ما دور بلدة "سلحب" الموالية في دعم ميليشيا أسد بمعارك حماة؟

ما دور بلدة "سلحب" الموالية في دعم ميليشيا أسد بمعارك حماة؟
تُعتبر بعض القرى والبلدات في ريف حماة الغربي (ذات الغالبية العلويّة) مركزاً حيوياً لميليشيا أسد الطائفية، ورافداً مهماً لهذه الميليشيا من ضباط وأفراد وقوات رديفة في معارك المناطق كافة وآخرها معارك ريف حماة، ومن أهم هذه البلدات بلدة سلحب التي ذاع صيتها بسبب مشاركة أهلها ضد الثورة السورية وبكافة الطرق والأساليب، حتى وصلت مشاركتهم لعمليات جرائم الحرب وارتكاب المجازر بحقّ المدنيين.

تقع بلدة سلحب في ريف حماة الغربي جنوب مدينة السقيلبية، ويغلب على أهلها المذهب العلوي المحسوب على الشريحة الموالية الأكبر لبشار الأسد ونظامه، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 25 ألف نسمة يعمل معظمهم في القوات الرديفة لميليشيا أسد الطائفية، ومتطوّعون بأجهزة مخابرات الأسد.

منبع الشبّيحة

وعن دور هذه البلدة بمعارك ريف حماة الأخيرة وخلال سنوات الثورة الثمانية، يقول القيادي العسكري في الجبهة الوطنية للتحرير عبد المعين المصري لأورينت نت، "تُعتبر بلدة سلحب منبع الشبيحة وقطّاع الطرق والمجرمين منذ بداية الثورة وحتى اللحظة، وشاركوا بأغلب معارك سوريا ضد الفصائل الثورية ونهبوا كل ما يقع تحت أيديهم، وآخر مشاركاتهم كانت في معركة حماة الأخيرة، والتي قُتل فيها العشرات من العناصر المنحدرين من هذه البلدة".

وكذلك أوضح الناشط بكّار حميدي أهمية هذه البلدة بالنسبة لميليشيا أسد الطائفية، وذلك بقوله لأورينت نت "بلدة سلحب تُعتبر منبع الشبيحة والخزان البشري الأهم لميليشيا سهيل الحسن، وأغلب قادة وعناصر ميليشيا سهيل الحسن هم من أبناء هذه البلدة والقرى المحيطة بها، حتى أن نساء هذه البلدة أصبحن يتطوّعن بهذه الميليشيات للزجّ بهن في معارك ريف حماة الأخيرة".

بينما مسؤول الرصد العسكري في وحدة الرصد 80 الناشط أبو أمين يُفنّد أهمية هذه البلدة أكثر بحديثه لأورينت نت قائلاً، "يوجد في بلدة سلحب وحدها أكثر من 2500 ضابط في ميليشيا أسد، وما يُقارب 4000 عنصر تابعين لميليشيا سهيل الحسن وميليشيات الدفاع الوطني بقيادة الشبيح "حسن فندي"، وشاركت هذه الميليشيات بكافة معارك سهيل الحسن في باقي المحافظات السورية، وكذلك في معارك ريف حماة الشمالي والغربي وادلب الجنوبي الأخيرة، ولديهم نقاط رباط خاصة بهم في حواجز شليوط والمصاصنة والزلاقيّات بريف حماة الشمالي، وببعض المناطق التي استولوا عليها مؤخراً ككفرنبودة والقصابية وفي سهل الغاب".

وأضاف المرصد أبو أمين، "قُتل من عناصر الميليشيات التابعين لهذه البلدة خلال السنوات الأخيرة أكثر من 1000 ضابط وعنصر، وفي معارك ريف حماة الأخيرة سقط العشرات بين قتيل وجريح".

حملات أهليّة لصالح الميليشيات

وتابع أبو أمين موضحاً دور هذه البلدة بقوله، "جميع أهالي بلدة سلحب هم من الموالين لنظام أسد دون استثناء ولهم باع طويل خلال سنوات الثورة بعمليات الخطف والقتل والتعذيب واقتحام القرى السنيّة القريبة منهم، ونساءهم قبل رجالهم وشيبهم قبل شبابهم، ولذلك عملوا أهالي البلدة عدة حملات أهليّة لصالح ميليشيا أسد وخدمةً لمعارك ريف حماة الأخيرة وغيرها من المعارك السابقة".

وحسب المرصد، "أطلقت نساء بلدة سلحب ما يُسمى "مطبخ نساء سلحب" وهو مطبخ ميداني يقوم برفد جبهات القتال بالطعام يومياً، بالإضافة لبناء مشفى سلحب الميداني والذي أشرف على بنائه العميد سهيل الحسن والمرجعية الدينية العلوية الشيخ "شعبان منصور"، عدا عن حملات اللباس والزيارات الاعتيادية لمراكز قيادة العمليات والخطوط القريبة من الجبهات لتقديم كل أنواع الدعم من الأهالي لمقاتلي ميليشيا أسد الطائفية".

وأما المرصد عشرين العامل مع الجبهة الوطنية للتحرير يقول لأورينت نت، "بعد الخسائر الفادحة التي مُنيت بها ميليشيا أسد الطائفية في معارك ريف حماة الأخيرة، سعى بعض وجهاء بلدة سلحب لإجراء حملات تسوية لصالح أبنائهم المطلوبين بجرائم القتل والخطف والاغتصاب وزجّهم بمعارك ريف حماة الشمالي، ويبلغ عددهم بالعشرات وذلك لتدعيم بعض النقاط التي يتواجد فيها شبيحة سلحب على جبهات ريف حماة الشمالي".

معسكرات ومراكز حيوية لدعم الميليشيات

بدوره، بيّن المرصد أبو أمين لأورينت نت أهم المراكز العسكرية الموجودة في البلدة والتي تدعم معركة ريف حماة الشمالي، حيث قال "بالإضافة للمشفى الميداني المعروف بالمشفى الوطني في سلحب والذي يقوم بمعالجة كافة جرحى معركة ريف حماة الشمالي الأخيرة، هناك بعض المعسكرات والمراكز الحيوية التي تخدم معركة ريف حماة، كمعسكر معمل سكر سلحب والذي يُعتبر مركز التدريب والتجمّع لعناصر ميليشيا الدفاع الوطني وميليشيا سهيل الحسن".

كما أشار الناشط بكار حميدي لأهم المراكز العسكرية الموجودة بمحيط بلدة سلحب والتي تُساهم بمعارك ريف حماة الأخيرة، فقال حميدي "يوجد بالقرب من بلدة سلحب مطار جبّ رملة المخصّص للطائرات المروحية والذي يستهدف يومياً المناطق المحررة بعشرات البراميل المتفجرة، كما يوجد بالقرب من البلدة معسكر دير شميّل والذي كان معسكراً ومعتقلاً يُديره بعض قادة الشبيحة في سلحب كالمدعو حسن فندي وحازم غبارة وعلاء الرضوان وقحطان غبارة، بالإضافة لبعض المعسكرات الإيرانية والميليشيات الطائفية القريبة من البلدة والموجودة في معسكر الطلائع ومعسكر الشيخ غضبان والنهر البارد القريب من سلحب".

مركز سوق "السنّة"

ولَفت حميدي إلى أن "بلدة سلحب هي أول مَن طرح مسمى "سوق السنّة" وذلك بإنشائها سوقاً ضخماً تُباع فيه ممتلكات أهل السنّة الذين يُسيطرون على منازلهم وبلداتهم في عموم سوريا، بالإضافة لبيع ممتلكات وأراضي أهل السنّة من البلدات القريبة والمجاورة لهذه البلدة".

واستدرك قائلاً، "هناك مساحات واسعة من الأراضي في محيط بلدة سلحب تم تحويلها لما يُسمى "سوق السنّة" لبيع كافة الأثاث المسروق والمنهوب من بيوت السوريين الذين سيطروا عليها، وهذا السوق محمي من قادة شبيحة هذه البلدة ولا أحد يجرؤ على اقتحامه أو مصادرة المسروقات منه، وإنما الكل يغضّ الطرف عنه مما زاد من نسبة التعفيش والنهب وإنشاء مجموعات مخصصة لهذا العمل، حتى وصل بهم الحال لنشوب خلافات حادة فيما بينهم بسبب إدارة هذا السوق والتنفّع به".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات