فورن بولسي: جهود أمريكية لتحديد علاقة إيران "الشائكة" بالقاعدة

فورن بولسي: جهود أمريكية لتحديد علاقة إيران "الشائكة" بالقاعدة
كشف تقرير لـفورن بولسي، أن مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، قدم إحاطة سرية للكونغرس مؤخراً يدعم فيها ادعاءات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوجود علاقة وثيقة بين إيران وتنظيم القاعدة.

وتختلف تقديرات الإدارة عن التقارير الاستخباراتية التي تشير إلى عدم وجود علاقة نشطة في الأعمال الإرهابية بين القاعدة وإيران، وأن الأدلة الحالية هي أقل بكثير من تلك التي كانت متوفرة في هجمات 11 أيلول.

وقال سيث جونز، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن "الإدارة تتمسك بقشة.. نحن في أقل مرحلة منذ هجمات أيلول من حيث عدد العناصر المنتمية للقاعدة هناك. الأرقام التي أطلعت عليها تشير إلى أنهم أقل من خمسة أشخاص".

وشارك جونز، الذي عمل كمسؤول كبير في قيادة العمليات الخاصة الأمريكية والمختص في مكافحة الإرهاب، ضمن دراسة توصلت لهذا الاستنتاج وصدرت العام الماضي. بينما تعتقد أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن العدد القليل قد تغير بسبب التوترات المتزايدة بسرعة بين الولايات المتحدة وإيران.

ويصف الخبراء العلاقة بين إيران والقاعدة على أنها "تعامل حذر" بدل من أن تكون علاقة تعاون إرهابي. يحدد هذه العلاقة الصبر المتبادل بين الطرفين والاتفاق الضمني على عدم مهاجمة بعضهم البعض، أو مهاجمة نقاط الإمداد التابعة لهم. 

وتتعامل طهران مع هذه العلاقة كورقة مساومة مع واشنطن.

علاقة شائكة

دعمت إيران قبل هجمات أيلول ما يعرف بـ"مقاتلي التحالف الشمالي الأفغاني" المدعوم أمريكياً، والذي يهاجم طالبان في أفغانستان. ولكن بعد الهجمات، جمعتهم إيران، ووضعتهم تحت الإقامة الجبرية، حيث تواجد عدة شخصيات من تنظيم القاعدة داخل إيران.

ويقول المشككون في الكونغرس، إن هدف بومبيو هو ضرب إيران عسكرياً باستخدام قانون يجيز استخدام القوة ضد المنظمات الإرهابية والصادر منذ 11 أيلول.

وقال توماس جوسلين، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، المعروف بمواقفه المتشددة من إيران "لم أؤيد الحرب على إيران بناء على هذه الحجة. طبعاً هنالك الكثير من الأدلة على الخلاف بين القاعدة وإيران. ذلك يبدو واضحاً في سوريا واليمن.. حتى أن بن لادن لم يوافق على توسيع نفوذ إيران الإقليمي".

ولكن لديه منطق شائك لوصف العلاقة بين الطرفين، حيث يرى أن "البشر يتعاملون بشكل مزدوج. وليس هنالك شك بوجود اتفاق ما بين إيران والقاعدة. يسمح للقاعدة بتمرير خطها الذي يساعدها على نقل الأموال والأفراد داخل إيران".

وأشار إلى أن ذلك بالاعتماد على وزارة الخزانة في عهد باراك أوباما منذ تموز 2011.

تورط إيراني مستمر

ويقول الخبراء إن التعامل بين إيران والقاعدة مرتبط على الدوام بطبيعة العلاقة بين واشنطن وطهران، حيث حاولت إيران على سبيل المثال، بعد غزو العراق، تبديل عناصر القاعدة لديها بعناصر من مجاهدي خلق المعادين للنظام الإيراني.

وقال جونز "بحسب فهمي للحسابات الإيرانية. كانت إيران على استعداد للسماح لبعض أعضاء القاعدة وعوائلهم في البقاء لديها طالما أنهم لم يشاركوا في التخطيط لشن هجمات". 

ولكن هذا الكلام يخضع للشك في حوادث عديدة منها تفجيرات إرهابية في منتصف 2013 ضربت ثلاثة مجمعات سكنية في المملكة العربية السعودية وقتلت 27 شخصاً، من بينهم تسعة أمريكيين. ألقت الولايات المتحدة باللوم حينها على إيران.

وقالت إن التفجيرات أمر بها سيف العدل المسجون في إيران، وقال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد في ذلك الوقت "لا يوجد لدينا شك بأن كبار القادة في تنظيم القاعدة في إيران هم المسؤولون عنها".

وتقدم الإدارة الأمريكية إثباتات لتورط إيران بالتعاون مع طالبان في أفغانستان المجاورة. بعد أن نشرت وزارة الدفاع خطاً زمنياً لـ "الحملة الإيرانية الخبيثة"، والتي تتضمن صلات إيران بهجوم أدى إلى إصابة أربعة من أفراد الخدمة الأمريكية وقتل أربعة مدنيين أفغان.

لماذا الآن؟

يوضح جونز هذا الادعاء بالقول، إن "الحقيقة أكبر من ذلك حيث تلعب إيران دوراً مثيراً للاهتمام في أفغانستان. لديها علاقات مع الحكومة الأفغانية، بما في ذلك علاقة تجارية".

ومع ذلك "تقدم إيران مساعدة محدودة لطالبان، تمتد لسنوات بما في ذلك معسكرات للتدريب متواجدة على الجانب الإيراني من الحدود". شبه الأمر بتحالف الاستخبارات الباكستانية مع طالبان على الرغم من علاقاتها القوية مع الولايات المتحدة.

ويرى الخبراء أن الأوضاع بدأت بالتبدل بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، والاتجاه من جديد لعزل إيران، وقد أدى ذلك إلى سحب المصداقية من الإصلاحيين والمعتدلين ودعم وجهة نظرة المتشددين مرة أخرى الذين يعيدون النظر بعلاقتهم مع القاعدة وطالبان.

وقال جونز "هنالك فترات خلال العقد والنصف الماضيين، كان لدى المرء شكوك مقبولة حول علاقة إيران والقاعدة.. حالياً، لا أفهم لماذا هذه العلاقة تشكل مشكلة. ولا أستطيع تصديق أي محلل استخباراتي، على قدر من العقلانية، بإمكانه القول غير ذلك".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات