"قسد" تعزيزات إلى محيط مدينة البصيرة بدير الزور

من سهول حوران .. التي وحدها تغطي حاجة سوريا من القمح و الخضراوات بالكامل .. مرورا بغوطة دمشق التي إنتاجها من المشمش وضع سوريا يوما ما في المرتبة الثالثة عالميا بعد الولايات المتحدة و إيران .. إلى سهول الحولة .. و الغاب .. و الروج .. و إدلب موطن أقدم شجرة زيتون في العالم .. إلى منطقة الجزيرة .. التي تصدر إلى أوروبا أجود أنواع القطن في العالم .. و تصدر القمح إلى إيطاليا .. بلاد السباغيتي .. منطقة الجزيرة التي أصبحت بيادر قمحها فريسة للحرائق .. وفي هذا تقول الواشنطن بوست إن الأضرار التي أحدثتها فيها الحرائق تفوق التصور .. إلى درجة أنه يُمكن مشاهدةُ الأراضي المحروقة عبر الأقمار الاصطناعية .. وطبعا لا داعي للذكر أن الحرائقَ مُفتَعلة .. والهدف تهجير الإنسان السوري من هذه المناطق الخصبة .. و تحويلُه من منتج في بلاده .. إلى لاجئ يتسول لقمةَ خبزه على أبواب دول اللجوء  ..

مناطق من أخصب البقاع في العالم .. كانت سلةَ غذاء لأمم خلت .. وبقيت كذلك إلى عصرنا هذا .. عصباً حيوياً واقتصادياً لسوريا .. سوريا التي تمثل بوابةَ التاريخ ومركز الحضارات القديمة .. من جنوبها .. إلى شمالها .. فشرقها .. يُقتل الإنسان بجميع أنواع الأسلحة .. و يُحاصر .. و يُجوّع .. و تحرق محاصيلُه و أرزاقه .. و الهدف واحد .. الاقتلاع و التهجير ..

أكثر من نصف الشعب السوري أصبح مُهجّراً .. و عودة المهجرين اليوم مرتبطة كلّها بإرادة دولية تبدو اليوم معطّلة ..و بشاعة هذا المشهد تزداد فضائحية حين ندرك عمق وفداحة الصمت العربي والعالمي ..

ويتساءل المرء مباشرة:

- لماذا سوريا ؟ و إلى أين ؟ و إلى متى ؟ و لمصلحة من يُهجر السوريون ؟ ولماذا هذه المناطق الزراعية الخصبة؟

- والى أين سيقود مشروع التشيُّع في سوريا والى أين سيقود مخطط اقتلاع الناس من أراضيها؟

- لماذا يُهجّر أهالي الحسكة والرقة .. العرب.. على يد الأكراد؟ ولماذا يُهجر أهالي إدلب وحماة على يد العلويين وإيران كما هُجِّر أهالي حمص والغوطة ودرعا ؟

- هل عاد أحد من المُهَجرين الى منطقته عبر سنوات الحرب الثمانية؟

- أليس ما يجري هو جريمة تطهير عِرقي وديني للسنة في سوريا؟ ألا يرسم هذا التطهير حدود دولة عَلوية ؟ ألا يُنذر بتقسيم جديد للشرق الأوسط ؟

- وهل وصف ما يجري في سوريا بالإبادة العنصرية أو التطهير العرقي سيعيد المُهجرين إلى ديارهم؟ وهل يجب انتظار قرار الدول الكبرى ليُؤخذَ حقُّ هؤلاء؟

- لماذا ابتلع العرب والعالم لسانَهم على جرائمِ التطهير العرقي للسنة في سوريا؟

-أين هي جامعة الدول العربية من كل ما يُدَبّر لهذه الشعوب؟ ومن كل ما يجري وما سيجري؟

 

الضيوف :

 

د. عبد العزيز ديوب – الأكاديمي والناشط سياسي – ضيف استديو

سامر كعكرلي - مدير عام الغرف الزراعية السورية سابقا - برلين

سامر خليوي – الكاتب والباحث السياسي – لندن

 

إعداد : علاء فرحات

تقديم : أحمد ريحاوي 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات