسكرية التي كانت مقررة ضد إيران يشوبها شيء من الغموض بعد ظهور عدد من الروايات المتضاربة التي خرجت في اليوم التالي لإلغاء الضربة.

مع ذلك، تمكنت الصحيفة من معرفة أهم تفاصيل إلغاء الضربة، بناء على لقاءات أجرتها مع عدد من المسؤولين في الإدارة الحالية، وضباط الجيش، وأعضاء في الكونغرس حيث أجمعوا جميعاً على الطريقة غير المعهودة التي يتبعها ترامب في عملية صنع القرار المختلفة كلياً على الرؤساء الآخرين.

ويعتمد ترامب على رأيه الخاص حتى في المسائل العسكرية، بغض النظر عن الاجتماعات والمذكرات التي تقدم له من المؤسسات المختصة. ويعتمد على مصادر غير تقليدية، غالباً ما تكون خارج دائرة مستشاريه في البيت الأبيض.

وما زاد من تعقيد الأمور، غياب وجود وزير للدفاع، بعد أن استقال جيم ماتيس من منصبه منذ ستة شهور، واستقال وزير الدفاع بالوكالة هذا الأسبوع.

قاوم ترامب الاستفزازات الإيرانية المتكررة في الخليج خلال الأسابيع الماضية ولكنه استيقظ صباح يوم الخميس على خبر إسقاط طائرة تجسس أمريكية مُسيرة. ومع وجود جون بولتون، مستشار الأمن القومي، المعروف بمواقفه المتشددة تجاه إيران، كان على ترامب اختيار طريقة الرد العسكرية المناسبة ضد إيران.

إقرار الضربة

بعد ساعات من إسقاط الطائرة، التقى بولتون في الساعة السابعة (7) صباحاً بتوقيت واشنطن، مع وزير الدفاع بالوكالة، باتريك شاناهان الذي أعلن استقالته قبل ثلاثة أيام فقط، ومع مارك إسبر، الذي من المفترض أن يخلف شاناهان. وحضر الاجتماع وزير الخارجية مايك بومبيو، والجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة.

ناقش المجتمعون حادثة إسقاط الطائرة الأمريكية المُسيرة، ووافقوا على مجموعة من الخيارات العسكرية على أن تقدم لترامب للموافقة عليها.

في الساعة الحادية عشر (11) صباحاً، اجتمعت المجموعة ذاتها بصحبة مسؤولين أمنيين آخرين مع ترامب لإطلاعه على خيارات الضربة التي تستهدف إيران.

لم يعتمد ترامب على فريقه الرسمي، بل حاول أخذ آراء متنوعة شملت السيناتور ليندسي غراهام، حليف ترامب والمقرب منه. دعم غراهام توجيه ضربة عسكرية إلى إيران وحث ترامب على الرد.

في الساعة الثالثة ظهراً استضاف ترامب أعضاء من الكونغرس لإطلاعهم على الحادث وتحديد الردود الممكنة. خرج على الأقل شخص واحد من الاجتماع مقتنعاً بأن ترامب قد وافق على توجيه ضربة عسكرية لإيران.

بنك الأهداف

أتفق الجميع على خيارات ترامب. ولكن الجنرال دانفورد حذر من تداعيات الضربة المحتملة وقال إنها تعرض القوات الأمريكية وحلفاءها في المنطقة للخطر.

اجتمع في الساعة السادسة (6) مساءاً الجنرال دانفورد مع شاناهان في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وصف اللقاء بالمتوتر جداً.

كان لبومبيو، رأي خاص خلال الاجتماع الذي عُقد في البيت الأبيض. أشار وقتها إلى فعالية العقوبات وقال إن تأثيرها شديد على الاقتصاد الإيراني وأعرب عن دعمه لرد عسكري دقيق ولكنه أكد على أن العقوبات ستأتي بنتائج إيجابية على المدى الطويل.

كان لراي بومبيو تأثير خاص على المجتمعين، إذا تساءلوا فيما إذا كانت الضربة العسكرية، من شأنها زعزعة الاستراتيجية الأمريكية التي تعمل بنجاح ضد إيران.

في تمام الساعة السابعة (7) مساءاً، كان كبار المسؤوليين على قناعة بحدوث الضربة وإنها ستنفذ بين التاسعة (9) والعاشرة (10) بتوقيت واشنطن، إي قبل ساعات الصباح الأولى في إيران. ولكن، بعد ساعة قرر ترامب إلغاء الضربة.

سليماني متوتر

قال ترامب خلال لقاءه مع محطة "إن بي سي نيوز" (NBC News)، إنه ألغى الضربة بعد أن سأل قادة الجيش عن الخسائر البشرية المحتملة في صفوف الإيرانيين. وقال "أردت أن أعرف، قبل إقرار الضربة.. كم عدد الناس الذين سيقتلون في هذه الحالة من الإيرانيين؟".

رد عليه قادة الجيش بأن الضربة ستقضي على 150 إيرانياً. وقال "فكرت في الأمر لوهلة، وقلت لنفسي، أسقطوا طائرة بدون طيار. ونحن سنقتل 150 شخصاً.. لم يعجبني ذلك، اعتقدت أن ردنا غير مناسب".

ولكن بحسب مسؤول في الإدارة، مطلع على الاجتماعات الدائرة، قال إن تقدير عدد الضحايا لا يتم وضعه من قبل قادة الجيش بل من قبل المحامين. وقال إن لدى البنتاغون محامون يضعون أسوأ السيناريوهات الممكنة في أي تحرك عسكري.

وقال المسؤول إن ترامب لم يقدم تفسيراً عن عدد الضحاياً الذين يختلف عددهم حسب التوقيت حيث يتواجد في الصباح عدد أكبر من أولئك المتواجدين ليلاً، أو في الساعات المظلمة قبل شروق الشمس، وهو التوقيت الذي كان من المفترض أن تتم فيه الضربة.

وقال الجنرال جاك كين، الجنرال المتقاعد، والمقرب من ترامب، إن الرئيس الأمريكي تم إبلاغه بأن الهجوم كان عن طريق الخطأ وقال "حصل الرئيس على بعض المعلومات الإضافية التي تفيد بغضب وإحباط القادة في إيران من قائد الوحدة العسكرية الذي اتخذ قرار إسقاط الطائرة بدون طيار".

وذهب كين إلى أبعد من ذلك، حيث قال إن قاسم سليماني، قائد قوة القدس في إيران، هو من بين القادة الغاضبين من قرار إسقاط الطائرة الأمريكية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات