اشتباك في جبل لبنان .. هل أصبح جبران باسيل نقمة على اللبنانيين ؟

منذ ُالعام 1975 لم يكن لحافظ الأسد من شاغلٍ يومي إلا التمرّسُ بالتلاعب بالطوائف اللبنانيةِ المنقسمة، وحفرُ الخنادق فيما بينها، للإيقاع ِبها واستتباعِها، وصولاً إلى السيطرة على كامل لبنان، ولو جعلَهُ ذلك أنقاضاً.

اليوم حتى فكرة ُ"لبنان بلدٌ منقسمٌ طائفيا" لم تعد فكرة ًدقيقة .. فلبنان ليس وحدَه المقسّم .. بل حتى الطوائفُ باتت منقسمة ً على ذاتِها طائفيا و مذهبيا و عائليا .. 

الشارع ُالمسيحي منقسم ٌعبرَ ثلاثةِ رؤوس .. عون وملحقاتُه .. و أسرة ُآل الجميل و توابعُها .. و سمير جعجع و جماعتُه ..

بينما ينقسمُ الشارع ُالدرزي بين البيت الجنبلاطي متمثلا بوليد جنبلاط  ..و البيت الأرسلاني متمثلا بوريث هذا البيت طلال أرسلان .. وبين محدَثِ النعمة وئام وهاب .. 

الشارعُ السني منقسمٌ أيضا .. وينتابُه شعورٌ عام بالحصار نظرا إلى ضعف زعيمِه سعد الحريري ..و الراعي السعودي لايعترفُ إلا برأس ٍواحد .. و الرؤوسُ الأخرى لاقدرة َلها على المنافسة .. 

و هكذا فإنَّ الطائفة َالشيعية هي الطائفة ُالوحيدة التي رغمَ أن لها رأسين.. إلا أنها ليست منقسمة ًاستراتيجيا و عسكريا .. و هي ملتفة ٌحولَ الهدفِ الإيراني حصرا..

لكلِ طائفةٍ من هذه الطوائفِ قبضاياتها .. و جميعُها تستهويها المرايا المُكبِّرة ..

فتلعبُ بالتناوب لعبة َالدول .. وعلى كل طائفةٍ أن تربح َومن بعدِها الطوفان الذي سيجرفُ منافسيها ومعارضيها حتى داخلَ البيتِ الواحد .. ويغرقُ لبنان كل لبنان .. و ينتهي بها و باللبنانيين إلى سوءِ المصير .. 

من هنا ينطلقُ جبران باسيل .. الذي يسعى إلى إلغاء أي ِمنافس ٍمسيحي .. و دغدغةِ عصبيةِ تيارهِ الطائفي بتعزيز شعورِ الثأر من الدروز .. و نكءِ حروبِ الجبل ..و الانقلاب ِعلى الطائف .. و تقزيم ِالسنةِ بسلاح ِالشيعة .. و إقناع حزبِ الله بأنه أداة ٌرئاسية طيعة في خدمتِه .. ليبلغ َالاحتقانُ السياسي مرحلة ًقياسية ، مستعيداً مشاهدَ من الحرب ِالاهلية .. و لتبدوَ منطقة ُالجبل، بما تعنيه من رمزيةِ الثنائية المارونية - الدرزية، معرضة ًلهزاتٍ لا تُحمدُ ارتداداتُها .. 

وكما أن هذه المنطقة َليست حكراً على عائلةِ جنبلاط الذي لا يزالُ بعضُ مناصريه يعتبرونها هكذا، فإنَّ تغييبَ التقدمي الاشتراكي عن تنسيق زياراتِ الوزير جبران باسيل دون َسواه من الاحزاب والفاعلياتِ يُشكلُ نوعاً من الاستخفافِ والاستبعاد ِوالاستفزاز .. ففي زمن ِلبنان الرديء هذا هناك شيءٌ اسمُه وزارة ُخارجية .. بدل أن تعملَ على رِفعةِ لبنان في العالم ..أصبحت مهامُّ وزيرِها تقتصرُ على جولاتٍ استفزازية  في المناطق لإثارةِ الفتن .. و ماحصل في الجبل خلالَ اليومين الماضيين هو أولُ الغيث .. 

- فمتى يتحررُ اللبنانيون من إرثِ حافظ الأسد ومن سياسةِ العبث التي زرعَها داخلَ كلِ طائفة ؟ 

- ألا يلعبُ جبران باسيل بدم ِالمسيحيين عبرَ خطابه الطائفي و نكءِ جروح ِحربِ الجبل ؟ 

- لماذا حيثُ ما حلَّ هذا الرجلُ تحلُ المشاكلُ و الصدامات ؟

- ألا يدركُ اللبنانيون خطورة َالكلام عن الشارع؟ وهل نسوا أن لكل ٍشارعَه للنزولِ إليه ربما تعرفُ كلُ طائفةٍ كيف يبدأ  .. ولكنَّ السؤالَ الكبير هل تعلم ُكلُ طائفةٍ كيف ينتهي؟

- ولكن في المقابل هل منطقة ُالجبل حكرٌ على الحزب ِالتقدمي الاشتراكي ؟ وهل هذا منطقُ دولٍ  أم منطقُ عصابات ؟ وماذا يعني أن للجبل ِخصوصيتَه ؟ و لبيروت خصوصيتَها ؟ و لبشري خصوصيتَها ؟ و للضاحية خصوصيتها ؟ و للحدث خصوصيتها ؟ هل هناك في لبنان منطقة ٌدونَ خصوصيةٍ خاصةٍ بها ؟  

الضيوف: 

طوني بولس - مراسل أورينت نيوز – بيروت

د. مكرم رباح - باحث وكاتب سياسي – بيروت

ياسر الحريري - صحفي وكاتب سياسي - بيروت

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات