ورشة البحرين .. هل يمكن شراء السلام بالمليارات ؟

بُعيدَ توقيـع ِاتفـاقِ أوسلو عامَ ثلاثةٍ وتسعين .. زار وفـدٌ اقتـصادي ياسر عرفات .. و صوّرَ له أنَ المسارَ السياسي الجديد سيرافـقُهُ مسارٌ اقتصاديٌ كبير و ستتدفقُ الأموالُ على الفلسطينيين .. كلامُ الوفـدِ الاقتصادي أثارَ حماسةَ الزعيم ِالفلسطيني الذي كان وقتَـها على وشكِ الإفلاس .. ودفـعَهُ إلى أنَ يعلنَ في تونس أنَ اتفاقَ أوسلو سيضعُ الفـلسطينيين على سكةِ الدولِ المتـقدمةِ اقتـصاديا .. مرت السنواتُ       و الأعوامُ و مات عرفات .. ولا تقدّمَ الفلسطينيون اقتصادياً و لاتأخروا ..

 

واليوم بعدَ ستةٍ وعشرينَ عاماً من أوسلو .. والسلطةُ الفلسطينيـة على وشكِ الإفلاس .. ثمةَ مَن يعـزفُ على وترِ المسارِ الاقتـصادي .. كمدخلٍ لحلٍ سياسي .. أو ما صار يتعارفُ عليه إعلامياً باسم ِ"صفـقةِ القرن" التي لا يعرفُ أحدٌ عنها شيئاً .. ولكنْ ما يثيرُ الريبةَ حولَها أنَ مَن يقـومُ بصياغتِها و مَن يحشـدُ لها هم أربعـةٌ من اليهودِ المتحمسين  وهم : جاريد كوشنر صهرُ ترمب وصديقُ نتـنياهو المقرّب، وجايسون غرينبلات مبعوثُ ترمب لهذهِ المهمـة، والسفيرُ الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان .. و نتنياهو طبعاً ..

 

الجانبُ الاقتصادي من "صفقةِ القرن" أو كما سماها صهرُ ترامب "فرصةَ القرن" انطلقَ في ورشةٍ بالعاصمةِ البحرينية المنامـة بحضورِ دولٍ و شخصياتٍ اقتصادية .. و بموجبـهِ ستساهمُ الدولُ المانحةُ والمستثمرون بنحوِ 50 مليارَ دولارٍ في المنطقـة ..ويخالُ متصفحُ الخطةِ في موقعِ البيتِ الأبيـض على الإنترنت نفسَهُ يقرأُ تقريراً عن هونغ كونـغ أو سنغـافورة .. مشاريعَ عملاقة .. مدارسَ عصرية .. مليونِ فرصةِ عمل .. تقليصِ الفقرِ لِ50 % .. وكأنَ أيامَ العزِ على الأبواب ..

و هذه الخمسونَ ملياراً سيذهبُ منها 28 ملياراً للضفـةِ الغربيةِ وقطاع ِغـزة، و7.5 ملياراً للأردن و9 ملياراتٍ لمصر و 6 ملياراتٍ للبنان.. لبنان الذي لم يحضر هذه الورشة .. إلا أنَ حضورَه من عدمهِ لايهم .. فترامب يعوّلُ على ملياراتِ الدولِ الغنية .. لا على إفلاسِ الدولِ التي تغـرقُ في ديونِها.. و عليه فإنَ وزيرَ ماليةِ قـطر متواجدٌ الآن في المنامـة .. بينما إعلامُهُ يهاجمُ بشراسةٍ خطةَ ترامب و القائميـن عليها .. و ورشةَ البحرين و الوافـدين إليها .. و التي حملت عنوان من " السلامُ إلى الازدهار" ..

 

و هنا نسأل :

- هل تم التوصلُ إلى السلام حتى يتمَ الحديثُ اليوم عن الازدهار ؟ و أين هو هذا السلام ؟ و على أي أسسٍ سيقوم ؟ ومالذي حققتْهُ جميـعُ الوعودِ الاقتصادية للفلسطينيين منذ اتفاقِ أوسلو إلى الآن ؟

- هل أصبح كلُ شيءٍ ممكناً ومتاحاً للبيـعِ والشراء ؟ باقتطاعاتٍ محقّقة لإسرائيل كما حدث في الجولان ؟ وترضياتٍ جارية لتركيا ؟ وربما تعويضاتٍ لاحقة لإيران؟

- هل سيغري المالُ الأمريكي " وهو ليس مالها طبعاً" هل سيغري دولَ المنطقـة على القبـولِ بخطةِ ترامب و صهـرهِ كوشنر ؟

- و هل خطةُ ترامب و صهرُهُ ستحظى بالدعم ِالدولي ؟ وهو مَن تتخبط ُإدارتهُ في جميع الدولِ.. من إيران إلى كوريا الشمالية إلى فنـزويلا وسوريا؟

- ولكن أليست هذه فرصـةٌ للفلسطينيين لخدمةِ قضيتِـهم كما يقول كوشنر؟ أليس من شأنِها أنْ تخفّضَ البطالةَ وتحققَ للفلسطينيين النمو والعيشَ الكريم؟ ألن تحققَ هذه الخطةُ للفلسطينيـن ماعجزوا عن تحقيقـهِ خلالَ سبعين سنة ؟

- ما الذي قدّمـهُ مَن يهاجمُ هذه الخططَ التي تعـملُ على حلِ النزاع ِالفلسطينـي الإسرائيلي ؟

- و مالذي جناه الفلسطينيـون من أصحابِ الشعارات؟ سوى الكلامِ والخطاباتِ الفارغـة التي لم تقدم في حالِهم ولم تؤخـر؟

 

الضيوف:

د. مهند العزاوي – المختص بالشؤون الاستراتيجية

شلومو غانور – الكاتب والمحلل السياسي – القدس

أحمد فهيم – المحلل السياسي – عمان

د. حسام الدجني – أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة – غزة

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات