يهود الفلاشا ينتفضون .. هل هي حرب أهلية في إسرائيل ؟

قبل مدةٍ نشر "معهدُ أبحاثِ الأمنِ القومي" في جامعةِ تل أبيب دراسةً تقولُ إنَ غالبيةَ اليهود الإسرائيليين تخشى المخاطرَ الداخلية التي تهدّدُ بتمزيق ِ"السلم الأهلي" أكثرَ مما تخشى المخاطرَ الخارجية ..

ولم يعُد خافياً أن أوساطاً إسرائيلية تعتقدُ أنَ شبحَ "الحربِ الأهلية" ليس بعيداً عن إسرائيل في ظلِ تفاقم ِاللامساواة بين شرائح ِالمجتمعِ الإسرائيلي المتعددة..

ومن هذه الأوساطِ الصحفيُ و وزيرُ المال ِالإسرائيلي السابق يائير لبيد، في أحدِ أعمدتِه الصحفية من أنَ "الحربَ الأهلية" مقبلةٌ لا محالة.. ويضيفُ: إذا كنتم تعتقدون أنَ الأسوأَ قد أصبحَ وراءَنا يتعيّنُ عليكم أن تغيّروا نظاراتِكم.

في عامِ 96، كُشفت في إسرائيل فضيحةُ رمي مئاتٍ من وحداتِ الدم ِإلى القمامة، كان بعضُ اليهود الإثيوبيين "الفلاشا" تبرعوا بها مقابلَ حصولِهم على التأمينِ الصحي .. رفضتْها المؤسساتُ الطبية بزعم ِالخوفِ من الأمراضِ المعدية.. واذا كان رفضُ هذه المؤسساتِ قد تمَ تغليفُه بذرائعَ علمية .. فقد كانت هناك أصواتٌ أكثرَ جرأة ٍفي التعبيرِ عن السببِ الحقيقي لهذا الرفض، ألا وهو التشكيكُ بنقاءِ دم ِأولئك اليهودِ الإثيوبيين .. وهو ما أدى إلى احتجاجاتٍ دامية كان شعارُها الأساسي هو: "دمُنا مثلُ دمِكم" .. إلا أنَ ذلك لم ينفع .. فمازالوا مطالَبين بإثباتِ يهوديتِهم إلى اليوم .. و لونُ بشرتِهم لم يمرَّ فوقَ أعينِ باقي أطيافِ المجتمعِ الإسرائيلي .. ليكتشفَ هؤلاء بأنَ وعودَ الحياةِ المترفةِ التي قُدّمت لهم لاجتذابِهم للإقامةِ في "أرضِ الميعاد" لم تكن أكثرَ من خطاباتٍ حالمة .. و أنَ الأرضَ الموعودةَ لم تكن إلا مدناً من الصفيحِ تؤويهم في ضواحي المدنِ الفاخرة .. في ظلِ انعدام ٍللعمل ، وسوءِ معاملةٍ من الشرطةِ و المجتمع .. وهو ما خلق مجتمعاً فقيراً ومعدماً مع نسبةِ جريمةٍ عالية .. وماتشهدُه المدنُ الإسرائيلية من احتجاجاتٍ عنيفةٍ وداميةٍ اليومَ وهي ليست الأولى .. فلا الفلاشا قادرون على تغييرِ الواقع ِباحتجاجاتِهم .. ولا الحكومةُ قادرةٌ على تغييرِ نفوسِ الإسرائيليين و استعلائِهم العِرْقي .. إلا أنَ هذه المرةَ تختلفُ حيث أنَ شرارتَها جاءت من قتلٍ غيرِ مبرّرٍ ليخرجوا إلى الشوارع ِو يغلقوا المدنَ و الشوارعَ الرئيسية ..

- فكيف ستتداركُ الحكومةُ في إسرائيل ما يجري من عنفٍ و اضطراباتٍ تهزُ البلاد ؟ هل ستعمدُ كما في كل مرةٍ إلى المهدئاتٍ و تطييبِ الخواطرِ بانتظارِ الانفجارِ المقبل ؟ و إلى أين سيؤدي هذا الجرحُ النازفُ في المجتمع الإسرائيلي ؟

- هل صحيحٌ أنَ الشروخَ بين الإسرائيليين تهدّدُ بتدميرِ الدولةِ الإسرائيلية أكثرَ من المخاطرِ الخارجية ؟

- كيف يمكنُ لدولةٍ أن تدومَ وفيها الطبيبُ اليهودي الأبيض يرفضُ علاجَ شخصٍ أسود ؟ وفيها الشرطيُ يطلقُ النارَ على صبي ٍأعزلَ دونَ تمييز؟

- و كيف يمكنُ تفسيرُ انقلابِ الصورةِ هنا، عندما تزعمُ إسرائيل الديمقراطية حمايةَ حقوقِ الإنسان وما يجري للإثيوبيين الفلاشا؟

- هل ماقام به الفلاشا هو ارتدادٌ عميقٌ لموجاتِ الاحتجاج ِالشعبيةِ التي فجّرها الربيعُ العربي في بلدانٍ مجاورة ؟

- وهل استعار الفلاشا صورَ احتجاجِهم من ثوراتِ الربيع ِالعربي ؟

- وهل صمْتُ إسرائيل أو تقاعسُها على إيجادِ حلٍ للحربِ في سوريا بات يهدد فكرةَ الاستقرارِ الذي تنعمُ به إسرائيل ؟

الضيوف

انطوان شلحت - باحث في الشؤون الإسرائيلية – حيفا

أحمد أبو عماد محاميد - محلل سياسي - حيفا

مجيد عصفور – كاتب و محلل سياسي – عمان

أليف صباغ - باحث ومحلل سياسي مختص بالشؤون الإسرائيلية - حيفا

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات