صحيفة أمريكية تتحدث عن خلاف بين ترامب ومسؤولين في إدارته بشأن إيران

قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اختلف مع كبار مستشاريه للأمن القومي واتخذ قرارا بإلغاء الضربات الانتقامية التي كان من المفترض أن تستهدف إيران.

وقال ترامب لأحد الأشخاص المقربين من دائرته "هؤلاء يدفعونني باتجاه الحرب وهذا أمر مثير للاشمئزاز.. لا نريد خوض المزيد من الحروب".

وأعرب ترامب خلال محادثات خاصة جرت يوم الجمعة عن انزعاجه الشديد من خسارة الولايات المتحدة مبلغ يصل إلى حوالي 130 مليون دولار بسبب إسقاط الطائرة بدون طيار من قبل إيران.

وقال خلال هذه المحادثات إن الناخب الأمريكي بإمكانه تقبل خسارة الدولار أكثر بكثير من وقوع ضحايا بشرية. وأشار إلى أن التقديرات التي قُدمت له تظهر وقوع 150 قتيلا فيما لو تم توجيه الضربة. وقال إلى أحد المقربين منه إن لكل شخص أسرة، مما يعني أن المئات من الأشخاص سيتأثرون بهذه العملية.

وأكد خلال تصريحه للصحفيين يوم السبت "لا أريد قتل 150 إيرانياً" وقال إن لديه أصدقاء إيرانيين في نيويورك وأضاف "لا أريد قتل 150 من أي جهة وأي أحد، ما لم يكن ذلك في ضرورة للغاية".

انقسام بالآراء وتفرد بالقرار

وعلى الرغم من تأييد عدد كبير من مستشاري ترامب لخيار توجيه ضربة عسكرية إلا أن الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي، قدم مذكرة تظهر قلقه الشديد وهي التي أثرت بشكل كبير على قرار ترامب.

وكان ترامب قد أشار يوم السبت بوجود حالة من الصراع داخل فريقه للأمن القومي وأشاد في الوقت نفسه بالجنرال دانفورد بسبب التحذيرات التي أطلقها. وقال إن هنالك خلافات مع جون بولتون، مستشار الأمن القومي المعروف بمواقفه المتشددة، والذي دفعه باتجاه تنفيذ الضربات.

ويقول المسؤولون إن دانفورد تمكن من تطوير علاقة شخصية من ترامب الذي وصفه بأنه "رجل رائع وجنرال رائع". وأشار ترامب إلى دعم بولتون لقرار الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بالحرب على العراق وقال لقد كان ذلك خطئاً كبيراً.

وقال ترامب للصحفيين المتواجدين في البيت الأبيض "يقوم جون بولتون بعمل جيد للغاية، ولكنه يتخذ في العموم موقفاً متشدداً.. الشخص الوحيد الذي يهم هو أنا".

ويعرف عن ترامب سعيه للحصول على آراء مختلفة، وهذا ما فعله وسط تصاعد التوترات مع إيران. وقال أحد الأشخاص المطلعين، إن ترامب تواصل مع تاكر كارلسون، مقدم البرامج الشهير في محطة فوكس نيوز، الذي عارض التدخل العسكري في إيران خلال برنامجه الذي يعرض في وقت الذروة.

إيران والقنوات الخلفية

وقال ترامب للصحفيين موضحاً حقيقة موقفه "كان الجميع يقول إني من دعاة الحرب. والآن يقولون إني من الحمائم.. أنا لست أياً منهما. إذا كنت تود معرفة الحقيقة، فأنا رجل لديه الحس السليم".

ويقول أعضاء في فريق ترامب إنهم غير راضيين عن حالة الانشقاق الداخلي بين الخارجية والدفاع والأمن القومي، ومن غير المعروف فيما إذا كانت ستسمر أو تتوقف في المستقبل القريب.

وقال أحد المسؤولين في الإدارة إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أحبطت خطة متفقا عليها في إيران وتتضمن إرسال تقديرات غير دقيقة بالخسائر عبر القنوات الخلفية. وأشار المسؤول إلى أن أحد محامين البنتاغون، أرسل تقريراً إلى البيت الأبيض بالخسائر حيث تم تقديمه لترامب.

ونفى مسؤول آخر هذه الادعاءات وقال إن تقدير عدد الضحايا تم في البيت الأبيض وليس البنتاغون الذي يقدم تقارير روتينية عن "الأضرار الجانبية" في أي عملية عسكرية كبيرة.

ولكن ترامب نفسه أكد في وقت لاحق أن تقدير الأضرار جاء عبر محامين من البنتاغون وتسلمه في النهاية من قبل جنرال. ورداً على سؤال فيما إذا كان هذا الجنرال هو دانفورد رفض ترامب الجواب بشكل مباشر وقال "أجريت محادثة طويلة مع دانفورد. إنه رجل رائع".

للاطلاع على التقرير من المصدر