التلغراف: هؤلاء المستفيدون من حرق محاصيل السوريين!

التلغراف: هؤلاء المستفيدون من حرق محاصيل السوريين!
قالت صحيفة تلغراف البريطانية، إن الحرائق التي تضرب شمال شرق سوريا وحشية وغير مسبوقة وتثير الكثير من التساؤلات حول الجهة التي تقف ورائها.

وعلى الرغم من أن المنطقة تشهد حرائق في كل عام بنفس التوقيت؛ إلا أن حجم الحرائق وامتدادها أدى إلى تدمير أكثر من 47,000 هكتار من محاصيل القمح والشعير منذ أوائل أيار، وهي خسارة مدمرة للمزارعين السوريين الذين عانوا ويلات الحرب وعقود من الجفاف.

وقال محمد علي، البالغ من العمر 31 عاماً، والمقيم في مناطق سيطرة قسد، إن الحرائق ضربت المحاصيل في قريته لدرجة أنها حجبت الرؤية عنه، وأضاع أصدقاءه المشاركين معه في إخماد الحريق.  ويشارك محمد بأعمال الإطفاء هذه بسب غياب رجال الإطفاء المدربين على التعامل مع هذا النوع من الحرائق.

وقال إنه نجا بأعجوبة من الحرائق التي كادت أن تلتهمه وهو يركض؛ بينما استسلم الآخرون للدخان المنبعث منها والذي يعمي العيون ويحجب الرؤية.

يريدون تدمير المنطقة

وقال فواز محمد، 28 عاماً: "لم نر أي شيء على هذا النحو من قبل. يندلع حريق هنا نهرع لإخماده لنفاجأ باندلاع حريق في مكان آخر". يروي فواز مأساته، جالساً على كرسي بلاستيكي في خيمته، حيث يأخذ التعازي بأخيه صالح. 

يلقي الناس باللوم على عدة إطراف. منهم من يقول، إن عناصر من تنظيم "داعش" هم المسؤولون عن الحرائق ويسعون للانتقام  لـ"خلافتهم". وآخرون يقولون إن تركيا التي تخوض حرباً مع قسد؛ بينما يقول البعض إن المسؤول هو نظام الأسد الذي يسعى لإضعاف قسد التي تسعى لإنشاء حكم ذاتي كردي.

ومع اختلاف الاتهامات تمتد الحرائق لتشكل رقعة سوداء من الأراضي المحترقة، كبيرة إلى الحد الذي يمكن رؤيتها من الفضاء.

يقف علي محمد عاجزاً عن إيجاد الكلمات التي تصف ما حدث له بعد أن فقد 10 من أفراد اسرته واصدقاءه، يحدق وكأنه لم يستوعب الصدمة إلى الآن؛ بينما يروي ابن عمه فواز مجريات الأحداث.

يقول فواز بإصرار، إن الحرائق بفعل فعال، وهي "ليست صدفة.. يريدون تدمير المنطقة بأكملها".

تأثر ملايين السوريين

في أيار، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الحرائق التي أضرت بمئات الهكتارات من الأراضي الزراعية في سوريا العراق. 

وقال التنظيم في بيان له، إنه يحرق مزارع "المرتدين في العراق والشام" ودعا إلى حرق المزيد، وأضاف "سيكون هذا الصيف حاراً، وسيحرق جيوب المرتدين وقلوبهم، بعد أن أحرقوا المسلمين وبيوتهم في السنوات الماضية".

وتدعي قسد أن المخابرات التركية هي التي تسعى لتقويض سيطرتها، ومشروع إدارتها الذاتية. ويتهم النظام قسد بحرق المحاصيل انتقاماً من المزارعين الذين باعوا محاصيلهم للنظام.

وأدت سنوات الحرب والجفاف إلى خفض الإنتاج الزراعي بنحو 30% كما بلغت الخسائر هذا العام بنحو 50 مليون دولار وذلك بحسب تقديرات قسد التي تسيطر على المنطقة.

ويحذر برنامج الغذاء العالمي، من تأثر 6.5 مليون سوري وتعرضهم للخطر، بسبب نقص الغذاء. ويواجه 4 ملايين سوري خطر ما يعرف باسم "أدنى مستوى على الإطلاق" لإنتاج الغذاء في سوريا.

وقال فواز "هذه أولى مرة يكون فيها الحصاد جيداً منذ 60 عاماً.. لسنوات كنا نزرع ولكن الحصاد لم يأت. هذا العام رأينا أفضل حصاد ربما في كل حياتنا".

وأشار إلى سوء الوضع الحالي "الحصاد كان جيداً هذا العام، ولم نحصل على شيء بل وفقدنا أناساً بسبب الحرائق. ما عسانا أن نفعل العام المقبل إذن؟" يتساءل بينما تلتهم النار صومعة للحبوب لتخرج منها أعمدة طويلة من الدخان تغطي السماء وتحجب الأفق.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات