اختفاء ناقلات نفط في مياه الخليج.. صحيفة أمريكية تكشف عن المخطط الإيراني

اختفاء ناقلات نفط في مياه الخليج.. صحيفة أمريكية تكشف عن المخطط الإيراني
أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى حادثة غريبة من نوعها، وقعت قبل أسبوع، حيث اختفت ناقلة نفطية صغيرة في مياه الخليج بعد رحلة استغرقت 19 يوماً من الصين.

اتبع القبطان الخطوات المعمول بها دوليا، أبلغ عن وضع السفينة، ومسارها، وسرعتها وتفاصيل أخرى مرتبطة بها. كانت مرتفعة عن مستوى الماء بشكل ملحوظ مما يعني أنها بلا حمولة إلا أن الناقلة المملوكة للصين اختفت بشكل فجائي وغابت عن شبكة الملاحة.

في يوم الأحد، ظهرت مرة أخرى في نفس المكان الذي اختفت فيه قبل ستة أيام. عند ظهورها، كانت متجهة إلى الشرق، بعيداً عن مضيق هرمز مبتعدة عن إيران. أبلغ القبطان عن مستوى السفينة المخفض في المياه، مما يدل على أن ناقلته هذه المرة ظهرت وخزاناتها ممتلئة.

أظهرت التحقيقات، اتباع شركات النقل، التي ترغب بتحدي العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسلوب جديد للعمل في "الظلام" حيث تنقل البضائع من الموانئ الإيرانية بدون أن تبلغ عن مسار رحلتها، وذلك بحسب معلومات حصلت عليها الاستخبارات الإسرائيلية ومنظمات أخرى تعنى بشؤون الملاحة البحرية.

الاستخفاف بالعقوبات

وقال سمير مدني، الشريك المؤسس لشركة "تانك تراكرز" (TankerTrackers)، والتي تستخدم صور الأقمار الاصطناعية للتعرف على الناقلات التي تعمل مع الموانئ الإيرانية "إنهم يخفون أنشطتهم.. لا يريدون القول إنهم كانوا في إيران. هم ببساطة يتهربوا من العقوبات".

وبحسب المعاهدة البحرية التي تخضع لإشراف إحدى وكالات الأمم المتحدة، يتوجب على كل سفينة تزن أكثر من 300 طن الإبلاغ عن مسار رحلتها الدولية، وذلك لتجنب الاصطدامات، ولتسهيل الحصول على المساعدات في عمليات البحث والإنقاذ. يسمح هذا النظام للدول كذلك بمراقبة حركة الشحن المائية.

تستغل الشركات حقيقة العقوبات الامريكية، والتي تعتبر أحادية الجانب، وغير مفروضة من القانون الدولي، وذلك للتعامل مع إيران حتى لو كان ذلك عن طريق التخفي.

مع ذلك، تخاطر الشركات الأجنبية بالخضوع للعقوبات خصوصاً إذا ما كانت تتعامل مع شركات أو بنوك أمريكية. وقال ريتشارد نيبو، الباحث في جامعة كولومبيا، والعضو المشرف على سياسة إيران في مجلس الأمن القومي خلال فترة رئاسة باراك أوباما منتقداً العقوبات التي فرضها ترامب "فرضنا عقوبات على العشرات من الشركات الصينية المملوكة للدولة.. لم يتم خرقها باستخفاف".

ورفض المتحدث باسم الخارجية الأمريكية التعليق عن الموضوع لأن الخارجية "لا تعلق على مواضيع استخباراتية".

اختفاء 40 سفينة

وقال براين هوك، المبعوث الأميركي الخاص لإيران، إن الولايات المتحدة ستعاقب أي دولة تستورد النفط الإيراني، وذلك خلال لقاء مع الصحفيين عقده يوم الجمعة.

وتعمل إدارة ترامب على وقف الصادرات الإيرانية للنفط والبتروكيماويات. كما فرضت عقوبات جديدة، الشهر الماضي، بعدما أسقطت إيران طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار.

وبحسب الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، يستفيد الحرس الثوري بشدة من صناعة البتروكيماويات. وكان ترامب قد صنف المنظمة على أنها منظمة إرهابية.

وقال غاري سامور، الأستاذ في جامعة برانديز والذي عمل في قضايا الأسلحة في إدارة أوباما، إن إيران تحاول تجنب العقوبات الأمريكية من خلال تقديم "تخفيضات كبيرة" في أسعار منتجاتها النفطية والبتروكيماوية.

ويرى العديد من المراقبين، أن تحدي شركات الشحن للعقوبات من شأنه إضعاف فعاليتها خصوصاً في حال لم تواجه أي عواقب.

ومن الممكن أن تنقل ناقلات النفط الكبيرة ما يصل إلى مليون برميل، أي 5% من الاستهلاك اليومي للولايات المتحدة، وهي كبيرة لدرجة تعذر العديد من الموانئ عن التعامل معها. وبسبب حجمها الكبير، من الممكن رصدها بسهولة أكبر من السفن الصغيرة التي تنشط في مياه الخليج لتجنب العقوبات.

وتم تسجيل اختفاء سفن صغيرة تصل لأكثر من 40 سفينة، مملوكة جميعها لشركة صينية، تعتبر واحدة من أكبر شركات تصنيع المواد الكيميائية في العالم.

 للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات